نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر أمني اليوم الإثنين، أن المؤسسة الأمنية تقترح اجتياح رفح عقب إجلاء المدنيين من المدينة عبر شارع البحر.
ويأتي ذلك رغم التحذيرات الإقليمية والدولية المتصاعدة بما فيها من واشنطن، من التداعيات الخطيرة لأية عملية عسكرية في رفح التي تضم قرابة 1.5 مليون نازح.
إلّا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يصر على اجتياح رفح، باعتبارها السبيل الوحيد "للانتصار" في حربه على قطاع غزة.
الإصرار الإسرائيلي على اجتياح رفح
متابعةً لهذه التطورات، يفيد مراسل "العربي" من القدس أحمد جرادات بأن هيئة البث الإسرائيلية نقلت عن مصدر أمني أنه لا بديل أمام إسرائيل من اجتياح رفح.
وتأتي هذه المعلومات في ظل الحديث المتزايد في الولايات المتحدة الأميركية عن ضرورة عدم الذهاب نحو رفح، وأشارت المصادر الأمنية التي تحدثت عن حتمية الهجوم على رفح إلى إمكانية زيادة التوتر مع الإدارة الأميركية.
ويوضح جرادات أنه بخصوص المدنيين والنازحين في رفح، فإن المؤسسة الأمنية العسكرية الإسرائيلية تطرح نقلهم من المدينة إلى منطقة المواصي عبر شارع البحر، في عملية ستتم قبيل تنفيذ الاجتياح، بحسب هيئة البث.
أما في حال توصل الاحتلال الإسرائيلي وحركة "حماس" إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قريبًا، فإن ذلك يعني إرجاء اجتياح رفح وليس إلغائه وفق جرادات، الذي يشرح أن إسرائيل تصور ذلك بأنه أمر حتمي، وتربط بين النصر المطلق والعمل العسكري في مدينة رفح.
وفي السياق، يكشف مراسلنا أن وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت يجري مشاورات اليوم الإثنين في واشنطن، بشأن عدة أمور أهمها استمرار توريد الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل.
ويلفت جرادات إلى "تصاعد القلق في تل أبيب بالفترة الأخيرة من انتقال عدوى مقاطعة أو حظر تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، أو حتى وضع شروط قبيل تصدير الدول الغربية السلاح والقطع المستخدمة في الصناعات العسكرية إليها".
وعليه، ذكرت هيئه البث الإسرائيلية اليوم أيضًا عن مصدر أمني أن إسرائيل تبحث في الفترة الحالية عن مصادر أخرى رغم استمرار الجسر الجوي الأميركي، الذي يمدها بالمساعدات العسكرية، إذ إن هناك خشية من تأثير اجتياح رفح على استمرار دعم الولايات المتحدة أمنيًا لتل أبيب.
وتبحث إسرائيل اليوم عن حلول بديلة، في ظل حظر كندا تصدير الأسلحة إليها ورفض إيطاليا بيع إسرائيل قطع سلاح، وتهديد فرنسا وألمانيا بقطع توريد المعدات العسكرية.
"حماس": تحد لكل التحذيرات
بدورها، علّقت حركة "حماس" اليوم الإثنين على إصرار نتنياهو على اجتياح رفح، ورأت أن ذلك يمثل "تحديًا" لكل التحذيرات الدولية من العواقب.
فقد قالت "حماس" في بيان مقتضب عبر تليغرام، إن "نتنياهو يواصل استخدام خطاب ديني لتحقيق غاياته السياسية عبر تصعيد حرب الإبادة ضد شعبنا في قطاع غزة".
وأضافت أن "تأكيد نتنياهو عزمه تنفيذ جريمته برفح تحدٍ لكل المواقف الدولية، التي تحذر من أي عملية عسكرية بالمدينة".