الثلاثاء 14 مايو / مايو 2024

مع اشتداد وطأة العقوبات على موسكو.. النفط يستأنف رحلة ارتفاع قياسي

مع اشتداد وطأة العقوبات على موسكو.. النفط يستأنف رحلة ارتفاع قياسي

Changed

تقرير حول جدوى العقوبات الغربية في وقف الهجوم الروسي على أوكرانيا (الصورة: غيتي)
رفعت دول غربية من وتيرة التلويح بزيادة العقوبات الواسعة النطاق التي فرضتها على روسيا اعتبارًا من الأسبوع الماضي.

حققت أسعار النفط ارتفاعًا إضافيًا، الثلاثاء، بنسب ناهزت 6%، مدفوعة باحتدام أعمال العنف خلال الهجوم الروسي على أوكرانيا، وتلويح الدول الغربية بعقوبات إضافية على موسكو.

وقرابة الساعة 12,45 بتوقيت غرينيتش، ارتفع سعر برميل خام برنت بحر الشمال المرجعي الأوروبي تسليم مايو/ أيار بنسبة 5,13% ليبلغ 103,00 دولارات، بينما سجّل سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط تسليم أبريل/ نيسان زيادة قدرها 4,81%، ليصل الى 100,32 دولار.

وكان برميل خام غرب تكساس لامس في وقت سابق اليوم سعر 101,53 دولار، وهو مستوى قياسي له منذ يوليو/ تموز 2014.

الاستعداد للهجوم على كييف

وفي سادس أيام التدخل العسكري الروسي، أفادت أجهزة الإسعاف الأوكرانية عن مقتل عشرة أشخاص على الأقل في قصف روسي صباح الثلاثاء على خاركيف، ثاني كبرى مدن البلاد. وحذّرت السلطات من أن موسكو تجمع قواتها استعدادًا للهجوم على كييف ومدن أخرى في أنحاء البلاد.

ورأى المحلل في "سيب" بيارن شيلدروب أن "الحرب في أوكرانيا تتصاعد والأعمال العدائية بين الغرب وروسيا تتضاعف"، معتبرًا أن ذلك يولّد "مخاطر عالية" بشأن اضطرابات إمداد الأسواق بالنفط الخام والغاز الطبيعي.

وتعد روسيا ثاني أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، وتوفر أكثر من 40% من واردات الغاز الطبيعي السنوية للاتحاد الأوروبي.

العقوبات مسألة وقت

واعتبر المحلل لدى "ماركتس دوت كوم" نيل ويلسون، أن "مسألة العقوبات المباشرة على صادرات النفط والغاز الروسية هي مسألة وقت وليست احتمالًا".

ورفعت دول غربية خلال الساعات الماضية، من وتيرة التلويح بزيادة العقوبات الواسعة النطاق التي فرضتها على روسيا اعتبارًا من الأسبوع الماضي.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتس الثلاثاء خلال مؤتمر صحافي في برلين: "سنفرض بالتأكيد" عقوبات جديدة، مشيرًا الى أن العقوبات التي أعلنتها الدول الغربية حتى الآن "أثرت بشكل كبير على القدرات الاقتصادية" لروسيا.

وأكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من بولندا أن الغرب سيواصل الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي "لم يحسن (...) تقدير وحدة وعزم الغرب وباقي العالم".

مواصلة الضغط الاقتصادي

وأضاف جونسون: "سنواصل الضغط الاقتصادي.. إنه بكل وضوح يؤثر بشكل كبير للغاية. نحن على استعداد لتكثيفه ومواصلته طالما دعت الحاجة".

وأتى موقفا شولتس وجونسون بعد ساعات من إعلان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الإثنين أنّ بلاده تعتزم "حظر استيراد النفط الخام" الروسي، مشددًا على أنّ هذا التدبير يوجّه رسالة قوية على الرّغم من ضآلة الكميات التي استوردتها كندا في السنوات الأخيرة.

تجميد النشاط مع موسكو

وقالت المحللة في شركة "هارغريفز لانسداون" سوزانا ستريتر إن عالم الأعمال يبني "حصنًا لعزل روسيا عن المجتمع الدولي"، والشركات تجمّد نشاطها مع موسكو وإن كلّفها ذلك "استثمارات بمليارات الدولارات".

وأعلنت الشركة البريطانية العملاقة للنفط والغاز "شل" الإثنين أنها ستتخلى عن حصصها في مشاريع مشتركة مع مجموعة "غازبروم" الروسية في روسيا، على غرار ما فعلت "بي بي" البريطانية التي انسحبت من "روسنيفت" الروسية.

وأكدت "توتال إنرجي" الفرنسية الثلاثاء أنها "ستتوقف عن تخصيص رؤوس أموال لمشاريع جديدة في روسيا".

وأيدت المجموعة العملاقة في مجال الطاقة "حجم وقوة العقوبات التي فرضتها أوروبا وستطبقها بغض النظر عن عواقبها (التي ما زالت قيد التقييم) على إدارة أصولها في روسيا"، منددة بـ"العدوان العسكري" الروسي.

ولفتت الى أنها "تتحرّك لإيصال الوقود إلى السلطات الأوكرانية ولمساعدة اللاجئين الأوكرانيين في أوروبا". 

كبح تأثير العقوبات

وفي حين لم تكشف موسكو بعد أوراقها في مواجهة هذا الضغط الاقتصادي المتنامي، أعلن رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين أن بلاده تعد مرسومًا للحد من سحب الاستثمارات الأجنبية.

ونقلت عنه وكالات الأنباء الروسية قوله "أعد مشروع مرسوم رئاسي لفرض قيود مؤقتة على إخراج (مستثمرين أجانب) لأصول روسية" للسماح "للشركات باتخاذ قرارات منطقية" وليس "بضغط سياسي".

وأضاف خلال لقاء حول الشؤون الاقتصادية: "نأمل في أن تتمكن الجهات التي استثمرت في بلادنا من متابعة نشاطها".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close