الأحد 5 مايو / مايو 2024

منافسة جيوسياسية مع الصين.. أستراليا تعلن برنامجًا لتعزيز وجودها في أنتركتيكا

منافسة جيوسياسية مع الصين.. أستراليا تعلن برنامجًا لتعزيز وجودها في أنتركتيكا

Changed

تقرير لـ "العربي" حول السياحة في القطب الجنوبي عام 2019 (الصورة: غيتي)
طالبت أستراليا بالاستحواذ على 42% من أراضي القارة القطبية الجنوبية، أي أكثر من أي دولة أخرى، لكنها تفتقر إلى القدرة على الوصول إلى المناطق النائية في القارة.

أعلنت أستراليا اليوم الثلاثاء عن برنامج قيمته 575 مليون دولار أميركي لتعزيز وجودها وعمليات المراقبة التي تجريها في القارة القطبية الجنوبية، لمواجهة الاهتمام الصيني المتزايد بالقطب. 

وستمنح خطة التمويل العشرية هذه أستراليا "عيونًا على القارة القطبية الجنوبية"، بحسب رئيس الوزراء سكوت موريسون، من خلال زيادة قدرة البلاد على دراسة ومراقبة مناطق التندرا المتجمدة والمياه المحيطة، باستخدام طائرات مسيّرة ومروحيات ومركبات ذاتية القيادة.

وطالبت أستراليا بالاستحواذ على 42% من أراضي القارة القطبية الجنوبية، أي أكثر من أي دولة أخرى، لكنها تفتقر إلى القدرة على الوصول إلى المناطق النائية في القارة.

وتخشى كانبيرا من أن تستغل بكين أو موسكو، اللتان تنشطان بشكل متزايد في القارة، هذا الفراغ.

خرائط من الجو

سيُخصص ما يقرب من نصف التمويل الأسترالي الجديد لزيادة قدرات التنقل داخل هذه المنطقة، ووضع خرائط لأقصى شرق القارة القطبية الجنوبية من الجو؛ باستخدام طائرات مسيّرة ومن خلال شراء أربع مروحيات جديدة للمسافات المتوسطة.

ويشمل البرنامج كذلك مشاريع بيئية، ويُخصص 5 ملايين دولار منه لإجراء أبحاث عن آثار تغيّر المناخ على الجبال الجليدية في القطب الجنوبي، ولمساعدة دول المحيط الهادئ على مراقبة ارتفاع منسوب مياه البحر.

ورفض موريسون التعليق على مخاوفه حيال اهتمام الصين المتزايد بأنتركتيكا، واكتفى بالقول: "إنهم لا يشاركون أستراليا الأهداف نفسها". 

وتواصل الصين التي تملك محطتين مفتوحتين على مدار العام في القارة القطبية الجنوبية، استثمارها في المنطقة. 

وتتخلف بكين عن الولايات المتحدة، التي تحظى بأكبر تواجد في القارة القطبية الجنوبية مع 1400 شخص في محطاتها الثلاث على مدار العام، قبل الوباء. 

منافسة جيوسياسية

إضافة إلى ذلك، حذّر معهد السياسة الإستراتيجية الأسترالي النافذ أخيرًا في تقرير من أن القارة القطبية الجنوبية أصبحت مكانًا "للمنافسة الجيوسياسية"، وأوصى بالعديد من الإجراءات لفرض الحظر على الأنشطة العسكرية والتعدين هناك. 

وحثّ مؤلف التقرير إيفان بلوم، الخبير القطبي في مركز وودرو ويلسون للأبحاث، الولايات المتحدة وأستراليا على "إدارة العلاقات بعناية مع المنافسين الإستراتيجيين"، وإن "كانت الصين وروسيا لا تستجيبان أحيانًا لنداءات التسوية". 

وأكد أن التعاون أمر حيوي عندما يتعلّق الأمر بإدارة القطب الجنوبي.

يُذكر أن القارة القطبية الجنوبية كانت قد شهدت إقبالًا من جانب السياح حتى انتشار وباء كورونا. فعام 2019، عمد ما لا يقل عن 15 شركة إلى تنظيم رحلات سياحية منتظمة إلى تلك الرقعة النائية من العالم.

ولا حاجة للحصول على تأشيرة دخول لزيارة القارة القطبية الجنوبية، لأنها لا تخضع رسميًا لسيادة أي من الدول.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close