الأحد 5 مايو / مايو 2024

منافسة شرسة في الانتخابات الأميركية.. بايدن وترمب وأوباما في بنسلفانيا

منافسة شرسة في الانتخابات الأميركية.. بايدن وترمب وأوباما في بنسلفانيا

Changed

نافذة إخبارية خاصة من واشنطن مواكبة للانتخابات النصفية الأميركية (الصورة: غيتي)
حذر بايدن من صعوبة العامين المقبلين إذا ما صحت توقعات استطلاعات الرأي التي تؤشر حتى الآن إلى فوز محتمل للجمهوريين في انتخابات الكونغرس.

قبل ثلاثة أيام من موعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، اتجهت الأنظار إلى ولاية بنسلفانيا، حيث أطل الرئيسان الأميركيان السابقان دونالد ترمب وباراك أوباما إضافة إلى الرئيس الحالي جو بايدن في تجمعات انتخابية مختلفة لتعبئة الناخبين.

وتتجه الأضواء نحو هذه الولاية حيث يتنافس الجرّاح المليونير محمد أوز الذي يحظى بدعم ترمب، ورئيس البلدية السابق جون فيترمان، على مقعد من بين أكثر المقاعد المتنازع عليها في مجلس الشيوخ، إذ من المحتمل جدًا أن يعتمد توازن القوى في المجلس على هذا المقعد بالذات.

وخلال الانتخابات المقررة في الثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني، دُعي الأميركيون لتجديد كامل مقاعد مجلس النواب. وهناك سلسلة مناصب على المحك لنواب منتخبين محليًا يقررون سياسة ولايتهم بشأن الإجهاض والقوانين البيئية.

"لحظة فارقة"

وتجنب جو بايدن حتى الآن اعتلاء المنصّات ضمن الحملة لجمع تبرّعات لحزبه، إلا أنه نزل إلى الساحة السبت.

وقال بايدن للصحافيين إن الديمقراطيين سيفوزون في الانتخابات، لكنه حذر من صعوبة العامين المقبلين إذا ما صحت توقعات استطلاعات الرأي التي تؤشر حتى الآن إلى فوز محتمل للجمهوريين، في ظل تراجع شعبيته بسبب طريقة معالجته لملف التضخم.

واعتبر بايدن خلال تجمع للحزب الديمقراطي، أن انتخابات منتصف الولاية الأسبوع المقبل ستكون لحظة "فارقة" في مصير الديمقراطية في الولايات المتحدة.

وقال بايدن في فيلادلفيا حيث يقدم الدعم للمرشحين الديمقراطيين في انتخابات حاكم ولاية بنسلفانيا ومجلس الشيوخ: "هذه لحظة فارقة للأمة ويجب أن نتحدث جميعًا بصوت واحد".

وبعد الظهر، تشارك بايدن المنصّة مع الرئيس الأسبق باراك أوباما المعروف بمهاراته البلاغية أمام الحشود. وتواجد أوباما صباح أمس السبت في مدينة بيتسبرغ الصناعية في ولاية بنسلفانيا، حيث طلب من الناخبين التصويت للمرشحين الديمقراطيين.

وأقر الزعيم السابق بأن "البلاد مرت بأوقات عصيبة في السنوات الأخيرة"، خصوصًا جراء "الجائحة التاريخية". كما هاجم مهندس نظام التأمين الصحي "أوباماكير" الجمهوريين الذين يريدون "تفكيك الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية ومنح الشركات الكبيرة والأثرياء مزيدًا من التخفيضات الضريبية".

"موجة حمراء"

أما ترمب، فقد دعا السبت إلى حشد "موجة حمراء عملاقة" من الجمهوريين من أجل ضمان الفوز على الديمقراطيين في الانتخابات النصفية الأسبوع المقبل.

