روى طبيب من قطاع غزة، لم يترك مركز عمله منذ 6 أيام، ما حل بعائلته بعد استهدافها في القصف الإسرائيلي، الذي يتواصل لليوم الرابع عشر على القطاع مخلفًا آلاف الشهداء من المدنيين.
وشتت العدوان الإسرائيلي العائلات في غزة، وقطع أوصالها، ما بين شهيد ومفقود ونازح، لاسيما في المناطق الشمالية للقطاع، بعد تعمده استهداف المجمعات السكنية، وتدمير المنازل على رؤوس سكانها.
طفلان ناجيان من العائلة
وقال الطبيب من مركز عمله لمراسل "العربي"، "اتصل بي أحد الزملاء، وأبلغني باستشهاد أخي وزوجته، وأطفالهما وبعد جهد وعناء وصلت المستشفى لأجد طفلين من أصل ستة منهم على قيد الحياة".
وأضاف الطبيب: "أحد الطفلين، يبلغ 14 من عمره، يمكث منذ 6 أيام في العناية الطبية حيث يخضع لتنفس اصطناعي، وحالته صعبة جدًا، أما شقيقته الناجية الأخرى فقد تعرضت لإصابة تسببت لها بكسور معقدة، وهي تحتاج لعملية نتيجة مضاعفات تلك الإصابة".
وروى الطبيب الفلسطيني أنه لم يترك عمله منذ 6 أيام، وهو يشرف كذلك على علاج الطفلين، اللذين يمكثان في غرفة قريبة منه، وهما المتبقيان من أسرة شقيقه".
وأوضح الطبيب :"لم يكن أخي مطلعًا على السياسة، ولا علاقة تربطه بالمقاومة في قطاع غزة، بل كان محاضرًا في الجامعة الإسلامية، ويعمل في جمعية تابعة لدار الأيتام".
إبادة وأزمة إنسانية
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الدفاع المدني في القطاع الرائد محمود بصل لـ"العربي": إن غزة تباد، لافتًا إلى أن جيش الاحتلال ما يزال يستهدف منازل المواطنين في قطاع غزة دون سابق إنذار، ما يؤدي إلى سقوط عدد كبير من الشهداء.
والأربعاء، أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، أن الوضع في غزة "خارج السيطرة" بسبب العجز عن إيصال مساعدات إنسانية جاهزة للتسليم. وقال غيبرييسوس: "مع كل ثانية نتأخر فيها في إدخال المساعدة الطبية نخسر أرواحًا"، مشددًا على أن الإمدادات الطبية عالقة منذ أيام عند الحدود بين مصر وقطاع غزة.