يُعَدّ الصرع من الأمراض العصبية الأكثر انتشارًا؛ حيث يصيب 2% من البشر، ومن كافة الفئات العمرية. فما أسبابه وما الأعراض التي تصاحبه وما طرق العلاج منه؟
يوضح المتخصص في أمراض الدماغ والأعصاب أحمد زقوت أنّ مرض الصرع ينتج عن اضطراب الشحنات الدماغية لمجموعة من الخلايا العصبية بشكل كبير ومفاجئ بخلاف الوضع الطبيعي.
وهذا ما يؤدي إلى تغير مستوى الوعي والإدراك لدى المريض مع حركات لا إرادية في الجسم وهلوسات سمعية وبصرية وتزبيد من الفم، بالإضافة إلى الشعور بالدوخة. وفي بعض الأحيان يفقد المريض القدرة على التنفس ويجد صعوبة في التحكم بالبول.
وقال زقوت: إن معظم حالات ازدياد الشحنات الكهربائية تحدث نتيجة طفرة جينية أو وراثية، وهي موجودة في معظم الحالات المرضية.
ما أسباب مرض الصرع؟
ويظهر المرض في أغلب الأحيان في مرحلة الطفولة أو البلوغ، وفي حالات أخرى عندما يتعرض البعض لحوادث أو إصابات بالدماغ، أو بسبب الإصابة بالتهابات بكتيرية أو فيروسية بالدماغ، أو أمراض في جهاز المناعة مثل الذئبة الحمراء وأمراض في الشرايين الدماغية مثل تخثر الأوردة، أو حتى أورام دماغية ينتج عنها نوبات تشنج صرعية.
وقد يحدث الصرع كذلك بسبب التعرض لهبوط في السكر، ونقص في الصوديوم والكالسيوم وهي حالات قابلة للشفاء في حال تمّ علاجها.
أهمية التشخيص والعلاج لمرض الصرع
وشدّد الزقوت على أهمية تشخيص المرض الذي يعتمد على حاجتَين أساسيتَين: تفاصيل ما يحدث مع المريض الذي يُعرف من قبل المحيطين به، لمعرفة نوع النوبة إضافة إلى التخطيط الدماغي.
ويبدأ العلاج بحسب الزقوت عند تحديد نوع النوبة، حيث يفضّل استخدام علاج واحد فقط مع المريض ويتمّ أخذه على جرعات بعد تحديد السن والوزن، لافتًا إلى أنّ اللجوء لأكثر من علاج واحد يعدّ من الأخطاء الشائعة، إذ تنخفض حينها استجابة المريض للعلاج.
وفي حالات معينة يمكن اللجوء للعمليات الجراحية، إضافة إلى علاج يُعرف بـ"الحث الكهربائي" حيث يتم تحديد البؤرة الصرعية في الدماغ.
وأكّد أن تلقي مرضى الصرع للقاحات ضد فيروس كورونا، لا يتعارض مع العقاقير الطبية المستخدمة لعلاج المرض، خاصة أنّ هذه العقاقير لا تؤثر على الجهاز المناعي بشكل مباشر أو غير مباشر لدى الإنسان.