Skip to main content

نحلة وذبابة وصدفة.. تعرّفوا إلى أصغر الروبوتات في العالم

الإثنين 18 يوليو 2022

ما كان ضربًا من الخيال قبل سنوات قليلة، يقترب أكثر فأكثر من أن يتحوّل إلى حقيقة وواقع، إذ إنّ استخدام الروبوتات الصغيرة أصبح أقرب من أيّ وقت مضى، وفق ما يؤكد المتخصّصون، وفي مختلف المجالات.

ففي شهر مايو/ أيار الماضي، كشف علماء أميركيون عن "أصغر روبوت متحرّك" في العالم، من المتوقّع أن ينجز مهام دقيقة للغاية في العديد من المجالات.

وهذا الروبوت هو واحد من الروبوتات الصغيرة الحجم التي تمّ ابتكارها خلال السنوات الماضية، لاستخدامها في مختلف المجالات العسكرية والطبية والصناعية.

أكثر من ذلك، تعتزم شركة "بايونت لابس" إجراء تجاربها السريرية الأولى على البشر بعد عامين فقط لاختبار روبوتات صغيرة قابلة للحقن يمكن التحكّم بها في الدماغ باستخدام تقنيات تعتمد على المغناطيس.

فالروبوت هو عبارة عن أسطوانة معدنية يبلغ طولها بضعة ميليمترات وعلى شكل رصاصة صغيرة، يتبع ببطء مسارًا مبرمجًا سلفًا عبر وعاء مليء بمادة هلامية تضاهي كثافتها ما يحويه المخّ البشري. وبمجرد الاقتراب من كيس مليء بسائل أزرق، يُدفَع الروبوت بسرعة كبيرة كالصاروخ ويخترق الكيس فيتدفق السائل.

نماذج من أصغر الروبوتات

في ما يلي ستة أمثلة بارزة عن الروبوتات الصغيرة واستخدامها:

"ميلي روبوت" (Millirobot)

ابتكر فريق من الباحثين من جامعة ستانفورد بولاية كاليفورنيا روبوت أوريغامي (مستوحى من فن طي الورق الياباني أو فن الأوريغامي)، يبلغ عرضه 7.8 مليمترات، وأطلقوا عليه اسم "ميلي روبوت".

ويستخدم الروبوت خاصية الطي/ البسط للزحف، والشقلبة، والدوران. وتُشغّل هذه الروبوتات لاسلكيًا باستخدام المجالات المغناطيسية للتحرك في مساحات ضيقة، وتحويل شكلها لتأدية المهام الطبية، مثل تشخيص الأمراض وتوصيل الأدوية، بل إجراء الجراحة. وهي جزء من اتجاه جديد في ما يُسمّى بأبحاث "الروبوت الصغير".

طائرات التجسس "الدبور الأسود" (Black hornet)

صمّم عملاق التكنولوجيا الأميركية "تيليدين" وسوّق لطائرة التجسّس "الدبّور الأسود"، لمنح جنود المشاة الاستطلاع الشخصي بالتهديدات المحتملة.

و"الدبّور الأسود" عبارة عن طائرة صغيرة للغاية لا يتعدّى حجمها راحة كف يد شخص بالغ، وتكاد لا تصدر صوتًا. ويبلغ عمر البطارية 25 دقيقة، ويصل مداها إلى كيلومترين. وتنقل هذه الطائرات من دون طيار مقاطع فيديو حية وصورًا عالية الدقة إلى مُشغّلها. وتبلغ تكلفتها 200 ألف دولار.

"النحلة الآلية" (RoboBee)

"النحلة الآلية" عبارة عن روبوت مستوحى من بيولوجيا النحلة. وهو روبوت بحجم قطعة نقدية صغيرة، وله استخدامات مستقبلية محتملة في تلقيح المحاصيل، ومهام البحث والإنقاذ والمراقبة، بالإضافة إلى مراقبة الطقس والمناخ. ويتمّ تشغيل هذا الروبوت النموذجي والتحكم فيه من خلال سلك كهربائي صغير.

"الذبابة الآلية" (RoboFly)

"الذبابة الآلية" مشابهة جدًا لـ"النحلة الآلية"، وهي عبارة عن روبوت أثقل قليلًا من عود الأسنان، وهو بحجم ذبابة حقيقية، ويتمّ تشغيله بشعاع ليزر يجب توجيهه نحو جسمه. ويأمل صانعوه أن يتمكّن في النهاية من اكتشاف تسربات الغاز، وجمع الطاقة من إشارات التردد اللاسلكي، أو استخدام بطارية صغيرة مصدرًا للطاقة.

الأصداف متناهية الصغر (Micro-scallops)

يشبه هذا الروبوت في تصميمه الصدفة المفتوحة؛ ويبلغ حجمه جزءًا صغيرًا من ملليمتر. وهو نموذج أولي مصمّم للتنقّل داخل مجرى الدم أو حول العين. وهو مخصّص للاستخدام في التطبيقات الطبية المستقبلية، مدعومًا بمجال مغناطيسي خارجي، مثل الميليروبوتات.

كبسولة "روبوت راني" العلاجية

هي عبارة عن كبسولة أرجوانية يمكن ابتلاعها، وتنتقل عبر المعدة والأمعاء لحقن أدوية مثل الأنسولين في جدار الأمعاء، حيث لا توجد مستقبلات ألم حادة.

وتشترك كل هذه الروبوتات في التحديات ذاتها إذ يصعب شحنها جميعها. ولا توجد حتى الآن تقنية بطارية صغيرة بما يكفي لتخزين الطاقة على هذه الروبوتات. وبالتالي تتمتّع هذه الروبوتات بعمر طاقة قصير، وهي بحاجة إلى سلك، أو نوع من الطاقة اللاسلكية الموجهة نحوها.

كما أنها صغيرة جدًا بحيث لا يمكن أن تحمل أدمغة اصطناعية مكتملة العناصر، كما لا يمكنها أن تكون مستقلة تمامًا. فالنحلة الآلية على سبيل المثال، يُمكن أن ترتفع لكنها غير قادرة على تحديد وجهتها بمفردها.

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة