الأربعاء 15 مايو / مايو 2024

هوس الماضي.. تفاصيل مثيرة عن روسي قاد بوتين إلى قرار الحرب

هوس الماضي.. تفاصيل مثيرة عن روسي قاد بوتين إلى قرار الحرب

Changed

تقرير يرصد ما الذي يدور في عقل الرئيس الروسي في الذكرى العاشرة لولايته الثانية (الصورة: غيتي)

أصبح بوتين يعتقد حقًا أنه هو الوحيد القادر على إنقاذ روسيا، وأن الأشخاص من حوله يحتمل أن يحبطوا خططه، ولا يمكنه الوثوق بهم أيضًا.

كشف الصحافي الروسي البارز ميخائيل زيغار، مؤلف كتاب "كل رجال الكرملين" أحد أكثر الكتب مبيعًا في روسيا، تفاصيل مثيرة حول دور شخصية روسية مقرّبة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قرار الهجوم الروسي على أوكرانيا.

كما تحدّث عن عزلة بوتين خلال السنتين الماضيتين، منذ بدء جائحة كوفيد-19، وإحاطة نفسه بعدد قليل من الأشخاص الذين وصفهم زيغار بـ"المتملّقين".

وأوضح زيغار في مقال لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن ما سمعه من عدد من رجال أعمال رفيعي المستوى ومصادر مطلعة من داخل الكرملين عن سلوك بوتين خلال العامين الماضيين "يُنذر بالخطر".

وأبلغته المصادر التي طلبت جميعها عدم الكشف عن هوياتها، أن قرار الهجوم على أوكرانيا جاء نتيجة قيام بوتين بعزل نفسه عن محيطه، وإيمانه العميق بضرورة استعادة الهيمنة الروسية على أوكرانيا، وقراره بإحاطة نفسه بـ"المنظّرين والمتملّقين".

من هو كوفالتشوك؟

وكشفت المصادر لزيغار أن بوتين أمضى ربيع وصيف عام 2020 في عزلة تامة في مقر إقامته في فالداي، وهي بلدة تقع في منتصف الطريق تقريبًا بين موسكو وسانت بطرسبرغ، يرافقه في حينه يوري كوفالتشوك، وهو أكبر مساهم في بنك روسيا، ويسيطر على العديد من وسائل الإعلام المعتمدة من الدولة، وكان صديق بوتين المقرب والمستشار الموثوق منذ التسعينيات.

يوري كوفالتشوك
يوري كوفالتشوك (غيتي)

وأشارت المصادر إلى أنه بحلول عام 2020، أثبت كوفالتشوك نفسه باعتباره الرجل الثاني بحكم الأمر الواقع في روسيا، والأكثر نفوذًا بين المقربين من بوتين.

وكوفالتشوك، حاصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء، معروف بتأييده نظريات المؤامرة المعادية للولايات المتحدة.

وقال الصحافي البارز: "يبدو أن هذه النظرية باتت موجودة لدى بوتين أيضًا"، مضيفًا أنه منذ صيف عام 2020، لم ينفصل بوتين وكوفالتشوك تقريبًا، وكان الاثنان يخططان معًا لاستعادة عظمة روسيا.

"هوس بالماضي"

وقالت مصادر على دراية بمحادثات بوتين مع مساعديه خلال العامين الماضيين، إن "بوتين فقد تمامًا الاهتمام بقضايا الحاضر، على غرار الاقتصاد والقضايا الاجتماعية، ووباء كورونا، وبدلًا من ذلك، أصبح بوتين وكوفالتشوك مهووسان بالماضي".

ونقل زيغار عن دبلوماسي فرنسي قوله إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اندهش عندما ألقى بوتين محاضرة مطوّلة عن التاريخ خلال إحدى محادثاتهما الشهر الماضي.

وقال الصحافي إن "بوتين يعتقد أنه في وضع تاريخي فريد يمكنه من خلاله أن يتعافى أخيرًا من سنوات الذل السابقة التي أعقبت سقوط الاتحاد السوفياتي"، مضيفًا أن بوتين وكوفالتشوك يعتقدان أن الغرب استغلّ ضعف روسيا في تلك الفترة لدفع حلف شمال الأطلسي "الناتو" إلى أقرب مكان ممكن من حدود البلاد.

وأضاف: "من وجهة نظر بوتين، الوضع اليوم هو عكس السابق: فالغرب هو الضعيف، وحان الوقت لروسيا للانتقام لإهانات التسعينيات".

"يبدو أنه لا يوجد أحد مقرب منه يخبره أن هذا غير صحيح"، وفقًا لزيغار الذي نقل عن أشخاص يعرفون بوتين قولهم إن "الرئيس الروسي لم يعد يلتقي بأصدقائه لتناول المشروبات وإقامة حفلات الشواء. وفي السنوات الأخيرة، وخاصة منذ بداية الوباء، قطع بوتين معظم اتصالاته مع مستشاريه وأصدقائه، وبات معزولًا وبعيدًا حتى عن معظم حاشيته القديمة".

وفرض حرّاس بوتين بروتوكولًا صارمًا إذ لا يسمحون لأي شخص برؤيته من دون الخضوع للحجر الصحي لمدة أسبوع. ويشمل هذا الإجراء إيغور سيتشين، الذي كان في السابق السكرتير الشخصي لبوتين، ويرأس الآن شركة النفط المملوكة للدولة "روزنفت".

ووفقًا لزيغار، عمل بعض أعضاء الوفد المرافق لبوتين منذ فترة طويلة لإقناعه بأنه الشخص الوحيد الذي يمكنه إنقاذ روسيا، وأن كل زعيم محتمل آخر لن يؤدي إلا إلى فشل الدولة. كانت هذه هي الرسالة التي سمعها الرئيس منذ عام 2003، عندما كان يفكر في التنحي.

والآن أصبح بوتين يعتقد حقًا أنه هو الوحيد القادر على إنقاذ روسيا، وأن الأشخاص من حوله يحتمل أن يحبطوا خططه، ولا يمكنه الوثوق بهم أيضًا.

ورأى زيغار أن روسيا الآن باتت معزولة وخاضعة للعقوبات، وحدها ضد العالم، وتبدو وكأنها يُعاد تشكيلها على صورة رئيسها، وأن بوتين يعتقد أن العزلة الكاملة ستجعل جزءًا كبيرًا من العناصر غير الموثوقة تغادر روسيا.

وخلال الأسبوعين الماضيين، هرب المثقفون المحتجون على الهجوم الروسي على أوكرانيا بسرعة من البلاد.

ووفقًا لزيغار، يبدو أن مغادرة المناهضين للحرب "ستجعل روسيا أقوى من وجهة نظر بوتين وكوفالتشوك".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close