وقال ترمب أمام تجمع حاشد في ولاية بنسلفانيا المحورية: "إذا كنتم تريدون وقف تدمير بلادنا وإنقاذ الحلم الأميركي، يجب عليكم إذًا هذا الثلاثاء أن تصوتوا للجمهوريين في موجة حمراء عملاقة" في إشارة منه إلى لون حزبه.

ترمب يدعو أنصاره لإنقاذ الحلم الأميركي (الصورة: غيتي)
ترمب يدعو أنصاره لإنقاذ الحلم الأميركي (الصورة: غيتي)

وبعد حملة شرسة تمحورت حول التضخم، يظهر الجمهوريون واثقين أكثر فأكثر بفرصهم في حرمان الرئيس الديمقراطي من غالبيّته في الكونغرس.

وإذا تأكّدت توقّعاتهم، يبدو الملياردير الجمهوري مصمّمًا على الإفادة من هذا الزخم ليقدم رسميًّا وفي أسرع وقت ترشيحه للانتخابات الرئاسية، ربما اعتبارًا من الأسبوع الثالث من هذا الشهر.

وأكد مراسل "العربي" من بنسلفانيا أن هذه هي المرة الثالثة التي يزور فيها ترمب الولاية بهدف حشد تأييد انتخابي لمرشحه وهو ما يؤكد أهمية بنسلفانيا، التي تُعد مبعث أمل الرؤساء، حيث منحت عام 2016 الفوز لترمب في الانتخابات الرئاسية وعادت وأسقطته في الانتخابات الأخيرة مع فوز بايدن.

"خيار"

ويحاول الرئيس الديمقراطي بكل ما في وسعه، إقناع الأميركيين بأن هذه الانتخابات هي "خيار" بشأن مستقبل الإجهاض وزواج المثليين، ومواضيع كثيرة وعد بتشريعها من خلال غالبية متينة في الكونغرس.

وشكّل حقّ الإجهاض الذي نسفته المحكمة الأميركية العليا في يونيو/ حزيران الماضي، موضوعًا محوريًا في السابق في بنسلفانيا. وقدّمت منظمة "بلاند بارنتهود" للتخطيط العائلي مرات عدة دعمها للديمقراطي جون فيترمان خلال الحملة.

إلا أنّ ارتفاع الأسعار، بمعدّل 8,2% على أساس سنوي في الولايات المتحدة، لا يزال مصدر القلق الرئيس بالنسبة للأميركيين، وجهود بايدن لإظهار نفسه على أنه "رئيس الطبقة الوسطى" لا تؤتي ثمارها حاليًا.

واعتبر المرشح الجمهوري محمد أوز الجمعة أن "الديمقراطيين قلقون". وركّز أوز في حملته على كبح التضخّم والجريمة التي اعتبرها "خارج السيطرة"، وأكد في رسالة إلى مناصريه أن "اليسار الراديكالي يدرك أن الزخم هو في مصلحة" الجمهوريين.

استطلاعات متضاربة

وفي تصريح لـ "العربي"، قال مؤسس منصة "ريل كونتكست"، براين فرايدنبورغ، إن استطلاعات الرأي تعد "أمرًا ناقصًا" لأنها متضاربة حيث تظهر بعضها تقدم أوز على فيترمان أو العكس، مشيرًا إلى أن أصوات النساء تزايدت وتفوقت على أصوات الرجال بخاصة بعد إلغاء قرار حق الإجهاض، وهو ما سيكون في صالح الحزب الديمقراطي.

بدوره، توقع الدبلوماسي السابق والخبير في العلاقات الدولية، بيتر همفري، فوز الجمهوريين في هذه الانتخابات.

 وانتقد همفري في حديث لـ "العربي"، المرشح الديمقراطي جون فيترمان لأنه سبق أن عانى من سكتة دماغية، وقد تعثر في حديثه خلال مناظرة سابقة، متسائلًا إذا ما كان بالفعل قادرًا على القيام بمهامه في مجلس الشيوخ في حال فوزه.

المصادر:
العربي- أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close