الإثنين 14 أكتوبر / October 2024

منافسة محتدمة نحو القمر.. سباق تكنولوجي أم صراع لاغتنام ثرواته؟

منافسة محتدمة نحو القمر.. سباق تكنولوجي أم صراع لاغتنام ثرواته؟

شارك القصة

فقرة ضمن برنامج "صباح جديد" تسلط الضوء على أسباب تنافس الدول للوصول إلى القمر (الصورة: غيتي)
يشتد التنافس مجددًا على استكشاف وجه القمر المضيء وسبر أغوار جانبه المظلم، حيث بات ساحة معركة جديدة بين الدول الكبرى.

حققت الهند إنجازًا تاريخيًا بوصولها إلى القطب الجنوبي من القمر في ثالث محاولاتها عبر المركبة شاندريان-3، ما يجعلها رابع دولة تحط على سطح القمر، بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي والصين.

والأسبوع الماضي جرت محاولة روسية فاشلة للهبوط على القطب الجنوبي للقمر الذي يُعتقد أنه يحتوي على معادن وجليد مائي يسهل بناء مستوطنات بشرية للبدء في التعدين على سطحه.

ولطالما تغزلت بالقمر شعوب الأرض، كما اهتدت القوافل في الليالي الظلماء تحت ضوئه، فمنذ الأزل ظل القمر رفيقًا للشعراء، ومضرب الأمثال والحكام، حيث نُسجت حوله الحكايات والأساطير، إذ إن أسراره ما زالت مكنونة، إلا أن كنوزه باتت شبه مؤكدة، حيث يحتوي على معادن لا تقدر بثمن تحتاجها صناعات إستراتيجية، منها الرقائق الإلكترونية التي تغذي نهم عمالقة التكنولوجيا لإنتاج قائمة طويلة من الهواتف والمركبات إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي.

السباق إلى القمر

واشتد التنافس مجددًا لاستكشاف وجهه المضيء وسبر أغوار جانبه المظلم، فبات القمر ساحة معركة جديدة بين الدول الكبرى، فروسيا منشغلة بحرب باهظة تخوضها في أوكرانيا، وتعتبرها ضد الغرب، لكنها انطلقت مجددًا إلى الفضاء في مهمة لم تنجح على الجانب المظلم من القمر، فهي لا تريد أن تسبقها دول أخرى على رأسها الولايات المتحدة.

وفي السباق إلى الفضاء، ما زال جزء من الهواجس تقليديًا، يذكر بزمن الحرب الباردة، وسط مخاوف وتوجس متبادل بين واشنطن وبكين وموسكو من عسكرة الفضاء، وإسقاط الأقمار الاصطناعية، وهي هواجس الثمانينيات ضمن ما يعرف بحرب النجوم.

فقد أذكى التعاون الروسي الصيني الهادف لبناء محطة قمرية مشتركة بحلول العام 2035 التنافس أكثر.

وتستكشف الولايات المتحدة أغوار الكون والمجرات البعيدة وعينها لم تغفل القمر الذي تؤكد الأبحاث أن سطحه يزخر بالموارد، ومصادر لوقود الصواريخ ومعادن يحتدم التنافس عليها في الأرض مثل الليثيوم وغيرها.

من جهتها دخلت الهند أيضًا السباق، وحطت بمركبة شاندريان-3 على القطب الجنوبي من القمر، لتصبح أول دولة في العالم تغزو وجهه المظلم الذي يعتقد أنه يحتوي على المعادن والجليد المائي.

ما أسباب التنافس حول القمر؟

وفي هذا الإطار، يوضح أستاذ فيزياء الفلك وعلوم الفضاء في جامعة البلقاء التطبيقية علي الطعاني، أن المنطقة التي وصلت إليها الهند هي القطب الجنوبي للقمر، لافتًا إلى أنها أول دولة تصل إليها بعد سلسلة من المحاولات وإن كانت فاشلة آخرها كان عام 2023، ولكنها استفادت من تلك الدروس بمهمة ناجحة وصلت إليها قبل أيام.

ويشير في حديث إلى "العربي" من العاصمة الأردنية عمان إلى ميثاق الأمم المتحدة لاستخدام الفضاء السلمي، الذي يقول: إن القمر هو ملكية للجميع، ولا تستطيع أن تدعي دولة ما ملكيته لوحدها، مؤكدًا أن جميع الدول وقعت على الميثاق باستثناء الولايات المتحدة الأميركية والصين.

ويتحدث الطعاني عن أن باب التنافس ما زال شديدًا واجتهد في المهمة الهندية، التي تعد أرخص تكلفة في مجال استكشاف الفضاء بميزانية تقدر بحوالي 75 مليون دولار فقط، مشيرًا إلى أن هذه الميزانية قليلة جدًا إذا ما قورنت بمركبة لونا 25 الروسية التي كانت تقدر ميزانيتها  بـ200 مليون دولار أميركي.

معادن نفيسة وثمينة

ويوضح أن القمر يحتوي على الكثير من العناصر التي تحتاجها البشرية على الأرض، مثل السيليكون والمغنيسيوم، مشيرًا إلى أن بعض هذه العناصر يستخدم في إنتاج الطاقة، بالإضافة إلى العناصر الأخرى التي تستخدم في صناعة الإلكترونيات مثل السيلكون والمغنيسيوم الكالسيوم.

ويضيف أن سطح القمر يحتوي أيضًا على كميات كبيرة من الجليد المائي القمري، التي تستخدم في إنتاج المياه الصالحة للشرب، مما يوفر السبل لإيجاد مستوطنة بشرية على سطح القمر، لافتًا إلى أن هذا الماء المتجمد يتم فصله وهو عبارة عن وقود للصواريخ الفضائية بحيث يكون الوقود متوفرًا على القمر بأقل تكلفة وأقل حمولة.

ويتابع الطعاني أن الهدف الأكبر والأسمى من السباق إلى القمر هو أن يكون القمر نفسه عبارة عن منصة لإطلاق الصواريخ الفضائية التي تمكن العالم من استكشاف المريخ والكواكب الأخرى.

ويشرح أن الدراسات أثبتت أن تربة القمر تحتوي العناصر الثمينة أو النفيسة والتي تستخدم في الرقائق الإلكترونية، والأجهزة الإلكترونية، وإنتاج الطاقة، والبطاريات، لأن القمر والأرض بالأصل كانا كتلة واحدة، والقمر يسمى بـ"ابن الأرض".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close