الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

محاكمة رجال النظام.. السجن المؤبد في ألمانيا لضابط مخابرات سوري

محاكمة رجال النظام.. السجن المؤبد في ألمانيا لضابط مخابرات سوري

Changed

العقيد في مخابرات النظام السوري أنور رسلان خلال محاكمته (فيسبوك)
العقيد في مخابرات النظام السوري أنور رسلان خلال محاكمته (فيسبوك)
أصدر القضاء الألماني حكمًا بسجن العقيد السابق في مخابرات النظام السوري أنور رسلان مدى الحياة بتهمة ارتكابه جرائم ضد الإنسانية في تعذيب المعتقلين.

سجل القضاء الألماني سابقة في ختام محاكمة مرتبطة بجرائم النظام السوري، حيث أصدر حكمًا بالسجن مدى الحياة، اليوم الخميس، بحق العقيد أنور رسلان بعد إدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. 

وقضت المحكمة العليا الإقليمية في كوبلنتس (غرب ألمانيا) بأن السوري أنور رسلان (58 عامًا)، العقيد السابق في مخابرات النظام، مسؤول عن مقتل معتقلين وتعذيب آلاف آخرين في معتقل سرّي للنظام في دمشق، وذلك بين 2011 و2012. وهذا المركز أشير إليه على أنه تابع لقسم التحقيقات-الفرع 251 والمعروف باسم "أمن الدولة - فرع الخطيب" في دمشق.

وكان رسلان قد لجأ إلى ألمانيا بعد انشقاقه عام 2012، وهو يحاكم منذ 23 أبريل/ نيسان 2020 أمام محكمة كوبلنس، على خلفية تهم تعذيب مساجين في مركز احتجاز سرّي تابع للنظام في العاصمة.

الحكم الثاني

والحكم هو الثاني الذي يصدره القضاء الألماني في هذه المحاكمة بعد حكم على ضابط آخر من المخابرات السورية أدنى رتبة في فبراير/ شباط 2021.

وقد أسفرت هذه المحاكمة التي قسّمت إلى جزأين، عن إصدار إدانة في 24 فبراير/ شباط لعضو سابق في أجهزة المخابرات، لكنّه من رتبة أدنى، وذلك بتهمة "التواطؤ في جرائم ضدّ الإنسانية". 

وحوكم إياد الغريب، العنصر السابق في استخبارات النظام السوري، بعد إدانته باعتقال وسجن ما لا يقلّ عن ثلاثين متظاهرًا في "الفرع 251"، وهو معتقل سري تابع للنظام السوري في دوما، كبرى مدن الغوطة الشرقية بالقرب من دمشق، في الفترة الممتدة بين سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول 2011.

وتُطبق ألمانيا مبدأ الولاية القضائية العالمية الذي يسمح بمحاكمة مرتكبي أخطر الجرائم بغض النظر عن جنسيتهم ومكان حدوث الجرائم.

فرع الخطيب

وتجمهر نشطاء وصحافيون، أمام محكمة كوبلنز منذ الساعات الأولى فجرًا، على أمل سماع الحكم بحق رسلان لمشاركته في تعذيب المعتقلين والموقوفين في سوريا.

وقد أقرّت المحكمة في قرارها بـ"هجوم موسّع وممنهج ضدّ المدنيين" يشنّه نظام الأسد على السوريين منذ أن نزلوا إلى الشارع مطالبين بالديمقراطية في مارس/ آذار 2011.

والتزم أنور رسلان الصمت خلال كلّ الجلسات، لكنّ محاميه قرأ في بداية المحاكمة بيانًا مطوّلًا نيابة عنه نفى فيه ممارسة موكّله التعذيب في فرع الخطيب، حيث ترأّس قسم التحقيق. وكان رسلان قد طلب بنفسه من الشرطة في برلين أن تحميه في فبراير، وأخبرها بأنّه كان ضابطًا في المخابرات السورية. 

وافتضح أمر رسلان حين تعرّف عليه في أحد شوارع العاصمة الألمانية مواطن سوري آخر هو أنور البنّي، المحامي والمعارض الذي يقوم الآن بمطاردة المتعاونين السابقين مع النظام اللاجئين في أوروبا. 

ملف صور قيصر

ومنذ بدء المحاكمة، مثل أكثر من 80 شاهدًا أمام القضاء، من بينهم 12 منشقًا وعدّة رجال ونساء أتوا من دول مختلفة في أوروبا للإدلاء بشهاداتهم بشأن الفظائع التي تعرّضوا لها في فرع الخطيب.

غير أنّ شهودًا آخرين رفضوا المثول أمام المحكمة، في حين وافق آخرون على الإدلاء بإفاداتهم بشرط ألا يتمّ الكشف عن هوياتهم، فقاموا بإخفاء وجوههم أو وضعوا شعرًا مستعارًا، وذلك خوفًا من أن يتعرض أقاربهم الذين ما زالوا في سوريا لأعمال انتقامية. وفي سابقة من نوعها، عُرضت أمام المحكمة صور من "ملف قيصر"، وهو أمر لم يسبق حدوثه في أي محاكمة حتى اليوم.

وقدّم أحد السوريين شهادة عن المقابر الجماعية التي كانت تُطمر فيها جثث المعتقلين. وفي دليل على مدى أهمّية هذا الحكم بالنسبة إلى الجالية السورية؛ قرّرت المحكمة التي سبق لها أن رفضت بثّ المداولات توفير ترجمة فورية إلى العربية وقت تلاوة الحكم.

ومن المرتقب أن تنطلق الخميس في فرانكفورت محاكمة أخرى على صلة بنظام بشار الأسد تطال طبيبًا سوريًا لجأ إلى ألمانيا.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close