Skip to main content

نجوم يرغبون بترك تشيلسي.. هكذا تدمر الحرب واحدًا من أقوى أندية العالم

السبت 12 مارس 2022

تتّجه أنظار مشجعي كرة القدم، غدًا الأحد، إلى ملعب ستامفورد بريدج في لندن حيث من المرتقب أن يواجه فريق تشيلسي ضيفه نيوكاسل ضمن الأسبوع الـ29 من الدوري الممتاز، في أول مباراة له بعد عقوبات قاسية بحق مالكه الروسي رومان أبراموفيتش. 

وأحدثت العقوبات على الملياردير الروسي زلزالًا حقيقيًا في النادي الذي انفجرت جماهيره غاضبة، بسبب الإجراءات التي يعتقد بعضهم أنها تجاوزت أبراموفيتش باتجاه "تدمير النادي"، الذي حصد لقب دوري أبطال أوروبا العام الماضي.

وبعد العقوبات على "الرجل القريب من بوتين" وتوقيف خططه لبيع النادي، شدّدت بريطانيا أمس الجمعة، على أن أي عرض لشراء تشيلسي يجب أن يتم من خلال الحكومة.

وتم تجميد الحسابات المالية، وبطاقات الائتمان التابعة للبلوز بعد تلك العقوبات، التي قضت بتجميد جميع أصول الملياردير الروسي باستثناء النادي الذي سُمح له بمواصلة "الأنشطة المتعلقة بكرة القدم". لكن تشيلسي لا يمكنه العمل بصفته مؤسسة وقد مُنع من بيع تذاكر المباريات أو البضائع.

"النزيف الكبير"

وبصورة كبيرة لأبراموفيتش، افتتحت صحيفة ذا صن صفحاتها بعنوان: نادي الخوف، ونقلت عن مدرب البلوز، توماس توخيل قوله: إن اللاعبين قلقون جدًا على مستقبلهم.

وكان أبراموفيتش واحدًا من سبعة أوليغارشيين روس تعرضوا لعقوبات من الحكومة البريطانية على خلفية الهجوم الروسي على أوكرانيا ولقربهم من الرئيس فلاديمير بوتين. وسبق للثري الروسي أن أعلن أنه سيبيع النادي الذي اشتراه في عام 2003 وحقق في عهده 19 لقبًا.

وأعلن أبراموفيتش الأسبوع الماضي أنه اتخذ القرار "الصعب للغاية" ببيع تشلسي وتعهد بأن تذهب العائدات إلى ضحايا الحرب في أوكرانيا.

من جهتها، أكد ذا صن أن النادي بدأ ينزف اقتصاديًا بشكل كبير بعد أن مُنع من بيع التذاكر والبضائع الخاصة به في متجره، كما انسحب رعاة شركة الاتصالات من صفقة قيمتها 40 مليون جنيه إسترليني في السنة. ومع ميزانية مدفوعات تقدر بنجو 28 مليون جنيه إسترليني شهريًا، بات أمام البلوز  ما يزيد قليلًا عن أسبوعين للعثور على مشترٍ جديد.

وسيطر الغضب والقلق على مشجعي النادي، حيث استنفروا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، مبدين خشيتهم من "انهيار كبير" لبطل أوروبا.

وتكبل العقوبات الآن العقود الكبيرة مع مجموعة لاعبين محترفين، كما أنها تمنع النادي من التصرف بأي صفقة محتملة، في وقت تم تحديد تكاليف السفر للمباريات خارج الديار بعشرين ألف جنيه لكل مباراة مما قد يسبب لتشيلسي مشكلة في مبارياته المقررة خارج أرضه في دوري الأبطال، أولها حين يحل ضيفًا على ليل الفرنسي الأربعاء المقبل في إياب ثمن النهائي.

وتقدر خسائر تشيلسي اليومية منذ فرض العقوبات بـ600 ألف جنيه إسترليني. كما أن شركة نايكي Nike الشهيرة تفكر في إنهاء صفقة شراكة مع البلوز  بقيمة 900 مليون جنيه إسترليني.

"هجرة جماعية"

ومع دخول الحرب الأوكرانية، أروقة النادي الكبير، بات مصير البلوز بوصفه أحد أهم الفرق الأوروبية مهدّدًا، حيث كشفت صحيفة تيليغراف أمس أن العديد من النجوم في الفريق، اتصلوا بوكلائهم المحامين لفسخ العقد، و"الهروب" من جحيم المنقلب الذي يعانيه النادي.

وفق كذلك، انتشرت على نطاق واسع الأخبار التي تتحدث عن "هجرة جماعية" للأسماء الكبيرة من النادي، الأمر الذي دفع مدرب مانشستر يونايتد رالف رانجنيك، إلى الرد على إمكانية تسلم توخيل مهمة الإشراف على الشياطين الحمر بالقول: "توخيل هو مدرب تشيلسي في الوقت الحالي. قد يكون هناك قضايا الآن تتعلق بملكية هذا النادي، لكن التكهن بشأن ترشيحه للوظيفة هنا خلال الصيف أمر غير منطقي".

من جهته أيد مدرب ليفربول يورغن كلوب، العقوبات التي فرضتها الحكومة على تشيلسي، لكنه قال: "إن هذا الأمر لا يجب أن يتحمله كل موظفي النادي، بل ثمة شخص واحد هو المسؤول، وهذا الشخص هو بوتين".

وفيما قالت ميرور البريطانية: إن أبراموفيتش يفكر باستكمال خطته لبيع النادي، قال البرلماني البريطاني جوليان نايت: "على أبراموفيتش أن يبتعد عن النادي بمسافة مليون ميل الآن". وأشار  إلى أن الأزمة يمكن أن تكون "لحظة مصيرية" إذا حصل جدل حول ملكيته لتشيلسي.

عار كبير

وتتخوف أوساط الدوري الممتاز، من ردود أفعال غير متوقعة من طرف مشجعي البلوز، ولا سيما أن بعضهم عاكس المشهد العام البريطاني في دعم أوكرانيا، حين انطلقت هتافات التحية لأبراموفيتش لحظة تصفيق الجمهور لأوكرانيا في ملعب بيرنلي خلال المباراة السابقة.

وقد فجّر هتاف جماهير تشيلسي لمالك النادي، غضب سايمون جوردان أحد كبار رجال الأعمال في بريطانيا الذين ارتبط اسمهم بكرة القدم، فوصفهم خلال مقابلة مع توك سبورت بأنّهم "حمقى دمويون"، وقال: "هذا عار كبير، فثمة مستشفى تعرضت للقصف في أوكرانيا، وعلى هؤلاء أن يكبروا، إنهم جهلة وغير محترمين". 

لكنّ المشجّعين لم يكونوا الوحيدين الذين وجهوا التحية لأبراموفيتش، فأسطورة النادي وقائده التاريخي جون تيري خرج بموقف قبل أيام، أثار غضب المتضامنين مع أوكرانيا، حيث نشر المدافع السابق، صورة له مع الملياردير الروسي في منصة تويتر، وكتب: "إنه الأفضل".

ولم يمرّ موقف تيري من دون تدخل النائب الأكثر تصويبًا على أبراموفيتش داخل مجلس العموم البريطاني، كريس براينت الذي طالب تيري بحذف الصورة، ليرد الأخير:" : "إنه النائب نفسه الذي يُزعم جمعه الثروات من نفقات أموال دافعي الضرائب، وهو نفسه الذي صوت لغزو العراق".

المصادر:
العربي
شارك القصة