أثار فيلم "أميرة" جدلًا واسعًا في الأردن إثر اتهامه بـ"الإساءة" إلى الأسرى الفلسطينيين"، وانتشرت أنباء عن وقف الأردن عرض الفيلم وهو من إنتاج أردني وفلسطيني ومصري مشترك، إثر مطالبات بذلك عبر وسم "اسحبوا فيلم أميرة".
وقد بدأ الجدل حوله بعد عرضه في مهرجان "كرامة لأفلام حقوق الإنسان" في عمّان. وهو الفيلم الذي اختاره الأردن من أجل تمثيله في دورته الـ94 للتنافس عن فئة الأفلام الطويلة الدولية لسنة 2022. كما شارك الفيلم في عدد من المهرجانات السينمائية. وقد أخرجه المصري محمد دياب.
حبكة درامية خيالية
وتدور أحداثه في حبكة درامية خيالية عن تهريب نطف الأسرى الفلسطينيين من المعتقلات الإسرائيلية من خلال قصة بطلة الفيلم الفتاة الفلسطينية أميرة، التي ظنّـت حتى عمر الـ17 عامًا أنّها وُلدت من نطفة مهربة لأسير فلسطيني. لكن تبين لاحقًا أن ضابطًا إسرائيليًا استبدل النطفة المهربة بنطفته هو.
ورأى نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى والمحررين ووزارة الثقافة الفلسطينية، إضافة إلى مغردين على مواقع التواصل أن الفيلم "يتماهى مع رواية الاحتلال في ما يتعلق بتهريب النطف ولا يتعامل بالحساسية المطلوبة مع محطة هامة من محطات نضال الأسرى في المعتقلات عبر التشكيك في نسب الأطفال المولودين من النطف".
one of the worst films #اسحبوا_فيلم_أميرة pic.twitter.com/0gSL87t3MR
— A (@TyseerIbrahim) December 8, 2021
"تشويهي ومسيء"
كما انتقدت الناشطة الفلسطينية سناء سلامة ووالدة الطفل ميلاد من نطفة مهربة لزوجها الأسير وليد دقة، الفيلم ووصفته بـ"المسيء". وقالت: "برأيي إن الفن يجب أن يكون صاحب رسالة وهدف وأنا أجد من الصعوبة فهم الهدف والرسالة من هذا الفيلم. هو تشويهي ومسيء للأسرى ولقضيتهم ونضالهم". وأضافت: "وإن كانت قصة أو دراما فلا يمكننا أن نمررها وأن نعيش معها بسلام".
وطالبت هيئات الأسرى الهيئة الملكية للأفلام بسحب ترشيحه لجائزة الأوسكار. وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس: "فيلم أميرة يخدم الاحتلال وروايته ضد الأسرى. ومن لجأ إلى هذه الحبكة السينمائية باستغلال قضية حساسة والتعامل معها بطريقة مرضية، لغايات تسويقية، العمل لا علاقة له بالفن، وفيه استغلال لقضية عالية الرمزية بطريقة وضيعة".
"الفيلم روائي وليس وثائقيًا"
في المقابل، صرّحت الهيئة الملكية للأفلام بأن "الفيلم روائي وليس وثائقيًا". ويرى صنّاع الفيلم أن الهدف منه تسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين وبخاصة محاولة السجّانين حرمان الأسرى من الإنجاب.
وقال الممثل المشارك في فيلم "أميرة"، صهيب نشوان: "الفيلم يسلط الضوء على شكل أصيل من أشكال المقاومة التي اخترعها الشعب الفلسطيني وهي تهريب النطف للإنجاب أثناء قضاء الأسير مدة اعتقاله في السجون الإسرائيلية".
وأضاف: "يصل إمعان الاحتلال في قمع ومحاربة الوجود الفلسطيني، إلى مرحلة يتلاعب فيها بهوية الفلسطيني ويزرع الفتنة بين الفلسطيني وأخيه ويبقى في النهاية الفلسطيني عصيًا على كل محاولات المحتل في إلغاء وجوده".
فيلم #أميرة يثير جدلاً واسعاً، وسط أنباء عن وقف #الأردن لعرضه بعد مطالبات عبر وسم#اسحبوا_فيلم_أميرة pic.twitter.com/yILSrMDJlM
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) December 8, 2021
وكتب صنّاع الفيلم الذي اتهم بأنه يشكك في أنساب أطفال النطاف المهربة في آخره: "لا يوجد أي شكوك مسجلة حول أنساب أطفال النطاف المهربة وإن القصة من وحي الخيال بشكل كامل".
وكان مخرج الفيلم محمد دياب قد صرّح سابقًا: "بصفتي عربيًا، القضية الفلسطينية هي شيء كبير بالنسبة لي". كما صرّح دياب في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي حول أحداث الفيلم والرسالة التي أراد إيصالها قائلًا: "كان هناك تخوف من عدم تقبل الغرب للفيلم خاصة أنّه يتحدث عن القضية الفلسطينية، ومن المعروف أن الغرب دائمًا ما ينحاز إلى إسرائيل"، بحسب المصري اليوم.
وأضاف: "الفيلم يقدّم عملًا تنتصر فيه الإنسانية واستطعنا إيصال رسالتنا وتعاطف الجمهور مع "أميرة" وقصتها ورحلتها، واستطاعوا أن يستوعبوا السؤال الذي طرحه الفيلم والتركيز عليه".
"سوء تفاهم"
كما صرّحت مديرة مهرجان "كرامة لأفلام حقوق الإنسان" سوسن دروزة: "إن ما حدث سوء تفاهم لأننا ندرك أن الفريق المشارك في الفيلم يضم ملتزمين بالقضية الأساسية وهي القضية الفلسطينية".
ومن جهتها، قالت إحدى بطلات الفيلم، صبا مبارك: "الفيلم يحمل قضية إنسانية يعاني منها الأسرى الفلسطينيون وعائلاتهم، وفيلم أميرة يسلط الضوء على هذه المعاناة ضمن سياق درامي إنساني، ونحن نحاول تسليط الضوء على ما يعانيه الفلسطينيون ونقله إلى العالم".