تعد بوابة عبد القيوم إحدى أشهر بوابات المدن السودانية، بنيت في عهد الخليفة المهدي عبد الله التعايشي، كما صنفتها اليونسكو من الآثار الإنسانية التي تجب حمايتها.
وعلى بُعد أمتار من نهر النيل تقف بوابة عبد القيوم، أشهر بوابات أم درمان القديمة، والتي كانت جزءًا من السور الذي يحيط بالمدينة من الناحية الشرقية، حيث تهدم السور عبر السنين.
ولا يزال الجدل محتدمًا حول المغزى من بناء البوابة، بينما يقول عبد الحي عبد الساوي، مدير إدارة الكشف الأثري في الهيئة العامة للآثار، إنها تعكس الطبيعة العسكرية للدولة المهدية في ذلك الوقت.
حماية الآثار
ويضيف عبد الساوي في حديث لـ "العربي" من الخرطوم، أن الطوابي في مدينة أم درمان هي من المعالم الأثرية التي تمثل ذاكرة المدينة ومن أهمها الطوابي وبوابة عبد القيوم ودار الأمانة والسجن.
ويبيّن أن البوابة سميت على اسم حارسها، وهي بقيت من بين عدة بوابات كانت تمثل حدود مدينة أم درمان، وهي مثلها مثل باقي المباني المهدية التي بنيت من الحجر النوبي والطين.
وألمح عبد الساوي، إلى أن الخليفة عبد الله التعايشي بعد أن خلف الإمام المهدي، بدأ ببناء دولته، وكان يخشى من الخطر القادم من الشمال، حيث كان الإنكليز والأتراك مصرّين على إعادة الاستيلاء على السودان، ولهذا بدأ ببناء الاستحكامات التي تحمي مدينة الخرطوم وأم درمان، ومن هنا جاءت فكرة الطوابي للدفاع عن المدينة.
ونوه عبد الساوي، إلى أن ما يلفت النظر إلى الطوابي هو البناء المعماري البسيط، وهي فكرة معمارية واحدة لها فتحات لمواسير المدافع، وقد ساهمت في الدفاع عن مدينة الخرطوم.
خطوة هامة للحفاظ على الآثار
ويؤكد عبد الساوي، أن الطوابي تنتشر على نهر النيل، وهذا التخطيط الجغرافي، هو لمنع السفن الحربية البريطانية من الدخول لمدينة الخرطوم آنذاك.
ويشير إلى أن حماية هذه الآثار يأتي من خلال التنبيه إلى المشكلة التي تواجه بوابة عبد القيوم والطوابي، وخاصة من ارتفاع المياه السطحية إلى السطح فضلًا عن تآكل الحجارة وتأثر الحجر النوبي برطوبة هذه المياه.
واستدرك قائلًا: "الآن بالتعاون مع ولاية الخرطوم نشرع في عمل صيانة لبوابة عبد القيوم ومجموعة الطوابي الأخرى".
وختم بالقول: "لا بد من رفع الصوت لإنقاذ الشواهد التاريخية المهمة ولفت الأنظار إلى الخطر الذي يهددها من التهدم، لذلك لا بد من السعي لإنقاذ هذه الآثار من خلال التركيز الإعلامي على هذه المواقع الأثرية وعكس حالتها إلى المجتمع الدولي بهدف جمع مساعدات لإنقاذ هذه المواقع التاريخية".
