الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

هل منعت إسرائيل أوكرانيا من شراء "بيغاسوس" خوفًا من غضب روسيا؟

هل منعت إسرائيل أوكرانيا من شراء "بيغاسوس" خوفًا من غضب روسيا؟

Changed

حلقة من برنامج "للخبر بقية" تناقش فضيحة التجسس العالمية "بيغاسوس" في يوليو الماضي (الصورة: غيتي)
كشفت تقارير إعلامية أن إسرائيل رفضت منح أوكرانيا ترخيص برنامج التجسس "بيغاسوس" الذي طورته مجموعة "إن إس أو" الإسرائيلية لأوكرانيا لأنها تحجم عن استفراز روسيا.

يُزعم أن إسرائيل منعت أوكرانيا من شراء برنامج التجسس "بيغاسوس" الذي طوّرته مجموعة "إن إس أو" الإسرائيلية خوفًا من غضب المسؤولين الروس من بيع أداة القرصنة المتطورة لـ"عدو إقليمي"، وفقًا لما نقلته صحيفة "الغارديان" عن مطلعين.

ويقدم خبر المنع الذي أشارت إلية صحيفة "واشنطن بوست" أيضًا، إشارة إلى الطريقة التي تقوض بها علاقة إسرائيل مع روسيا في بعض الأحيان قدرات أوكرانيا الهجومية بشكل متناقض مع أولويات الولايات المتحدة.

وانتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موقف إسرائيل منذ أن شنت روسيا هجومها الدامي على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط، قائلًا في خطاب أخير أمام أعضاء الكنيست الإسرائيلي إن على إسرائيل "تقديم إجابات" حول سبب قيامها بذلك. ولم تقدم إسرائيل مساعدة عسكرية لأوكرانيا كذلك لم تفرض أي عقوبات على روسيا. 

حرمان أوكرانيا من أداة التجسس

وأوضح أشخاص مطلعون على الأمر، عبر الصحيفة، أنه منذ عام 2019 على الأقل، ضغط المسؤولون الأوكرانيون على إسرائيل لمحاولة إقناعها بمنحها ترخيص استخدام أداة التجسس.

لكن هذه الجهود قوبلت بالرفض ولم يُسمح لـمجموعة "إن إس أو" (NSO) بتسويق أو بيع برامج التجسس الخاصة بالشركة إلى أوكرانيا.

وقال المطلعون على الأمر إنه في معظم الحالات الروتينية، تقوم وزارة الدفاع الإسرائيلية أولاً بتسويق "بيغاسوس" (Pegasus) إلى عميل حكومي، وبعد المراجعة، إما تسمح ببيع التكنولوجيا أو تمنعها.

ونقلت "الغارديان" عن مسؤول كبير في المخابرات الأوكرانية قوله: "إن قرار إسرائيل جعل المسؤولين الأوكرانيين يشعرون بالارتباك". وقال المسؤول: "إنه ليس لديه رؤية كاملة لسبب حرمان أوكرانيا من الوصول إلى أداة التجسس القوية"، لكنه أضاف أنه "يعتقد أن الحكومة الأميركية تدعم جهود أوكرانيا".

ولفتت مصادر الصحيفة إلى أن قرار إسرائيل يعكس إحجامًا عن إثارة استفزاز روسيا، التي تربطها علاقة استخباراتية وثيقة بإسرائيل، بحسب الصحيفة. وقالت المصادر: "إن إسرائيل تخشى أن يُنظر إلى منح أوكرانيا القدرة على استهداف أرقام الهواتف المحمولة لأشخاص في روسيا عبر نظام بيغاسوس، على أنه عمل عدواني ضد أجهزة المخابرات الروسية".

ولم تكن هذه هي المرة الوحيدة التي يُحرم فيها أحد الأعداء الإقليميين الرئيسيين لروسيا من الوصول إلى "بيغاسوس".

