الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

فضيحة "نيمبوس".. الذكاء الاصطناعي في خدمة إسرائيل بوجه الفلسطينيين

فضيحة "نيمبوس".. الذكاء الاصطناعي في خدمة إسرائيل بوجه الفلسطينيين

Changed

حلقة من برنامج "للخبر بقية" تسلط الضوء على فضيحة برنامج "نيمبوس" الذي يقدم خدمات الذكاء الاصطناعي وبرامج المراقبة الواسعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي (الصورة: غيتي)
يختص برنامج "نيمبوس" باكتشاف الوجه وتصنيف الصور وتتبع الأشخاص، وهي خصائص تصب في خدمة الجيش الإسرائيلي لمراقبة الفلسطينيين.

انضم برنامج "نيمبوس" إلى مهمة مراقبة الفلسطينيين بعدما باتت الكاميرات التي زرعها الإسرائيليون في الأراضي المحتلة غير كافية.

فقد نظم ناشطون أميركيون وقفات احتجاجية ضد شركتي "أمازون" و"غوغل" في نيويورك وسان فرانسيسكو وسياتل، أهم المدن الأميركية للتكنولوجيا.

وشعار المحتجين كان واضحًا برفض تقديم التكنولوجيا لنظام الفصل العنصري (أبارتهايد).

وطالب هؤلاء الشركتين بإلغاء التعاقد مع إسرائيل ووقف تقديم خدمات الذكاء الاصطناعي وبرامج المراقبة لجيشها.

وبرنامج "نيمبوس" متخصص باكتشاف الوجه وتصنيف الصور وتتبع الأشخاص، وهي خصائص تصب في خدمة الجيش الإسرائيلي لمراقبة فلسطينيي الضفة الغربية المحتلة.

وتقرّب شركتا "أمازون" و"غوغل" من خلال برنامج "نيمبوس" إسرائيل من أهدافها في ممارسة القمع، أما على صفحاتهما فتدعي الشركتان الالتزام بحقوق الإنسان وبسياسات الخصوصية.

وتشبه فضيحة "نيمبوس" بتفاصيلها فضائح برامج التكنولوجيا الأخرى على غرار "بيغاسوس" الشهير.

"مراقبة المحتوى ومتابعة الفلسطينيين"

وفي هذا الإطار، شدد أستاذ تكنولوجيا المعلومات في جامعة ميشن الأميركية حسين العمري على أن مراقبة إسرائيل للفلسطينيين عملية مستمرة وليست جديدة.

إلا أن العمري لفت في حديث إلى "العربي" من عمّان إلى أن ما يحصل حاليًا هو تدعيم هذه الجهة (إسرائيل) بالوسائل التكنولوجية اللازمة لجعل عملية المراقبة أسرع.

وقال: إن شركتي غوغل وأمازون والحكومة الإسرائيلية يدَّعون بأن الهدف من برنامج "نيمبوس" هو توحيد كل البرامج الموزعة في جميع الأقسام المختلفة داخل الكيان في مكان واحد على السحابة، إلا أن الحقيقة تتمثل بتمكين الجانب الإسرائيلي من الوصول إلى معلومات هامة.

وشرح أن قيمة البرنامج تبلغ مليارًا ومئتي مليون دولار الأمر المغري للشركتين، مشيرًا إلى أن "نيمبوس" يمكّن الإسرائيليين من متابعة أي فلسطيني في أي مكان إضافة إلى مراقبة المحتوى.

"غوغل تخلت عن مسؤوليتها"

بدورها لفتت أربيل كورين مديرة تسويق منتجات غوغل التعليمية سابقًا إلى أنها استقالت من الشركة بعد كل الخطوات الانتقامية التي تعرضت لها بعد حصار غزة.

وأوضحت في حديث إلى "العربي" من كاليفورنيا أن الشركة كانت تبحث عن عقود عسكرية وخصوصًا مع الحكومة الإسرائيلية التي كانت تقوم بجرائم فظيعة ضد الفلسطينيين.

وقالت: إن "شركة "غوغل" كانت تلتزم السرية حول مشروع "نيمبوس" الذي كان يقدر بمليار ومئتي مليون دولار، وكان لدينا الحق بمعرفة تفاصيل العقد وأن نحصل على معلومات حول المشروع، إلا أننا حصلنا على تلك المعلومات من الخارج وليس من الشركة".

وأشارت إلى إسرائيل استفادت من عدم وجود قانون لدى الشركتين يمنع تقديم التكنولوجيا لجهات على غرار الجيش، معتبرة أن "غوغل" تخلت عن مسؤوليتها في هذا الإطار.

خصوصيات الفلسطينيين باتت مفتوحة أمام إسرائيل

الصحفي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية خلدون البرغوثي تساءل عن سبب انصياع الشركات التكنولوجية الكبرى بهذه السهولة لإسرائيل.

وأوضح في حديث إلى "العربي" من رام الله أن إسرائيل تعترف أن استخدام "نيمبوس" لن يكون محصورًا فقط بالمجالات الأمنية بل أيضًا سيتم الاستفادة منه ضمن شبكة الوزارات والهيئات الرسمية.

وأشار إلى أن إسرائيل تملك تطبيقًا يُطلق عليه اسم "الذئب الأزرق" يتم تنزيله على هواتف جنودها، بحيث يمكن لأي جندي تصوير الفلسطينيين وإدخال معلومات عن هوياتهم.

وأكد أن الاستخدام الأمني لبرنامج "نيمبوس" يأتي بشكل أضخم بحيث يصبح كل ما يتعلق بالفلسطينيين لدى شركتي "غوغل" وأمازون" مفتوحًا أمام إسرائيل.

وشدد على أن "نيمبوس" سيمس بحقوق الفلسطينيين، ولذلك احتج الحقوقيون في الولايات المتحدة ضد هذا البرنامج.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close