السبت 11 مايو / مايو 2024

نتائج واعدة لمرضى الوسواس القهري.. غرسة دماغية تغيّر حياة مريضة 

نتائج واعدة لمرضى الوسواس القهري.. غرسة دماغية تغيّر حياة مريضة 

Changed

آمبر بيرسون التي تلقت عملية زرع غرزة دماغية لعلاج الصرع واضطراب الوسواس القهري - موقع "مديكال إكسبرس"
آمبر بيرسون التي تلقت عملية زرع غرزة دماغية لعلاج الصرع واضطراب الوسواس القهري - موقع "مديكال إكسبرس"
كانت المريضة الأميركية تعاني من اضطراب الوسواس القهري لأكثر من ثماني ساعات يوميًا، مما يتسبب في عزلتها اجتماعيًا.

تمكّن العلماء من معالجة اضطراب الوسواس القهري OCD لدى مريضة أميركية بواسطة غرسة دماغية، وذلك في علاج ثوري غير مسبوق لهذا الاضطراب النفسي.

وكانت آمبر بيرسون البالغة من العمر 34 عامًا لسنوات تعاني من اضطراب الوسواس القهري، حيث كانت تغسل يديها حتى تنزفا أو تعيد التحقق مرات عدة من أنّ النوافذ مغلقة أو تتناول الطعام بمفردها خوفًا من الإصابة بأي عدوى.

وأصبحت بيروسن اليوم أوّل مريض يُزَوَّد بالغرسة الدماغية التي هي جهاز صغير بحجم ضمادة صغيرة، وتوضع في الجزء الخلفي من دماغها، مما يقلّص اضطرابات الوسواس القهري ونوبات الصرع التي كانت تعانيها.

علاج جذري

وفي حديث مع وكالة "فرانس برس"، تؤكد بيرسون المقيمة في ولاية أوريغون غربي الولايات المتحدة أنها هي من اقترحت الفكرة على الفريق الطبي، وبفضلها تحسّنت حياتها اليومية "وباتتّ حاضرة فيها، وهذا أمر مذهل"، مضيفةً: "قبل ذلك، كنت محاصرة باستمرار داخل ذهني ومنشغلة في هواجسي".

وكانت اضطرابات الوسواس القهري الحاد تستهلك ما يصل إلى "ثماني أو تسع ساعات" من يومها مما يتسبب في عزلتها اجتماعيًا، إلا أن هذا الجهاز غيّر حياتها بشكل جذري حيث باتت الاضطرابات تأخذ نحو 30 دقيقة فقط من يومها.

وتضع هذه النتائج المبهرة الجهاز في خانة التقدّم العلمي الواعد للذين يعانون من هذا المرض، لا سيما وأنه في الولايات المتحدة وحدها تطال اضطرابات الوسواس القهري نحو 2.5 مليون شخص.

وقبل الغرسة الدماغية، كانت بيرسون تتأكد قبل الخلود إلى النوم من أنّ الأبواب والنوافذ مغلقة، وتمديدات الغاز غير مشغّلة، والكهرباء مفصولة عن الأجهزة.

وخشية الإصابة بأي عدوى، كانت تستحم المرأة الأميركية في كل مرة تهتم بقطتها، وكانت تغسل يديها جيدًا لدرجة أن تصبح مفاصلها جافة وتنزف، وغالبًا ما كانت تفضّل تناول الطعام بمفردها لا مع أفراد عائلتها أو أصدقائها.

الجهاز الوحيد في العالم

أما الغرسة الدماغية لمرضى الوسواس القهري، فترسل نبضًا كهربائيًا عندما ترصد ردود أفعال غير طبيعية في دماغ المريض لاستعادة الأداء الطبيعي، وهي تقنية تعرف باسم التحفيز العميق للدماغ. وهذا الأخير يستخدم بدوره منذ أكثر من 30 سنة لعلاج الصرع.

لكن دور هذه الغرسة التي يبلغ قطرها 32 ميليمترًا، هو الحد من اضطرابات الوسواس القهري الذي كان لا يزال غير مفهوم بشكل جيد ويقتصر على الأبحاث التجريبية، حتى الجراحة المبتكرة التي أجراها أطباء من جامعة أوريغون للصحة والعلوم عام 2019 لبيرسون.

وخضعت المرأة لعملية زرع "جهاز للوسواس القهري والصرع، وهو الجهاز الوحيد في العالم الذي يعالج هذين المرضين" في الوقت نفسه، على ما يؤكد جراح الأعصاب أحمد رسلان الذي لا يزال مندهشًا من نتائج مريضته.

ورغم استئصال قسم من دماغها بسبب إصابتها بالصرع الدائم، كانت لا تزال المريضة تعاني من نوبات عنيفة لدرجة أنّ إحداها تسببت لها بسكتة قلبية، مما جعل الأطباء يرغبون في زرع غرسة لها لمحاربة هذا المرض المقاوم.

ولتصميم الجهاز راقب الأطباء نشاط دماغها، من خلال إعطائها مثلًا مأكولات بحرية، وهي أحد أنواع الأطعمة التي تسبب لها التوتر وقد أتاح لهم ذلك تحديد "العلامات الكهربائية" المرتبطة بالوسواس القهري.

في هذا الصدد، يقول رسلان إن الغرسة مبرمجة "لإحداث تحفيز فقط عندما ترصد هذه الإشارة". وفيما يعالج أحد البرامج الصرع يتولى الآخر معالجة اضطرابات الوسواس القهري.

وانتظرت بيرسون ثمانية أشهر قبل أن تلاحظ التغييرات الأولى في تصرّفاتها، فيما تحظى نتائج هذه العملية بإشادة علمية واسعة وتجري حاليًا دراستها في جامعة بنسلفانيا لمعرفة كيف يمكن تطبيق هذه التقنية على مرضى آخرين، بحسب رسلان.

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close