شكّل مقتل المخرج السينمائي باباك خرمدين على يد والديه صدمة كبيرة في المجتمع الإيراني، لكن الصدمة الأكبر كانت باعتراف الوالدين بقتل ابنتهما وزوجها في وقت سابق.
وكان قد عُثر على جثة المخرج الشاب باباك خرمدين (47 عامًا)، في صندوق للقمامة في بلدة إكباتان غربي طهران الأحد، واعترف والده بارتكابه الجريمة بعد خلافات بينهما، حيث قام بتخدير ابنه أولًا، ثم طعنه بالسكين حتى الموت، وقطّع جثته بمساعدة الوالدة التي ساهمت بنقل الجثة.
وأثناء مثولهما أمام محكمة جنايات طهران، لم يُبد الوالدان ندمهما على فعلتهما، كما اعترفا بقتل ابنتهما آرزو عام 2018، بعد قتل زوجها فرامرز عام 2013.
وانتشر مقطع مصوّر على وسائل الإعلام الإيرانية، يُظهر الوالد داخل المحكمة وهو يرفع شارة النصر، مبرّرًا قتل صهره بسبب "انحرافه الأخلاقي"، وقتل ابنته بأنها "أصبحت مدمنة على المشروبات الكحولية والمخدرات وإقامة العلاقات مع أشخاص أغراب".
Social media in Iran is gripped by the shocking murder of filmmaker Babak Khorramdin. His parents admitted to killing and dismembering him in their home. Today it emerged they've also confessed to killing their daughter and son-in-law. The dad says "I feel no remorse at all". https://t.co/zw0iwG1QFv
— Golnar Motevalli (@golnarM) May 19, 2021
وولد بابك خرمدين عام 1974 في طهران، وحصل على شهادة الماجستير في السينما من كلية الفنون الجميلة بجامعة طهران عام 2009.
في العام التالي، انتقل إلى لندن لمواصلة دراسته للسينما، قبل أن يعود إلى إيران لتعليم السينما للطلاب. عمل في مجال إنتاج الأفلام القصيرة والطويلة وكتابة السيناريوهات والمونتاج والصوت.
أثناء وجوده في لندن، أنتج عددًا من الأفلام القصيرة مثل: "كريفيس" (Crevice) و"قسم ياشار" (Oath to Yashar) الذي يروي قصة شاب ينتقل إلى لندن ويفتقد والديه في الوطن.
حاز عدة جوائز خلال مسيرته الفنية القصيرة: جائزة أفضل فيلم قصّصي قصير في مهرجان "أسا" الدولي للأفلام الإنسانية عن فيلم "بور بيجاده رنغ"، وأفضل مخرج خلال مهرجان "بروين اعتصامي" في إيران للفيلم نفسه، وجوائز أخرى.
ومن أفلامه: "بور بيجاده رنغ" (22 دقيقة) و"الثلاثاء: الأم" (9 دقائق)، و"قسم ياشار" (72 دقيقة) و"برش" (12 دقيقة).
ونقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن جيسون برودسكي، محلل شؤون الشرق الأوسط ومحرر في تلفزيون "إيران الدولي"، قوله إن "طريقة الموت المروّع لباباك خرمدين أحدث مثال على نمط طويل من العنف المنزلي الذي تشهده إيران".
وتأتي الحادثة بعد سلسلة من حوادث القتل الأسري في إيران، كان آخرها مقتل علي فاضلي منفرد على أيدي أفراد الأسرة بعد أن اكتشفوا أنه "مثلي".
ناهيك عن قضية رومينا الأشرفي، البالغة من العمر 14 عامًا، التي قطع رأسها والدها في جريمة شرف العام الماضي.
وقال برودسكي: "على الرغم من إقرار قانون حماية الطفل في إيران عام 2020 ، فإن جرائم الشرف والعنف الأسري مستمرة على نطاق أوسع".