كشفت وسائل إعلام أميركية أن عددًا من أفراد طاقم العمل في فيلم "الصدأ" (Rust) غادروا موقع التصوير قبل أيام بسبب حادثة مشابهة لواقعة أليك بالدوين التي قُتلت فيها عن طريق الخطأ مديرة التصوير هالينا هاتشينز وجُرح المخرج جويل سوزا.
وقالت صحيفة "لوس انجلس تايمز" إن 7 من طاقم العمل قرّروا التخلي عن عملهم في الفيلم خوفًا على سلامتهم، منتقدين ظروف العمل "الخطيرة".
ونقلت الصحيفة عن اثنين من أفراد الطاقم لم تذكر اسمهما، أنه قبل خمسة أيام من حادثة بالدوين (السبت 16 أكتوبر/ تشرين الأول)، ظهر سلاح حقيقي في موقع التصوير، حين أطلق الممثل البديل لبالدوين بشكل خاطئ رصاصتين في الهواء، مضيفين أنه السلاح نفسه الذي استعمله النجم الأميركي بعد 5 أيام.
وكتب أحد أفراد الطاقم في رسالة نصية اطلعت عليها الصحيفة: "شهدنا 3 حالات إطلاق نار. هذا أمر غير آمن للغاية".
كما كشف أحدهم أنه "لم يعقد أي اجتماع بخصوص السلامة، ولم يكن هناك ما يشير إلى عدم تكرار ما حدث، كل ما كانوا يريدون فعله هو الاستعجال، ثم الاستعجال ثم الاستعجال".
من جهتها، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن موقع التصوير شهد ما لا يقل عن حادثين سابقين لإطلاق النار بشكل عرضي.
تفاصيل الحادثة
ونشرت وكالة "أسوشييتد برس" تفاصيل الحادثة. ونقلت عن سجلات المحكمة أن مساعد المخرج ديف هولز أخذ مسدس الدعامة من عربة وسلّمه إلى بالدوين، مشيرًا إلى أنه خال من الذخيرة الحية قائلًا: "سلاح بارد".
وعندما ضغط بالدوين على الزناد، أثناء التدريب على مشهد داخل مبنى يُشبه الكنيسة، الخميس، قتل بالدوين هتشينز وجرح سوزا الذي كان يقف خلفها.
وكان السلاح واحدًا من بين ثلاثة وضعتها المسؤولة عن الأسلحة الخاصة بالفيلم هانا غوتيريز، على عربة خارج المبنى حيث كان يجري تمثيل المشهد، وفقًا للسجلات.
وكتب أحد المحقّقين أن "هولز لم يكن يعلم أيضًا أن السلاح كان محشوًا بذخيرة حية".
وكانت المشرفة على سيناريو الفيلم مامي ميتشل تقف بجانب هاتشينز عندما أطلق بالدوين عليها النار.
وقالت ميتشيل: "ركضت واتصلت برقم الطوارئ 911، وأبلغت عن إطلاق النار بطريق الخطأ على شخصين خلال تصوير فيلم، ونحن بحاجة للمساعدة على الفور".
وعقب الحادث، غرّد بالدوين على تويتر قائلًا: ”أتعاون بشكل كامل مع تحقيقات الشرطة لفهم كيف حدثت هذه المأساة، وأنا على اتصال بزوجها، وتقديم الدعم له ولأسرته، قلبي محطم لزوجها وابنها وكل من عرفها وأحبها“.
التحقيق يركّز على شخصين
وما يزال التحقيق في ملابسات الحادث القاتل في بدايته، ويتمّ التركيز حاليًا على شخصين: وهما المكلّفة بإعداد الأسلحة هانا غوتيريز ومساعد المخرج هولز.
ولم يتضح عدد الطلقات التي أطلقت في حادثة بالدوين، بينما ذكرت سجلات المحكمة أن غوتيريز أزالت غلاف طلقة من السلاح بعد إطلاق النار، وسلّمت السلاح لعناصر الشرطة لدى وصولهم.
وقالت ماري كارماك ألتويس، مدعية منطقة سانتا في، إن المدعين سيراجعون الأدلة في إطلاق النار، ولا يعرفون ما إذا كان سيتمّ توجيه الاتهامات.