الثلاثاء 30 أبريل / أبريل 2024

معبر باب الهوى.. نقطة تحوّل في العلاقات بين موسكو وواشنطن في سوريا

معبر باب الهوى.. نقطة تحوّل في العلاقات بين موسكو وواشنطن في سوريا

Changed

عكس التمديد لآلية إيصال المساعدات إشارات إلى تقارب روسي أميركي في الملف السوري غاب على مدى السنوات العشر الماضية.

ستعبر المساعدات من معبر "باب الهوى" إلى السوريين الذين تتفاقم يومًا بعد يوم معاناتهم الإنسانية.

جاء ذلك نتيجة اتفاق روسي أميركي في مجلس الأمن بدّد مخاوف كثيرة من عدم الوصول إلى نتيجة وخنق مناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري.

لكن التمديد لآلية إيصال المساعدات عكس أيضًا إشارات إلى تقارب روسي أميركي في الملف السوري غاب على مدى السنوات العشر الماضية، رأت فيه موسكو تحولًا تاريخيًا، فيما تفاءلت بشأنه واشنطن وعدته مقدمة لمزيد من التوافقات.

استمرار للتفاهمات الروسية الأميركية

يرى الكاتب الصحفي يفغيني سيدروف من موسكو أن التوافق الروسي الأميركي حصل في جنيف أثناء قمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي جو بايدن، حيث تم الاتفاق على تمديد العمل في معبر "باب الهوى" لمدة 6 أشهر وتمديده في ما بعد لستة أشهر أخرى.

ويوضح في حديث لـ "العربي" أن موسكو حصلت من خلال هذا التوافق على مشروع روسي بموافقة أميركية، لافتًا الى أن واشنطن اختارت طريق التوافق مع موسكو بدلًا من الاستمرار في المواجهة.

وحول وصول روسيا إلى مناطق شمال شرق سوريا حيث توجد مصادر الطاقة، يقول سيدروف إن "روسيا موجودة في سوريا على أساس شرعي على غرار الولايات المتحدة التي لم يدعوها أحد إلى سوريا"، لافتًا إلى اتفاق روسي أميركي حول هذه المناطق الغنية بالنفط.

ويؤكد الصحفي الروسي أن هناك استمرارًا للتفاهمات الروسية الأميركية لا سيما في بذل جهود مشتركة للإسراع بالعمل في اللجنة الدستورية والتوصل إلى نتائج واقعية لهذه اللجنة.

ضغوط أميركية على روسيا

من جهته، يرى الباحث في المركز العربي للأبحاث في واشنطن الدكتور رضوان زيادة من نيويورك، أن إدارة بايدن ترى في هذه الخطوة نصرًا ديبلوماسيًا كبيرًا لها، وليس لروسيا، لأن موسكو أرسلت قبل 7 أيام من صدور القرار عبر وزير خارجيتها رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة تذكر فيها أنها ستستخدم حق النقض الفيتو، مشيرًا إلى انسحاب المندوب الروسي يوم الثلاثاء الماضي من اجتماعات نيويورك بشأن المفاوضات حول مشروع القرار.

ويعتبر زيادة في حديثه لـ "العربي" أن الضغوط السياسية الديبلوماسية الأميركية على روسيا خلال المرحلة الأخيرة أثمرت في ثني موسكو عن استخدام الفيتو، شرط أن يمدد العمل في معبر باب الهوى.

وحول النفط السوري، يرى أن هذا النفط لا يمكن بيعه في السوق العالمية لأن روسيا تحت العقوبات لا سيما قانون قيصر، ولافتًا الى أنه يباع في السوق السوداء، وتعود عائداته للنظام السوري والقوات الروسية.

ويشير زيادة الى أن إدارة بايدن تختلف كليًا عن سلفه دونالد ترمب خاصة في التعامل مع الملف السوري، معتبرًا أن الاتفاق حول المعبر ما كان ليتم لولا اجتماع بايدن مع بوتين.

ويقول إن المسافة بين الموقفين الأميركي الروسي في الانتقال السياسي بسوريا شاسعة جدًا لأن موسكو تريد إعادة تأهيل نظام بشار الأسد، بينما واشنطن تراه غير ممكن.

حديث حول "البلوك 26"

من جانبه، يرى الكاتب الصحفي عبد القادر ضويحي من إسطنبول، أن روسيا ما كانت لتسمح بدخول المساعدات بدون الحصول على مقابل، مشيرًا إلى أن ما حصل بين الروس والأميركيين هو فصل الملفات، في أن تحصل موسكو بموجب الاتفاق على جزء من النفط الذي يتبع لشركة بريطانية استحوذ عليها مؤخرًا رجل أعمل روسي مقرب من الكرملين.

ويلفت إلى أن الحديث يتمحور حول "البلوك 26" في أقصى شمال شرق سوريا، حيث ينتج حوالي 20 ألف برميل يوميًا.

ويقول ضويحي: "إذا نجح الروس في هذه الخطة فسينتقلون إلى ملف آخر، وسيشمل المسار السياسي للأزمة السورية.

ويعتقد أن روسيا حصلت على تطمينات من الإدارة الأميركية حيال نظام بشار الأسد.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close