الجمعة 17 مايو / مايو 2024

ميدان مشتعل وحلول مؤجلة.. الهجوم الروسي على أوكرانيا يطوي شهره الأول

ميدان مشتعل وحلول مؤجلة.. الهجوم الروسي على أوكرانيا يطوي شهره الأول

Changed

نافذة لـ"العربي" حول مشروع قرار الأمم المتحدة بشأن أوكرانيا الذي يطالب بالوقف الفوري للحرب (الصورة: غيتي)
طوت الحرب الروسية على أوكرانيا شهرها الأول، فيما تشتد المعارك على الأرض التي يتواصل نزوح الأوكرانيين عنها، حيث تحدثت الأمم المتحدة عن فرار ما يقارب 3,7 ملايين شخص من البلاد.

لم تعُد أوكرانيا على حالها بمضي شهر على الحرب التي تشنها موسكو ضدها، ولا العالم من حولها ظلّ بمنأى عن التداعيات.

تُحصي المنظمات الأممية أعداد القتلى واللاجئين. الأرقام في ارتفاع، ورقعة الدمار في اتساع، ولا حلول تلوح في الأفق. 

تتراكم العقوبات على موسكو، وتطالب كييف الغرب بمزيد من الدعم العسكري، لكن ماذا عن الحوار بين الطرفين؟. 

يؤكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي رعت بلاده وساطة مباشرة بين وزيرَي خارجية أوكرانيا وروسيا، أن كييف وموسكو متفقتان على المسائل الفنية في محادثات السلام، لكن الجانبين لا يزالان على خلاف بشأن القضايا المتعلقة بالأراضي مثل شبه جزيرة القرم.

ويرى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن الحكومة الروسية "غير مهتمّة" بالتفاوض على وقف إطلاق النار في أوكرانيا حاليًا، إذ إن جيشها "لم يحقق بعد" أهدافه العسكرية، على حدّ وصفه.

وفي غضون ذلك، تشتعل الجبهات، وتدوّي صفارات الإنذار، وتحترق ناقلة جنود، فيما يتم استهداف مخزن للمواد الغذائية. يأتي ذلك وسط "تحوّل في سيناريو" المعركة، يقول بشأنه مراسل "العربي" إن القوات الأوكرانية، وبعدما كانت تدافع عن أماكن تمركزها في محيط العاصمة، باتت تأخذ زمام المبادرة وتشنّ هجمات مضادة على مواقع الجيش الروسي.

وكان مسؤول كبير في البنتاغون قد أفاد الأربعاء أنّ الأوكرانيين أجبروا القوات الروسية على التراجع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية لمسافة تزيد عن 30 كلم شرقي كييف، وأنّ الجيش الروسي باشر بإقامة مواقع دفاعية في عدد من جبهات القتال في أوكرانيا.

بدوره، ناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قادة حلف شمال الأطلسي الذين اجتمعوا اليوم في بروكسل زيادة الدعم العسكري المقدم لبلاده في مواجهة القوات الروسية، متهمًا موسكو بأنها تستخدم "قنابل فوسفورية" في أوكرانيا.

وقد أعلن أمين عام الحلف يانس ستولتنبرغ أن الناتو سيزود أوكرانيا معدات حماية من التهديدات الكيميائية والبيولوجية والنووية، كما سيحمي قواته المنتشرة على الجهة الشرقية من هذه التهديدات.

أما الرئيس الأميركي جو بايدن، فقد شدد على أن الولايات المتحدة سترد إذا استخدمت روسيا أسلحة كيميائية في هجومها على أوكرانيا.

بموازاة ذلك، تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 دولة بغالبية كبيرة بلغت 140 صوتًا، قرارًا جديدًا "يطالب" روسيا بأن توقف "فورًا" الحرب في أوكرانيا.

لكن على المقلب الآخر، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الغرب بـ "محاولة تسييس الأزمة الإنسانية" في أوكرانيا، وبـ "تجاهل جرائم ارتكبها قوميون متطرفون في دونباس"، على حدّ وصفه.

تطورات الميدان في أوكرانيا

بالعودة إلى التطورات الميدانية، أفاد مراسل "العربي" اليوم الخميس بأن صفارات الإنذار دوّت مساءً في العاصمة الأوكرانية كييف.

ولفت إلى أن وتيرة إطلاق صفارات الإنذار ازدادت في اليومين الماضيين، وسط سريان قرار حظر للتجول هذه الليلة.

