أفادت السلطات الرسمية الروسية، اليوم الأحد، بأن عملية مقتل داريا دوغين ابنة الكاتب الروسي البارز ألكسندر دوغين الذي يوصف بأنه "عقل" الرئيس فلاديمير بوتين "جريمة مدبرة ومخطط لها مسبقًا".
ولقيت ابنة دوغين حتفها مساء السبت في منطقة بضواحي موسكو، بعد انفجار سيارتها التي كان من المفترض أن تستقلها برفقة والدها الذي يعد حليفًا رئيسيًا للرئيس بوتين الذي يخوض حربًا في أوكرانيا المجاورة منذ 24 فبراير/ شباط الماضي.
التحقيقات الروسية لا تزال متواصلة
ووفق ما نقلت وسائل إعلام روسية، أوضحت لجنة التحقيقات الرسمية في الحادثة أنه "في الوقت الحالي ثبت أن عبوة ناسفة زرعت أسفل السيارة من جانب السائق. وتوفيت داريا دوغينا، التي كانت تقود السيارة، على الفور".
وأشارت المصادر الروسية إلى أن المحققين والمتخصصين من لجنة التحقيق المحلية الخاصة يواصلون العمل في مكان الحادث الذي وقع في قرية بولشي فيازيوما في ضواحي موسكو، لافتة إلى أنّ خبراء المتفجرات قاموا بفحص السيارة المحترقة وتم نقلها إلى موقف سيارات خاص.
وبحسب تلك المصادر فقد باشر المدعي العام التحقيقات في القضية وفقًا للقانون الجنائي الخاص بـ"القتل المرتكب بطريقة خطرة".
وكانت داريا دوغين الصحافية والمحللة السياسية التي أعربت كذلك علانية عن دعمها للهجوم الروسي على أوكرانيا، تقود سيارة من طراز "تويوتا لاندكروزر" عندما انفجرت قبل أن تشتعل فيها النيران على طريق سريع بالقرب من قرية بولشي فيازيومي، على بعد 40 كيلومترًا من موسكو، وفقًا لبيان رسمي.
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن مقربين من العائلة أن المفكر والكاتب القومي المتشدد ألكسندر دوغين (60 عامًا) هو من استُهدف بالانفجار، موضحين أن داريا استعارت سيارة والدها في تنقلها هذه المرة.
في انفجار "غامض" استهدف سيارتها.. مقتل ابنة الفيلسوف الروسي ألكسندر دوغين المعروف بـ "عقل #بوتين" في العاصمة الروسية #موسكو pic.twitter.com/GJrocO15eP
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 21, 2022
اتهامات لأوكرانيا بالوقوف وراء الحادثة
من جانبه، اتهم دينيس بوشيلين رئيس "جمهورية دونيتسك" التابعة للانفصاليين الأوكرانيين الموالين لروسيا اليوم الأحد القوات الأوكرانية بالوقوف وراء اغتيال داريا دوغين.
وقال بوشيلين على تيليغرام: "حاول إرهابيو النظام الأوكراني تصفية ألكسندر دوغين، لكنهم فجروا ابنته".
وكتبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على تيليغرام: "إذا تأكد التورط الأوكراني (...) ويجب التحقق منه من قبل السلطات المختصة، فسيتعلق الأمر بسياسة إرهاب الدولة التي يطبقها نظام كييف".
ونفى مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخالو بودولاك أي تورط لبلاده في هذا الاغتيال. وقال بودولاك في تصريح متلفز: "أوكرانيا بلا شك لا علاقة لها بانفجار الأمس لأننا لسنا دولة إجرامية".
ومنذ 2014، يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على مروّج الحركة الأوراسيّة (وهو ائتلاف بين أوروبا وآسيا تحت القيادة الروسية) ألكسندر دوغين الذي يؤثر على جزء من اليمين المتطرف الفرنسي، في أعقاب ضم شبه جزيرة القرم من قبل روسيا.
وحظرت أوكرانيا في السنوات الأخيرة العديد من كتبه، ومنها "أوكرانيا. معركتي. يوميات جيوسياسية" و"انتقام روسيا الأوراسي".
كما تستهدف عقوبات بريطانية داريا دوغين منذ يوليو/ تموز الماضي، وتتهمها لندن بنشر "معلومات مضللة عن أوكرانيا" على الإنترنت.