فبحسب "الغارديان"، حصلت إستونيا، وهي عضو في حلف شمال الأطلسي، على حق الوصول إلى برنامج التجسس عام 2019 ولكن تم إبلاغها من قبل الشركة المطورة في أغسطس/ آب من ذلك العام أن الشركة لن تسمح للمسؤولين الإستونيين باستخدام برامج التجسس ضد أهداف روسية.

اعتبارات أمنية واستراتيجية

وبدورها قالت "إن أس أو": "إنها لا تزال تتعرض لتقارير إعلامية غير دقيقة بشأن العملاء المزعومين، والتي تستند إلى الإشاعات والتلميحات السياسية والكذب".

كما ردت وزارة الدفاع الإسرائيلية أمس الثلاثاء في بيان، جاء فيه "إن إسرائيل تنظم تسويق وتصدير المنتجات السيبرانية وفقًا لقانون مراقبة الصادرات الدفاعية لعام 2007".

وأضافت: “تأخذ قرارات السياسة المتعلقة بضوابط التصدير الاعتبارات الأمنية والإستراتيجية في الحسبان، والتي تشمل الالتزام بالترتيبات الدولية. وكسياسة عامة، توافق إسرائيل على تصدير المنتجات الإلكترونية حصريًا إلى الهيئات الحكومية للاستخدام القانوني ولغرض منع الجرائم والتحقيق فيها ومكافحة الإرهاب فقط، بموجب بيانات الاستخدام المقدمة من قبل الحكومة المكتسبة".

لكن ميخايلو فيدوروف، نائب رئيس الوزراء الذي يشرف على التكنولوجيا الرقمية لأوكرانيا، قال: "لا تشارك حكومة إسرائيل في الوقت الحالي في أي نقاش أو تسهيل يتعلق بالتكنولوجيا الهجومية، لكن لدينا محادثات مستمرة مع الكثير من الشركات الإسرائيلية في السوق وهم في مراحل مختلفة". وأضاف: "لدينا قدرة كافية على مواصلة الفوز ونضيف أدوات جديدة، بما في ذلك الأدوات الناشئة، كل يوم".

وكانت القناة 12 الإسرائيلية قد كشفت عن طلب أوكرانيا للحصول على "بيغاسوس". كما رفضت إسرائيل بيع نظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي لأوكرانيا العام الماضي، حسبما أفاد موقع "واي نت"  الإخباري الإسرائيلي مؤخرًا. 

ما هو "بيغاسوس"؟

و"بيغاسوس" هو برنامج قرصنة أو تجسّس، طوّرته شركة "إن إس أو" الإسرائيلية، وسوّقت له ومنحت رخصة استخدامه لعدد من الحكومات في جميع أنحاء العالم.

ويستطيع البرنامج اختراق مليارات الهواتف التي تعمل بأنظمة تشغيل "أي أو إس" و"أندرويد". وبدأت شركة "إن إس أو" باستغلال الثغرات الأمنية في برنامج "آي مسج" من شركة "أبل"، للوصول إلى مئات الملايين من أجهزة "آيفون" لكن "أبل" قالت إنها أصلحت الثغرة.

فضيحة "بيغاسوس"

وقبل أشهر، تحوّل "بيغاسوس"، الحصان المجنح في الأساطير الإغريقية، إلى عنوان فضيحة تجسّس عالمية أبطالها شركة إسرائيلية، وزبائن هذه الشركة من حكومات تسعى للتجسس على معارضيها.

وكشف تحقيق نشره في 18 يوليو/ تموز كونسورسيوم يضم 17 وسيلة إعلام دولية أن برنامج "بيغاسوس" أتاح التجسس على أرقام هواتف ما لا يقل عن 180 صحافيًا و600 سياسي وسياسية و85 ناشطًا حقوقيًا، إضافة إلى 65 رئيس شركة من دول مختلفة.

وأثارت التقارير الصحافية التي كشفت استعمال عدد من الدول برنامج "بيغاسوس" الإسرائيلي للتجسس على الهواتف ردود فعل وتداعيات داخل الدول التي شاركت حكوماتها في استعماله لاستهداف ناشطين وصحافيين ومعارضين، في حين توسّعت التداعيات لتشمل العلاقات بين بعض الدول.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close