الجمعة 26 يوليو / يوليو 2024

مصنع اغتيالات جماعية.. كيف تسخّر إسرائيل الذكاء الاصطناعي في عدوانها؟

مصنع اغتيالات جماعية.. كيف تسخّر إسرائيل الذكاء الاصطناعي في عدوانها؟

شارك القصة

إسرائــيل تُسخّر الذكاء الاصطناعي لقتل المدنيين في غـزة - غيتي
إسرائــيل تُسخّر الذكاء الاصطناعي لقتل المدنيين في غـزة - غيتي
كشفت شهادات مسؤولين أمنيين إسرائيليين استخدام الاحتلال تقنيات الذكاء الاصطناعي لقتل المدنيين في قطاع غزة.

تتعمد إسرائيل قتل المدنيين باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي خلال حربها الدموية على غزة، وذلك عبر "نظام هبسورا".

كشف ذلك تحقيق استقصائي أجرته "مجلة +972" و"لوكال كول" ونشر يوم أمس الخميس، واعتمد على شهادات مسؤولين أمنيين إسرائيليين وضباط استخبارات سابقين وحاليين في الجيش الإسرائيلي، بعضهم شارك بالعمليات العسكرية في غزة.

مصنع اغتيالات جماعية

وكشف التحقيق أن عدد المدنيين الذين تستهدفهم الطائرات الإسرائيلية في كل هجوم محدد ومعروف مسبقًا للاستخبارات قبل القصف، ومع ذلك فإنه يأمر بشن هجمات على المنازل "وتنفيذ ضربات يمكن أن تقتل عائلات بأكملها عمدًا".  

وأكد التحقيق أن إسرائيل اعتمدت في قصفها على نظام "هبسورا"، وهو نظام مبني أساسًا على الذكاء الاصطناعي يقوم بمسح كمية هائلة من المعلومات يعجز عشرات الآلاف من ضباط المخابرات عن معالجتها. 

ويوصف هذا النظام من قبل البعض بأنه "يُسهّل إنشاء مصنع اغتيالات جماعية"، إذ يُمكّن من تحديد الأهداف بصورة شبه تلقائية كما يتيح استخدام أدوات آلية لإنتاج الأهداف بوتيرة سريعة. 

كما يُنتج النظام توصيات تلقائية لاستهداف التجمعات التي يُشتبه بوجود عناصر من الفصائل الفلسطينية داخلها.  

لكن الشهادات أكدت أن أغلب العائلات التي استُشهدت، لم يكن فيها أي عنصر من هذه التنظيمات "بل في أغلب الأحيان لا يُشكل أولئك الضحايا في المنازل المستهدفة تهديدًا ولا يُنفذون أي نشاط عسكري"، وفق ما نقلت المجلتين.

علم قيادات الاحتلال بقتل المدنيين

وبحسب إحدى الشهادات في التحقيق، فإن قيادات الجيش كانت على علم بقتل مئات المدنيين خلال محاولة قتل أحد القادة العسكريين من "حماس".  

وأوضحت شهادة أحد المصادر: "لا شيء يحدث بالصدفة. عندما تُقتل فتاة تبلغ من العمر 3 سنوات في منزل في غزة، فذلك لأن أحد أفراد الجيش قرر أن قتلها ليس بالأمر الكبير وأن ذلك ثمن يستحق دفعه".

وأردف المصدر: "نحن لسنا حماس. هذه ليست صواريخ عشوائية. كل شيء متعمد. نحن نعرف بالضبط حجم الأضرار الجانبية الموجودة في كل منزل".  

إدراك الفشل

هذا وأفادت مصادر أخرى أفادت بأن عدد الضحايا المدنيين في غزة الذين يُقتلون خلال هجوم على هدف معيّن شهد ارتفاعًا من عشرات في عمليات سابقة إلى المئات خلال العدوان الأخير.  

وشرحت المصادر أن إسرائيل "لا تعمل للحصول على معلومات أكثر دقة بشأن الأهداف وذلك لكسب الوقت ما أدى إلى تخفيف المعايير المتعلقة بإيذاء المدنيين".

وجاء في شهادة أحد المصادر ضمن التحقيق: "هناك حالات نقصف فيها بشكل غير دقيق، ولا نعرف بالضبط مكان الهدف ونقصف على نطاق واسع ونقتل المدنيين بهذه الطريقة لأجل كسب الوقت، لأنه لا يُمكننا القيام بعمل كبير لتحديد الهدف".

وأكمل المصدر أن كل هذا يحدث "خلافًا للبروتوكول الذي كان يستخدم في الماضي في الجيش الإسرائيلي".

وأضاف: "هناك شعور بأن كبار المسؤولين في الجيش يدركون فشلهم في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، ومنشغلون بكيفية تقديم صورة عن النصر التي من شأنها أن تُنقذ سمعتهم لدى الإسرائيليين".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة