في وقت تتجه فيه الأنظار في الحرب الروسية ضد أوكرانيا إلى مصير القوات الأوكرانية المحاصرة في مدينة ماريوبول الساحلية، بالتوازي مع إطلاق دعوات بفتح ممرات إنسانية؛ اشترطت روسيا من أجل السماح بإجلاء مدنيين من المدينة أن يستسلم المقاتلون.
وقالت وزارة الدفاع الروسية الجمعة إنها مستعدة "في أي لحظة" لوقف إطلاق النار في موقع آزوفستال الصناعي، آخر معقل للقوات الأوكرانية في ماريوبول، من أجل السماح بإجلاء مدنيين، إذا استسلم المقاتلون.
وأضافت وزارة الدفاع الروسية في بيان: "نقطة البداية لهذه الهدنة الإنسانية تتمثل في رفع القوات الأوكرانية الرايات البيضاء فوق آزوفستال". وأكدت أن المدنيين الذين يخرجون سيكون لديهم خيار الانضمام إلى أراض خاضعة للسيطرة الأوكرانية أو الروسية.
وتابعت: "هذه المبادرة الإنسانية التي اتخذتها جمهورية روسيا الاتحادية صالحة 24 ساعة يوميًا". وأشارت إلى أن "حافلات وسيارات" وكذلك سيارات إسعاف، متوافرة بشكل دائم وجاهزة "لنقل الناس".
وأكّدت الوزارة أنها نقلت هذا الاقتراح إلى نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك والأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وأن هذه الرسالة ستنشر أيضًا كل 30 دقيقة "على كل الإذاعات للتشكيلات المسلحة الأوكرانية في آزوفستال".
ويتصلب موقف روسيا من ماريوبول، كونها تعتبرها الورقة الرابحة في معادلة الهجوم على أوكرانيا، ولا سيما بعد انكسار موسكو عسكريًا في كييف ومحيطها.
واتّهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي تشن قوات بلاده هجومًا على أوكرانيا منذ 58 يومًا، كييف بعدم السماح للقوات الأوكرانية المحاصرة في مدينة ماريوبول الساحلية بالاستسلام، وذلك خلال محادثات هاتفية أجراها بوتين اليوم الجمعة، مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، الذي زار كييف قبل يومين.
مستقبل حرب أوكرانيا رهين بمصير ماريوبول
وفي هذا الإطار، اعتبر الحاكم الإقليمي لمنطقة دونيتسك الأوكرانية بافلو كيريلنكو، أن مستقبل الحرب في أوكرانيا "رهين بمصير ماريوبول" المحاصرة في جنوب شرق البلاد والتي تخضع للسيطرة الروسية بشكل شبه كامل.
وأوضح في مقابلة عبر الفيديو أن "نجاح الهجوم الروسي في الجنوب رهين بمصير ماريوبول".
ووصف كيريلنكو هذه المدينة بأنها "إستراتيجية" بالنسبة إلى الأوكرانيين في دفاعهم عن المنطقة، وبالنسبة إلى الروس في رغبتهم بتأمين جسر بري إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في العام 2014.
وأضاف كيريلنكو: "العدو يركز كل جهوده على ماريوبول" فيما يتحصن آخر المقاتلين الأوكرانيين في مجمع آزوفستال الضخم للمعادن مع "ما يصل إلى 300 مدني".
وأشار كيريلنكو حاكم منطقة دونيتسك التي تعتبر ماريوبول جزءًا منها إلى أن "القصف مستمر على آزوفستال" الذي "يواجه المدافعون عنه وضعًا صعبًا جدًا حتى لو أنهم يحاولون الصمود بقدر المستطاع".