الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

نجاح إطلاق أضخم تلسكوب إلى الفضاء.. ليست سوى الخطوة الأولى

نجاح إطلاق أضخم تلسكوب إلى الفضاء.. ليست سوى الخطوة الأولى

Changed

"جيمس ويب" أضخم تلسكوب في الفضاء
"جيمس ويب" أضخم تلسكوب في الفضاء (غيتي)
تخوض "ناسا"، رغم كونها معتادة جدًا على هذا النوع من المناورات، من خلال "جيمس ويب" تجربتها الأولى في مجال وضع أداة كبيرة جدًا في الفضاء.

لم يكن نجاح عملية إطلاق التلسكوب الفضائي "جيمس ويب"، السبت، سوى الخطوة الأولى لعمل جهاز المراقبة الكونية الأكثر تطورًا في تاريخ استكشاف الفضاء، إذ ينبغي عليه تنفيذ سلسلة من المناورات البالغة الأهمية قبل أن يصبح تشغيله ممكنًا في غضون بضعة أشهر.

وقال رئيس مهمات الاستكشاف العلمي في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) توماس زوربوكن لوكالة فرانس برس بعد دقائق من انفصال التلسكوب عن الطبقة العليا من صاروخ "أريان 5" السبت: "أنا سعيد ومتحمس ومرتاح، لكنني أخشى ما سيأتي، فالأمر لم ينته عند هذا الحدّ، بل هي ليست سوى البداية".

وما عزّز فرحة زوربوكن أن الألواح الشمسية الخاصة بالتلسكوب فُـتحت من دون أية صعوبات، بعد بضع دقائق فحسب من عملية الانفصال التي حصلت في الدقيقة السابعة والعشرين على انطلاق الصاروخ، عند علو 1400 كيلومتر، وسط عاصفة تصفيق من المهندسين والحاضرين داخل غرفة التحكم "جوبيتر" في مركز كورو الفضائي.

وكانت هذه الخطوة الأولى على قدر كبير من الأهمية، إذ لا يمكن تشغيل التلسكوب من دون توفير مصدر الطاقة الكهربائية هذا. لكن لا تزال أمامه طريق طويلة تبلغ مسافتها مليونًا ونصف مليون كيلومتر عليه أن يقطعها في شهر واحد،  لكي يصل إلى نقطة "لاغرانج 2"، أي أربعة أضعاف المسافة التي تفصل الأرض عن القمر.

وللوصول إلى نقطة المراقبة النهائية هذه، أجرى "جيمس ويب" عملية تصحيح المسار الأولى والأهم من ثلاث يُفترض أن ينفّذها. واقتضى ذلك تقليصًا متعمدًا للزخم الكبير الذي وفّره الصاروخ للتلسكوب من أجل الوصول إلى هدفه. وهدف هذا التقليص إلى الحؤول من دون تجاوز التلسكوب هدفه من دون أمل حقيقي في العودة، إذ لا يمكنه إبطاء مساره تلقائيًا.

"مرحلة مهمة أُنجزت"

ومساء السبت، غرّدت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، التي طوّرت التلسكوب بالتعاون مع نظيرتيها الأوروبية والكندية، على تويتر إن "مرحلة مهمة أُنجزت" مع نجاح عملية الإطلاق.

ووصفت "ناسا" الإعلان عن أن محركات التلسكوب الصغيرة دارت لمدة 62 دقيقة من دون أي مشكلات بأنه "نجاح". وستُشغَل هذه المحركات مجددًا للتوجه إلى مدار نقطة "لاغرانج 2" ثم دخوله.

ولم يكن حذر زوربوكن مصطنعًا، إذ إن "ناسا"، رغم كونها معتادة جدًا على هذا النوع من المناورات، ستخوض من خلال "جيمس ويب" تجربتها الأولى في مجال وضع أداة كبيرة جدًا في الفضاء.

والتلسكوب الذي تولّت تصنيعه شركة "نورثروب غرومان"، وكان مطويًا بطريقة تناسب غطاء رأس "أريان 5"، على شكل شرنقة يزيد قطرها قليلًا عن أربعة أمتار، سيفتح مرآة أولية طولها 6,5 أمتار، ودرعًا حرارية مرنة تبلغ مقاييسها 14 مترًا بعشرين، أي ما يعادل ملعبًا لكرة المضرب.

ويستحيل إنقاذ المركبة في حال ساءت الأمور، بسبب بُعد المسافة.

الأسبوع المقبل مهم

وسيكون الأسبوع المقبل مهمًا جدًا. فبعد نحو يومين ونصف يوم من الإطلاق، وتصحيح ثانٍ للمسار، سيُشرف المهندسون في مركز التحكّم بالتلسكوب في بالتيمور على إطلاق المنصّتين اللتين تحتويان على الدرع الشمسية.

وتتكوّن هذه الدرع من خمسة أشرعة من قماش برقّة الشعرة، وهي شرط لا غنى عنه لحُسن تشغيل "جيمس ويب" وأدواته، إذ يتطلّب عملها برودة تبلغ 230 درجة مئوية دون الصفر على الأقل.

وعندها، يرتفع الصاري التلسكوبي حاملًا المرايا التي لا تزال مطوية والأدوات لإفساح المجال لفتح المنصّتين. وقبل اقلاع الصاروخ، شرحت مهندسة أنظمة "جيمس ويب" في "نورثروب" كريستل بوغا أن "الدرع تُشبه إلى حد بعيد مظلّة الهبوط، ويجب بالتالي طيه تمامًا ليتمّ فتحه بطريقة مثالية".

ويتوقّع أن تستمرّ العملية التي تشمل فتح الأشرعة الخمسة ثمّ تمديدها، وأخيرًا تعليقها أيامًا عدة، وتبدأ بعد مرور القمر مباشرة. وتتضمّن 140 آلية لتحرير القماش وثمانية محرّكات صغيرة ونحو 400 بكرة و90 كابلًا.

أما برنامج الأسبوع الثاني بعد الإطلاق، فيلحظ فتح الحامل الثلاثي القوائم الذي تُوجد المرآة الثانوية في طرفه. وتتمثّل مهمة هذه المرآة في تركيز الضوء من المرآة الأساسية قبل توجيهه نحو مرآة ثالثة ونحو الأدوات. وسيفسح ذلك المجال لفتح المرآة الرئيسية ذات الطيّات الثلاث.

وإذا سارت الأمور على ما يرام، تبدأ بعد الوصول إلى نقطة "لاغرانج 2" مرحلة تجهيز إعداد آليات عمل أجهزة التلسكوب، وتستغرق بضعة أشهر.

ومن أبرز ما تتضمّنه هذه العملية تثبيت 18 سداسيًا بطريقة متجاذية لتشكّل سطحًا موحّدًا هو المرآة الأساسية، ويُفترض أن يحصل ذلك بدقة تصل إلى جزء من العشرة آلاف من سماكة شعرة.

كذلك تشمل هذه المرحلة معايرة الأدوات التي ستتولّى بعد ذلك الكشف عن معلومات لم تُعرف من قبل عن الكون، على أن يكون الموعد الأول لبدء العمل الفعلي في يونيو/ حزيران المقبل، أي بعد أن تكون مضت ستة أشهر على الإقلاع.

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close