فاز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد بولاية جديدة، إثر اقتراع شهد تنافسًا غير مسبوق، ليمدّد حكمه المستمر منذ عقدين حتى عام 2028.
وتغلب الزعيم البالغ 69 عامًا على أسوأ أزمة اقتصادية في تركيا منذ جيل، وأقوى تحالف للمعارضة واجهه، ليبقى سجله الانتخابي خاليًا من الهزائم.
من هو رجب طيب أردوغان؟
ولد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 26 فبراير/ شباط عام 1954 من القرن الماضي، في مدينة اسطنبول لأب بحار تنحدر أصول عائلته من مدينة ريزا الواقعة شمال شرقي تركيا على البحر الأسود.
وترك تدين عائلة أردوغان، أثرًا كبيرًا على توجهات الرئيس التركي وخط مسار حياته على الصعد كافة، وتمثلت أول إرهاصات ذلك، بالتحاق أردوغان بثانوية اسطنبول للأئمة والخطباء، ليتخرج منها عام 1973، ويحصل بعدها على الثانوية العامة، قبل أن يلتحق بكلية العلوم الاقتصادية والتجارية في جامعة مرمرة، ويتخرج عام 1981.
تعلق أردوغان بكرة القدم منذ نعومة أظفاره، وظلت هوايته الأولى في مرحلة الشباب، حتى أصبح لاعبًا ليس في مضمار الرياضة، وإنما في حلبات السياسة التي بدأت ميوله اتجاهها تترسخ بثبات.
وتجلت بواكير ذلك بانتخابه عام 1976، رئيسًا للمنظمة الشبابية لحزب السلامة الوطنية بمنطقة بي أغلو التابعة لاسطنبول، وفي السنة نفسها أصبح رئيسًا للمنظمة الشبابية لاسطنبول المدينة.
عمل أردوغان في القطاع الخاص إداريًا ومستشارًا عقب انقلاب عام 1980، وحل الأحزاب، لكنه عاد إلى الحياة السياسية بقوة مع تأسيس حزب الرفاه عام 1983 بزعامة نجم الدين أربكان، وتدرج في مناصب الحزب، ووضع له هيكلًا تنظيميًا جديدًا.
انتخب أردوغان رئيسًا لبلدية إسطنبول عام 1994، لتصبح تلك المحطة لاحقًا مفتاح نجاح الرجل في مسيرته السياسية. وبعد ثلاث سنوات فقط، حكم على أردوغان بالسجن بسبب إلقائه شعرًا وصف بالتحريضي، أثناء خطاب جماهيري في مدينة سيرت جنوب شرقي البلاد.
وإثر ذلك، فصل من رئاسة بلدية اسطنبول، حيث قضى أردوغان في السجن 4 أشهر، ليعود بعدها لتأسيس حزب العدالة والتنمية برفقة مجموعة من أصدقائه عام 2001.
الفوز بالانتخابات التشريعية
وبسرعة شديدة قاد أردوغان الحزب الوليد إلى تحقيق الفوز في الانتخابات التشريعية عام 2002 بنيله ثلثي مقاعد البرلمان، فشكل الحزب حكومة مدعومة بأغلبية برلمانية ساحقة، إلا أن الحكم القضائي عليه وقف له بالمرصاد، ومنعه من ترؤس الحكومة في البداية، فتولى رئاستها عبد الله غول حتى 14 مارس/ آذار عام 2003، حين تولاها أردوغان عقب إسقاط الحكم عنه، وفوزه بمقعد عن دائرة سيرت.
وفي الانتخابات التشريعية عام 2007، شكل أردوغان الحكومة الستين للجمهورية التركية بعد تمكن حزب العدالة والتنمية من حصد أغلبية مقاعد البرلمان، كما حصل الحزب في انتخابات 2011، على الأغلبية للمرة الثالثة، وشكل أردوغان الحكومة الحادية والستين.
في أغسطس/ آب من 2014، فاز أردوغان بأول انتخابات ينتخب فيها رئيس الجمهورية بالانتخاب المباشر، وأضحى الرئيس الـ12 في تاريخ تركيا.
وشهدت هذه الفترة من حكم أردوغان تطورًا خطرًا، تمثل بانقلاب فاشل قامت به مجموعة من الضباط والجنود في الجيش بتاريخ 15 من يوليو/ تموز عام 2016.
وأعيد انتخاب أردوغان رئيسًا لتركيا عام 2018، وأصبح أول رئيس للجمهورية وفق نظام الحكم الرئاسي الذي دخل حيز التنفيذ في أعقاب اعتماد التعديلات الدستورية في 16 من أبريل/ نيسان عام 2017.
