"ممنوع تجول السوريين ليلًا"، هكذا كان قرار إحدى البلديات في لبنان والذي وصف بـ"العنصري" تجاه اللاجئين السوريين في البلاد.
فقد أعلنت بلدية بنت جبيل في محافظة النبطية اللبنانية، يوم 30 مايو/ أيار، فرض حظر تجول على اللاجئين السوريين يوميًا "من الساعة الثامنة مساءً حتى الساعة الخامسة صباحًا"، بحسب البيان الرسمي الصادر عن البلدية.
وتضمن الإعلان أيضًا، دعوة للسوريين المقيمين في القرية لتسجيل أسمائهم مع أفراد عائلاتهم لدى البلدية، كما هددت كل من يتخلف عن الحضور باعتباره مقيمًا "غير شرعي وغير قانوني" وستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه.
تصاعد خطاب التحريض
أما خطوة إدارة البلدية، فتتزامن مع تصاعد خطاب التحريض ضد اللاجئين السوريين في البلاد من قبل بعض المسؤولين والإعلاميين، والذي انعكس أخيرًا في قرار مكتب الأمم المتحدة في لبنان بتعليق المساعدات النقدية بالدولار والليرة اللبنانية لشهر يونيو/ حزيران.
وهذا القرار، أتى في أعقاب طلب من حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، حيث أفادت الأمم المتحدة في بيانها الأخير بأنه "نتيجة سلسلة لقاءات عقدت مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجّار وبناءً على طلبهما، تم اتّخاذ القرار بتعليق تقديم المساعدات النقدية بالعملتين للاجئين للشهر المقبل".
في المقابل أكّد بيان الأمم المتحدة الصادر يوم 27 مايو/ أيار أن "المناقشات تستمر بشأن الآلية المناسبة الممكن اتّباعها".
ممنوع تجول السوريين.. بلدية لبنانية تحظر على السوريين التجول ليلاً في قرار وُصف بـ"العنصري" تجاه اللاجئين السوريين في البلاد#سوريا #لبنان pic.twitter.com/4rxBk6STdA
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) June 1, 2023
بالإضافة إلى ذلك، يشهد لبنان حملات ترحيل اللاجئين السوريين قسرًا بقيادة مخابرات الجيش اللبناني التي تضمنت مداهمات واعتقالات عشوائية للاجئين، وفق ما نقلت وسائل إعلام لبنانية.
خطة إعادة السوريين
ويأتي ذلك، استئنافًا لخطة "الإعادة الطوعية للسوريين" التي أطلقتها السلطات اللبنانية في أكتوبر/ تشرين الأول 2022، وتهدف لإعادة 15 ألف سوري شهريًا إلى بلادهم بحسب وكالة "الأناضول".
وقد بدأت السلطات اللبنانية إعادة أول دفعة من السوريين في 26 أكتوبر/ تشرين الأول 2022، ليبلغ عدد اللاجئين العائدين قسرًا بحسب أرقام "هيومن رايتس ووتش" المئات.
ويعيش نحو 900 ألف لاجئ سوري في لبنان، من بينهم نحو 600 ألف يعيشون في الخيم في نحو 2800 تجمع لمخيمات عشوائية وفق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التي تلفت إلى أن نحو نصف العائلات السورية في لبنان تعاني بخصوص أمنها الغذائي.