الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

هل تكون النباتات "مفتاحًا" لتطوير علاجات السرطان في المستقبل؟

هل تكون النباتات "مفتاحًا" لتطوير علاجات السرطان في المستقبل؟

Changed

طرح البروفسور سراج زكريا، أمين عام الجمعية المصرية للجهاز الهضمي والكبد، بعض الإرشادات لمرضى السرطان (الصورة: غيتي)
هناك حاجة لفهم دور النباتات بمعالجة الأورام، والحفاظ على مصادر جديدة للأدوية، وضمان عدم الإفراط في استغلال الموارد النباتية.

تعتمد رعاية مرضى السرطان على العلاجات المعقدة التي تشتمل على مواد مشعة وأدوية متطورة، وقد باتت بعيدة كل البعد عن العلاجات السابقة القائمة على النباتات والأعشاب.

ومع ذلك، قال علماء لصحيفة "الغارديان" البريطانية: إن هناك حاجة لفهم دور النباتات بمعالجة الأورام، والحفاظ على مصادر جديدة للأدوية، وضمان عدم الإفراط في استغلال الموارد النباتية، مضيفين أن العالم الطبيعي لا يزال لديه الكثير ليعلمنا إياه حول معالجة الأمراض.

وفي هذا الإطار، أوضحت ميلاني هوس، الباحثة في "كيو غاردنز" (Kew Gradens) في لندن أنه  "تمّ تطوير دواء فعال مضاد للسرطان يسمى باكليتاكسيل (Paclitaxel)، من شجرة الطقسوس (yew tree) في المحيط الهادئ".

وأوضحت هوس أن الدواء كان يعتمد على مادة كيميائية تنتج بكميات قليلة، وأنه كان لا بدّ من قطع مئات الأشجار لتطوير الدواء. ونتيجة لذلك، تمّ تصنيف الشجرة الآن على أنها مهددة بالانقراض.

ومع ذلك، وفّر بعض علماء النبات حلًا لهذا الأمر، حيث أشارت هوس إلى أنه: "منذ ذلك الحين، تمّ العثور على دواء مشابه بتركيزات أعلى في الطقسوس ويستخدم الآن، مع ضرر بيئي أقلّ بكثير، لصنع باكليتاكسيل، وهو علاج لسرطان المبيض والثدي. وكان للبحوث دور أساسي لفهم بيولوجيا النبات، وكان لها تأثير رئيسي على علاج السرطان".

أفكار جديدة

وفي سياق متصل، قالت سوزان شورت، الأستاذة في جامعة ليدز: إن "هناك الكثير من أنواع الأورام المختلفة وأنواع الأورام الفرعية التي يتمّ اكتشافها، لذلك ما زلنا بحاجة إلى أفكار جديدة وأدوية جديدة".

وتقود شورت تجربة بريطانية واسعة النطاق على دواء "ساتيفيكس" (Sativex) القائم على الحشيش، من أجل علاج المرضى الذين يعانون من أورام عدوانية في الدماغ.

وتقيم التجربة تأثير الدواء، الذي يستخدم أيضًا في علاج التصلب المتعدد، ويتم إعطاؤه بشكل رذاذ عن طريق الفم، للأشخاص الذين يخضعون للعلاج الكيميائي.

وأضافت شورت: "سنقوم بعلاج المرضى الذين نمت أورام دماغهم الأولية مرة أخرى بعد العلاجات الكيميائية، لمعرفة ما إذا كانت إضافة هذا الدواء النباتي إلى العلاج الكيميائي اللاحق تساعد على إبقائهم على قيد الحياة لفترة أطول، ومعرفة ما إذا كانت ستتحسن حالتهم".

ومن الواضح أن العلاجات النباتية لها دور حيوي تلعبه في علاجات السرطان، وهو ما أكدته هوس، التي قالت إنه "حتى اليوم، لم يتمكن العلماء من تصنيع بعض الأدوية لأنها معقّدة للغاية، لذلك ما زلنا نعتمد على النباتات لأدوية السرطان الرئيسية".

وفي أمثلة على النجاحات السابقة، أشارت هوس إلى "فينبلاستين" و"فينكريستين"، وهما دواءان مهمان للغاية يستخدمان لعلاج سرطان الغدد الليمفاوية وسرطان الجلد والعديد من أنواع السرطان الأخرى. والمصدر الوحيد لهذه الأدوية، هو مستخلصات موجودة بنوع محدد من الورد باسم "بيريوينكل" (periwinkle)، وموطنها الأصلي مدغشقر، ولكنها نمت في جميع أنحاء العالم باعتبارها نبات للزينة.

وقال هوس: "تم استخدام هذه النبتة في الأصل علاجًا تقليديًا لمرض السكري، لكن الأبحاث اللاحقة أظهرت أن لها خصائص محتملة مضادة للسرطان".

ولا تقتصر فعالية المستخلصات النباتية على إنتاج أدوية السرطان، بل تنسحب على عدد آخر من الأمراض، على غرار "الأرتيميسينين" (Artemisinin)، وهي مستخلص من نبات الشيح الحلو، ويستخدم في الطب الصيني التقليدي، والذي أثبت فعاليته في علاج الملاريا.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close