يشهد اليوم الثاني من مونديال قطر غدًا الإثنين، ثلاث مباريات، تشمل مواجهتين ضمن المجموعة الثانية، التي تضم الولايات المتحدة، وإنكلترا، وإيران، وويلز.
وستجمع المباراة الأولى في المجموعة منتخب إنكلترا وإيران عصرًا، في استاد خليفة الدولي، بينما تواجه الولايات المتحدة منتخب ويلز مساءً على ملعب استاد أحمد بن علي.
العودة إلى الماضي
ويسعى المنتخب الإنكليزي بقيادة مدربه غاريث ساوثغايت، لاستعادة ثقة الجمهور الإنكليزي، التي منحه إياها خلال بطولة "يورو 2020" بعد أن وصل "الأسود الثلاثة" إلى نهائي البطولة، قبل أن تتزعزع كليًا جراء المستوى الأخير الذي ظهر عليه المنتخب قبل المونديال.
ويسود القلق الأوساط الكروية الإنكليزية، بسبب إخفاق المنتخب في تحقيق أي انتصار خلال المباريات الستّ الأخيرة، التي لعبها ضمن دوري الأمم الأوروبية، في أسوأ سلسلة مباريات له منذ 1993.
ويدرك ساوثغايت أن عامل الضغط البدني على اللاعبين خلال المباريات الأخيرة، كان أساسيًا في تراجع مستوى المنتخب، إلا أنه يمتلك مفاتيح أساسية للعب، أبرزها في الهجوم المدجج بأسماء كبيرة كهاري كين، وساكا، وفيل فودين.
وقال ساوثغايت قبل التوجه إلى الدوحة، في حديثه عن لاعبيه: "نريد منهم تحويل ما يشعرون به من إرهاق جراء اللعب بكثافة مع أنديتهم إلى التفكير في إنكلترا، وأن يدركوا أن بوسعنا تحقيق أفضل إنجاز للكرة الإنكليزية".
ووصل فريق ساوثغايت لقبل نهائي النسخة الماضية في روسيا، قبل أربعة أعوام كما صعد لنهائي بطولة أوروبا الأخيرة في 2021 لكن إنكلترا لم تحصل على لقب أي بطولة كبرى، منذ تتويجها بكأس العالم على أرضها في 1966.
إيران.. الولاء للمنتخب
من ناحية أخرى، يدخل المنتخب الإيراني المباراة وسط مشكلتين أساسيتين، تكمن الأولى منهما في غياب مهاجمه سردار أزمون، الذي لم يشف بعد من إصابته، والثانية بالأجواء السياسية العاصفة في البلاد والتي لم ينف المدرب البرتغالي كارلوس كيروش تأثيراتها.
وقال علي رضا جهانبخش جناح منتخب إيران يوم الخميس: إن تركيز الفريق سينصب على المسابقة وليس على القضايا السياسية المتعلقة بالاحتجاجات التي تشهدها بلاده.
وتحول جهانبخش للحديث عن الموضوع بالإنكليزية بعدما كان يتحدث الفارسية في مؤتمر صحفي، مع الإشارة إلى أن السؤال كان محاولة لتشتيت انتباه الإيرانيين قبل مباراتهم الأولى ضد إنكلترا غدًا.
وقال جهانبخش للصحفيين في معسكر تدريب الفريق لصفي بريطاني: "مثلكم جميعًا نحن هنا من أجل أداء واجبنا، وواجبنا هو لعب كرة القدم. لكي أكون واضحًا، إذا لم تكن إنكلترا في مجموعتنا، لم تكن لتسأل هذا السؤال".
"ركل بايل"
أما المباراة الثانية في المجموعة فستحمل مواجهة من نوع آخر، وهي مواجهة بين منتخبين وزميلين، وتحديدًا بين لاعب خط الوسط الدولي الأميركي كيلين أكوستا، وزميله في فريق "لوس أنجليس أف سي في" الويلزي غاريث بايل.
ويدرك أكوستا تمامًا التهديد الذي يشكله نجم ريال مدريد السابق بعد أن أمضى الأشهر الأربعة الماضية زميلًا له. فقبل أسبوعين فقط، كان بايل بطلًا في فوز فريقه بكأس الدوري المحلي MLS.
وأكد أكوستا وجوب مراقبة بايل جيدًا، وقال: "إذا أعطيت لاعبًا مثل غاريث الوقت والمساحة، فسوف يستغلك كما رأيت في نهائي كأس الدوري الأميركي".
وأضاف: "الكل يعرف من هو، لقد أتيحت لي الفرصة لمشاركة الوسط معه. إنه لاعب خطير للغاية وسيكون محفزًا لهم. علينا أن نبدأ فعليًا بركله حول الملعب قليلاً".
"قصص صعبة"
ورغم المواسم السيئة في ريال مدريد، إلا أن بايل صاحب الـ33 عامًا كان رافعة منتخب ويلز في التصفيات، وبفضل أهدافه وتألقه، وصل المنتخب الويلزي النهائيات لأول مرة منذ عام 1958.
وأكد قائد الولايات المتحدة كريستيان بوليسيتش أنه على الرغم من وقت لعب بايل المحدود، الذي ظهر لأول مرة في نهائي كأس MLS في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري لمدة 23 دقيقة، منذ 2 أكتوبر/ تشرين الأول - فإن قائد ويلز سيكون جاهزًا.
من جانبه، قال بايل إنه يتمتع بلياقة كاملة مع اقتراب المباراة، وقبل مغادرته بلاده إلى قطر صرح: "أنا جاهز تمامًا للانطلاق. لقد كان الأمر صعبًا نفسيًا أكثر من أي شيء آخر. وأعتقد أنه كان صعبًا للجميع، خلال الأسابيع الثلاثة أو الأربعة الماضية، لاسيما سماع قصص إصابات اللاعبين وتفويتهم كأس العالم".
وستكون ويلز حاضرة لتحقيق انتصار طال انتظاره، رغم إمكانيات الفريق الأميركي الذي عادة ما يظهر في نهائيات المونديال عنادًا كبيرًا، ومع المدرب روب بيغ، يتحلى لاعبو التنين البريطاني، بروحية قتالية عبر عنها غو رودون في تصريحاته أمس.
وتحدث رودون عن المباراة التي فصلت ويلز عن المونديال خلال الملحق، وقال: "لقد كانت رحلة طويلة جدًا. عائلتي وكلّ أصدقائي كانوا يبكون بعد المباراة، وبالتالي كان بإمكاني أن أرى ما يعنيه التأهل بالنسبة لهم".