السبت 27 أبريل / أبريل 2024

يمنيون يعيشون مرارة النزوح الثاني بعد اشتداد القتال في مأرب

يمنيون يعيشون مرارة النزوح الثاني بعد اشتداد القتال في مأرب

Changed

يمنيون ينزحون من جديد بعد اشتداد القتال في مأرب
نزحت مئات العائلات من مخيم الزور إلى مخيم جو النسيم هربًا من نيران الحرب (غيتي)
وجد يمنيون أنفسهم مضطرين للنزوح مجددًا من مخيماتهم التي نزحوا إليها سابقًا؛ إذ شعروا بأنهم في مرمى النيران جراء الاشتباكات بين الحوثيين وقوات الحكومة في مأرب.

مرة أخرى وجد اليمني محفوظ عبده أحمد نفسه مضطرًا للنزوح مع عائلته والفرار من مخيم قرب مدينة مأرب؛ إذ وصلت الاشتباكات إلى المنطقة، وتقدّم الحوثيون نحو آخر معاقل الحكومة في الشمال.

ومنذ عام ونيّف، يحاول الحوثيون السيطرة على محافظة مأرب الغنية بالنفط، بهدف وضع أيديهم على كامل الشمال اليمني.

وبعد فترة من التهدئة، استأنف الحوثيون في الثامن من فبراير/ شباط هجومهم على القوات الحكومية المدعومة من تحالف عسكري تقوده السعودية.

وللمرة الثانية خلال خمسة أعوام، وكغيرها من مئات العائلات النازحة، وجدت أسرة أحمد نفسها مضطرة للفرار من مخيم الزور في صرواح، على بعد 30 كلم من مدينة مأرب. فقامت بجمع حاجياتها البسيطة وفرت إلى مخيم في منطقة جو النسيم التي تبعد ثلاث كيلومترات عن مأرب.

وكانت أسرة أحمد نزحت عن منزلها عام 2016 من تعز، جنوب شرق اليمن، واستقرت في مخيم الزور قبل أن تضطر الأسبوع الماضي لمغادرته.

ويجلس محفوظ أحمد داخل خيمة يتشاركها مع عشرة أشخاص، ويقول: إن نحو 600 أسرة كانت تعيش في مخيم الزور، وتشتت الآن. ويضيف أن البعض ذهب للسكن مع أقرباء له. بينما يسكن بين ثلاث إلى أربع عائلات في خيمة واحدة، وأحيانًا سبع عائلات في خيمة واحدة.

وفيما يتعلق بزوجته حورية، فإن الوضع لا يطاق، وتشير إلى أنهم يعيشون في خيمة واحدة مع أسرة أخرى، "الحمام داخل الخيمة والمطبخ أيضًا، نحن عشرة أفراد ننام في هذه الخيمة".

وتشكو حورية أن أطفالها لا يستطيعون التعلّم، فقد تركوا المدرسة، ولا تعلم اليوم كيف تتصرف إذا لم تجد المدارس ولا المدرسين.

وضع سيئ جدًا في مأرب

ولطالما اعتُبرت مدينة مأرب بمثابة ملجأ للكثير من النازحين الذين فروا هربًا من المعارك، أو أملوا ببداية جديدة في مدينة ظلّت مستقرة لسنوات، لكنهم أصبحوا الآن في مرمى النيران.

وتضم محافظة مأرب وعاصمتها المدينة التي تحمل الاسم ذاته، 140 مخيمًا للنازحين. وأعربت الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، عن قلقها من تعريض ملايين المدنيين للخطر جراء التصعيد العسكري في مأرب.

وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، لمجلس الأمن الدولي: إن هجوم المتمردين "يجب أن يتوقف"، وحذّر من "كارثة إنسانية" ومن تعريض ملايين المدنيين للخطر، خصوصًا مع وصول القتال إلى مخيمات النازحين.

ويشهد اليمن بعد ست سنوات من الاقتتال على السلطة، انهيارًا في قطاعات الصحة والاقتصاد والتعليم وغيرها.

فيما يعيش أكثر من 3,3 ملايين نازح في مدارس ومخيمات تتفشى فيها الأمراض كالكوليرا بفعل شح المياه النظيفة.

في مخيم جو النسيم، بدأت الأسر التي قدمت مؤخرًا، بالاستقرار، لكنها تخشى أن يطول القتال ويتوسع. ويفتقر الموقع إلى أبسط الاحتياجات الأساسية، بحسب النازحين ومنظمات إنسانية.

وقالت المتحدثة باسم المنظمة الدولية للهجرة، أوليفيا هيدون: إن الوضع سيئ، ولفتت إلى حاجة معظم الأسر إلى المأوى والمواد غير الغذائية والمياه والصرف الصحي والمساعدات الصحية والغذائية.

ووفق هيدون، نزحت 1048 عائلة من منطقة صرواح وحدها منذ الثامن من فبراير/ شباط.

ويقول أحد النازحين: إنهم واجهوا معيشة صعبة فنزحوا إلى صرواح، وبعدها جاءت الحرب فنزحوا من جديد إلى مأرب.

ويعبر النازح عن استيائه من الوضع، ويذكّر بأن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية على مستوى العالم ويواجه ملايين من سكانه خطر المجاعة.

ويضيف بحسرة: "فاعل خير تبرع لنا بالخيمة"، ويقول: إن أولاده مرضوا من شدة البرد، ولأنهم لا يملكون البطانيات ولا خزانات المياه، "حتى الحمامات غير متاحة لنا".

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close