وكان المراسل قد أشار إلى تعرّض منطقة تشايكا غربي العاصمة لقصف مدفعي روسي طال مخزنًا للمواد الغذائية.

وبينما لفت إلى أن الجيش الأوكراني بدأ هجومًا في مقاطعة ميكولايف لاستعادة مدينة خيرسون من القوات الروسية، قال إن مدينة أوديسا تواصل التأهّب لمعركة قد تكون حاسمة.

إلى ذلك، قُتل ستة مدنيين على الأقل وأُصيب 15 آخرون في قصف روسي على خاركيف، في شمال شرقي أوكرانيا، وفق ما أعلنه الحاكم المحلي على تلغرام.

بدورها، أفادت البحرية الأوكرانية عن اشتعال النيران في سفينة إنزال تابعة للبحرية الروسية في ميناء مدينة بريديانسك، التي تسيطر عليها القوات الروسية.

من ناحيته، أكد حاكم لفيف ماكسيم كوزيتسكي أن روسيا لا تحارب الجيش الأوكراني إنما تحارب المدنيين الأوكرانيين.

وأشار حاكم المدينة الواقعة غربي أوكرانيا في حديث إلى "العربي"، إلى أن وصول المساعدات العسكرية التي تطلبها بلاده سيساهم بتقصير مدة الحرب. وقال: "نحتاج دعمًا عسكريًا حقيقيًا، وننتظر أن يفرض حلف الناتو حظرًا جويًا في الأجواء الأوكرانية".

أما في ما يخص ماريوبول المحاصرة، فقد اتهمت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني القوات الروسية بمنع مدنيين من مغادرة المدينة، على الرغم من تجهيز السلطات الأوكرانية 40 حافلة لإجلائهم.

ولاحقًا، أكد زعيم جمهورية الشيشان الروسية رمضان قديروف أن قواته سيطرت على مبنى بلدية مدينة ماريوبول الكبيرة.

وكانت السلطات الأوكرانية في ماريوبول قد أفادت أن حوالي 15 ألف مدني تم ترحيلهم بشكل غير قانوني إلى روسيا، منذ استيلاء القوات الروسية على أجزاء منها.

ملايين اللاجئين

إلى ذلك، قالت الأمم المتحدة اليوم إن ما يقارب 3,7 ملايين شخص فرّوا من أوكرانيا، منذ بدء الهجوم الروسي عليها قبل شهر، محذرة من أن نصف أطفال البلاد باتوا نازحين. 

ولفت مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى أن ما لا يقل عن 1035 شخصًا لقوا مصرعهم، وأُصيب 1650 آخرون منذ بدء الحرب.

من جانبها، أعلنت السلطات الأوكرانية مقتل 128 طفلًا وإصابة 172 منذ انطلاق الهجوم العسكري الروسي في أواخر فبراير/ شباط الماضي.

وبمرور الشهر الأول على بدء الهجوم، تتواصل الضغوط الغربية على موسكو عبر فرض مزيد من العقوبات عليها. 

وفي هذا السياق، فرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها عقوبات جديدة تستهدف العشرات من شركات الدفاع والمئات من أعضاء البرلمان في روسيا، فضلًا عن الرئيس التنفيذي لأكبر بنك في البلاد.

وكذلك أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي كشف أنّ بلاده سترسل إلى أوكرانيا ستة آلاف صاروخ إضافي، أن لندن وحلفاءها الغربيين سيزيدون الضغوط الاقتصادية على روسيا، وينظرون فيما إذا كان بوسعهم فعل المزيد لمنع الرئيس فلاديمير بوتين من استخدام احتياطيات روسيا من الذهب.

وفي سياق متصل، أعلنت الحكومة البريطانية فرض حزمة جديدة من العقوبات تستهدف 59 شركة وشخصية روسية، وستّ شركات وشخصيات بيلاروسية.

طرد دبلوماسيين أميركيين

على الضفة الأخرى، وفي سياق الحرب الدبلوماسية بين روسيا والولايات المتحدة، قرّرت موسكو طرد دبلوماسيين أميركيين ردًا على طرد واشنطن 12 عضوًا في البعثة الدبلوماسية الروسية لدى الأمم المتحدة، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان الأربعاء.

وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية تلقي قائمة الأسماء التي أعدّتها موسكو. وقال إن هذا التدبير هو "أحدث خطوة غير مفيدة وغير بناءة تتّخذها روسيا على صعيد علاقاتنا الثنائية".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close