الأربعاء 8 مايو / مايو 2024

مساع محلية وإقليمية لتهدئة الأوضاع في السودان.. أي تحديات أمام نجاحها؟

مساع محلية وإقليمية لتهدئة الأوضاع في السودان.. أي تحديات أمام نجاحها؟

Changed

نافذة تحليلية عبر "العربي" على المشهد السوداني (الصورة: رويترز)
تتواصل المساعي لتهدئة الأوضاع المشتعلة في السودان منذ منتصف أبريل الجاري، في مبادرات منها محلية وأخرى إقليمية.

تقدمت قيادات سياسية سودانية بمبادرة لبدء محادثات لتهدئة الأوضاع المشتعلة منذ أسبوعين، والتي خلّفت مئات القتلى والجرحى.

وقالت مصادر سياسية في الخرطوم لـ"العربي"، إن المحادثات من المقرر أن تبدأ قريبًا في مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر. 

وأشارت المصادر إلى أن قائد حركة تحرير السودان مني أركو ميناوي قد وصل فعلًا إلى بورتسودان، وسيلتحق به رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم، وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان – قطاع النيل الأزرق مالك عقار، إلى جانب والي شرق دارفور محمد عيسى عليو.

وقاد القادة الأربعة اتصالات عاجلة منذ اليوم الأول لاندلاع القتال في الخرطوم، بهدف جمع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" لخفض التوتر ووقف الصراع.

مساع محلية ودولية مستمرة

وحاولت أيضًا تحقيق هذا المسعى بالدعوة إلى وقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة المفاوضات قوى وطنية سودانية أخرى؛ من بينها "الحرية والتغيير" و"الكتلة الديمقراطية" ومسؤولون سابقون قبيل عيد الفطر.

وحصلت هذه الدعوة بالفعل على موافقة مبدئية من أطراف الصراع لوقف العنف خلال العيد، لكنها لم تنفذ على الأرض ففشلت المساعي.

والآن، تجدد القوى السودانية مبادراتها وتكثف الجهود لتمديد الهدنة وبدء محادثات في بورتسودان.

كما دعت إلى تمديد هذه الهدنة أطراف دولية من بينها الولايات المتحدة. وبموازاة تحركات الداخل، أعلن المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدان باتيل، أن بلاده تجري اتصالات مع شركاء إقليميين ودوليين لتشكيل لجنة مفاوضات في السودان بهدف الوصول إلى وقف دائم للأعمال العدائية وتسهيل الترتيبات الإنسانية.

وقالت الخارجية الأميركية، إنّ الوزير أنتوني بلينكن قد بحث مع رئيس مفوضية الاتّحاد الإفريقي موسى فكي محمد التعاون لوضع حدّ للقتال الدائر في السودان بصفة دائمة.

"نقلة إيجابية للغاية"

ويشير الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية بشير عبد الفتاح، إلى أنه بمجرد قبول التفاوض أو الحوار فهذه نقلة إيجابية للغاية وتحول نوعي في مسار الصراع الحالي.

ويقول في حديثه إلى "العربي" من القاهرة، إن هذه الخطوة ربما تؤدي إلى تهدئة أو لإطالة أمد وقف إطلاق النار، ما سيجنّب السودانيين والمجتمع الدولي مخاطر الانفجار في بلد يتسم بالهشاشة وسط محيط أكثر هشاشة.

ويرى أن التحدي هو في أن "تسفر هذه المفاوضات عن نتائج ملموسة وتضع نهاية لهذه المأساة وتؤسس للعودة مجددًا إلى المسار السياسي". 

ويذكر بأن "الطرفين البرهان وحميدتي يتعاطيان مع بعضهما البعض وفق معادلة صفرية، حيث يريد كل منهما إقصاء الآخر كليًا وإخراجه من المعادلة السياسية والعسكرية".

ويستطرد بالإشارة إلى أن "التحدي أمام هذه المفاوضات هو في قدرتها على النجاح في تغيير مقاربة كل منهما في التعاطي مع الآخر من حيث الإلغاء والإقصاء"، متحدثًا عن "وضع آلية للتقارب والتفاهم والتوصل إلى حل وسط".

عبد الفتاح الذي يتطرق إلى مبادرة منظمة "إيغاد"، يعتبر أن من الجيد أن المبادرة إفريقية، لا سيما وأن الولايات المتحدة والأمم المتحدة والمجتمع الدولي اعتادوا على تحميل الاتحاد الإفريقي مسؤولية النزاعات الإفريقية العديدة في محاولة لأقلمة تسوية الأزمات، بمعنى أن تكون المنظمة الإقليمية في أي إقليم هي المعنية للتعاطي مع أزماته.

وفيما يلفت إلى أن مشكلة الاتحاد الإفريقي تكمن في افتقاره للآليات التي تساعده على إيجاد تسوية حقيقية للعديد من الأزمات، يؤكد أن مبادرة "إيغاد" يعوّل البعض عليها.

ويعزو ذلك إلى اعتبار أن "طرفَي النزاع في السودان عاجزان عن الحسم العسكري على الأرض بسبب التعادل الإستراتيجي رغم فارق القوة المحسوب لصالح الجيش"، وهو ما دفع برأيه بحميدتي والبرهان إلى القبول أخيرًا بالفاوضات.

لكنه يجدد التأكيد على أن التحدي يظل على أي أساس تتم التسوية أو إلى أين تنتهي المفاوضات.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close