الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

من أجل الحصول على علبة تونة.. سكان شمال غزة يجازفون بحياتهم

من أجل الحصول على علبة تونة.. سكان شمال غزة يجازفون بحياتهم

Changed

أظهرت لقطات رجالًا وفتية جياعًا يركضون نحو الشاطئ عندما شاهدوا المظلات تسقط
أظهرت لقطات رجالًا وفتية جياعًا يركضون نحو الشاطئ عندما شاهدوا المظلات تسقط - رويترز
أكد مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن 18 شخصًا استشهدوا بعد محاولتهم جمع مساعدات أنزلتها الطائرات في البحر وعلى الأرض في شمال قطاع غزة.

تواصل الطائرات إنزال رزم من المساعدات الإنسانية فوق أنقاض مدينة غزة التي دمرها العدوان الإسرائيلي، على الرغم من استشهاد وإصابة العديد من السكان، خلال محاولتهم الوصول إليها على البر وفي البحر.

وعلى الأرض، أظهرت لقطات لوكالة فرانس برس رجالًا وفتية جياعًا يركضون نحو الشاطئ عندما شاهدوا المظلات تسقط.

وتدافع عشرات منهم للحصول على علب الطعام، واحتشدوا فوق الكثبان الرملية بين قطع من الركام.

من جهته، يقول محمد السبعاوي وهو يحمل كيسًا شبه فارغ على كتفه وإلى جانبه فتى: "الوضع سيئ جدًا، لا أكل ولا شرب، مجاعة تامة"، ويضيف: "يضحكون علينا بعلبة تونة صغيرة، يذهب الإنسان ويموت في سبيل علبة تونة بربع دولار".

تقول هيئات الإغاثة إن نسبة بسيطة من الإمدادات الضرورية وصلت إلى غزةمنذ أكتوبر الماضي
تقول هيئات الإغاثة إن نسبة بسيطة من الإمدادات الضرورية وصلت إلى غزةمنذ أكتوبر الماضي - غيتي

الثلاثاء، أكد مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن 18 شخصًا استشهدوا بعد محاولتهم جمع مساعدات أنزلتها الطائرات في البحر وعلى الأرض في شمال قطاع غزة، داعيًا إلى "وقف إنزال المساعدات" جوًا.

وأضاف أن 12 من بين الشهداء "استشهدوا غرقًا قبالة محافظة شمال قطاع غزة حيث دخل (الإثنين) عشرات المواطنين الجائعين إلى البحر للحصول على مساعدات ألقتها الطائرات داخل البحر... كما استشهد 6 مواطنين آخرين نتيجة التدافع في أكثر من مكان حين كانوا يحاولون الحصول على مساعدات ألقتها الطائرات بشكل خاطئ أيضاً في ظل المجاعة المستمرة".

من جهته، أشار المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان إلى أن عددًا منهم قضوا "بعدما علقوا في حبال مظلات طرود المساعدات التي ألقتها الطائرات وسقطت في البحر".

وقال شاب آخر أثناء عودته إلى بيته في مدينة غزة مع قليل من الطعام: "نحن أهالي غزة، ننتظر المظلات... نموت حتى نحصل على علبة الفول التي يأكلها 18 نفرًا".

تحذيرات من مجاعة في شمال غزة

وتقول هيئات الإغاثة إن نسبة بسيطة من الإمدادات الضرورية لتلبية الاحتياجات الإنسانية الهائلة لسكان غزة وصلت منذ أكتوبر/ تشرين الأول في الوقت الذي حذرت فيه الأمم المتحدة من حدوث مجاعة في شمال القطاع بحلول مايو/ أيار بدون تدخل عاجل.

وبحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فإن المساعدات التي تدخل قطاع غزة من طريق البر هي أقل بكثير مما قبل الحرب.

وحاليًا، يتم إدخال نحو 150 شاحنة يوميًا مقابل 500 شاحنة قبل العدوان على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، حسب وكالة فرانس برس.

ومع تزايد حالة اليأس في صفوف السكان، لجأت عدة دول إلى تنفيذ عمليات إنزال جوي خصوصًا في شمال القطاع الذي يصعب الوصول إليه.

ونفذت كل من الأردن ومصر والولايات المتحدة وفرنسا بشكل خاص عمليات إنزال جوي للتخفيف من معاناة السكان الذين فضلوا البقاء في شمال القطاع ويعيشون اليوم بين أنقاض أكبر مدينة في القطاع المحاصر.

في وقت سابق من هذا الشهر، أشار اللفتنانت كولونيل في القوات الجوية الأميركية جيريمي أندرسون إلى أن ما تمكنوا من إنزاله لم يكن سوى "قطرة في بحر" مما هو مطلوب في إشارة إلى عدم كفاية عمليات الإنزال.

وتزايدت الدعوات لإسرائيل للسماح بدخول مزيد من المساعدات برًا. لكن إسرائيل تلقي باللوم على الأمم المتحدة والأونروا لعدم توزيع المساعدات في الشمال.

وحض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأحد على "إزالة ما تبقى من عقبات"، طالبًا بالسماح بحرية تدفق المساعدات. وقال: "هذا الكابوس يجب أن ينتهي".

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close