Skip to main content

وزير الخارجية القطري في طهران.. ما هو دور الدوحة في حل أزمات المنطقة؟

الخميس 27 يناير 2022

يزور وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني طهران، بعد أسبوعين من زيارة مماثلة لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان للدوحة. 

وينشط الحراك الدبلوماسي القطري على خط أزمة الاتفاق النووي الإيراني، في الوقت الذي يبدي فيه الطرفان الأميركي والإيراني استعدادهما للجلوس على طاولة الحوار. 

ويصر الإيرانيون على أن ينتهي خط التفاوض في الملف النووي برفع جميع العقوبات، لكن يبدو التفاوض مفتوحًا على أكثر من اتجاه، حيث تحاول زيارة الوزير القطري القبض على مفاتيح جديدة للحل وسحب التوتر في الإقليم.

مهمة جديدة للدوحة

ويتحدث وزير الخارجية القطري بلهجة التهدئة، ففي طهران قد تختبر الدوحة مهمة احترفتها في الإقليم في أكثر من مرة، مذللة أكثر من عقبة ومتممة أكثر من صفقة صعبة.

وفي غضون أيام قليلة يصل أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى واشنطن، وقد يمر مدخل الحل لأزمات المنطقة عبر وساطة الدوحة.

لكن العقدة الأصعب هي في فيينا، حيث يتقدم التفاوض بطيئًا فيما يعجز رعاته الأوروبيون منذ جولات أن ينتهي باتفاق ناجز.

وبعد تعثر الأوروبيين، يبدو أن الأميركيين كما الإيرانيين يبحثون الآن عن صيغة وصل جديدة. وللمفاوضين في واشنطن شروط جديدة حتى لا تنهار المفاوضات، وهي إطلاق سراح السجناء الذين يحملون جنسيات أميركية وأوروبية.

دور قطر

في هذا السياق، يشير أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة قطر محجوب زويري إلى أن قطر يمكن أن تلعب دورًا بارزًا في الملف النووي الإيراني، اعتمادًا على مبدأين أساسيين، الأول هو أن الدوحة أيدت الاتفاق النووي عام 2015 ودعت بشكل واضح إلى منطقة خالية من الأسلحة النووية. أمّا الأمر الثاني فهو أنه عند انسحاب الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترمب من الاتفاق، عبرت الدوحة بشكل غير مباشر عن عدم رضاها عن ذلك الانسحاب.

وقال زويري في حديث إلى "العربي" من الدوحة: "إن قطر اعتبرت أن انسحاب ترمب من الاتفاق يضع المنطقة وأمنها واستقرارها في مخاض صعب، وبالتالي لديها مصداقية في أنها منسجمة مع نفسها في الموقف من الاتفاق النووي".

واعتبر أن هناك جملة من القضايا العالقة بين إيران وأميركا وهي التي تعرقل الوصول إلى اتفاق. وأضاف: "تجبر الولايات المتحدة دولًا مثل اليابان وكوريا الجنوبية والعراق على عدم دفع عوائد نفطية تقدر بنحو 22 مليون دولار".

وتابع: "تطالب إيران تحديدًا بمبلغ مليار دولار تُدفع للمصرف المركزي للحفاظ على سعر العملة، لكن أميركا وافقت فقط على 18 مليون دولار دفعت للأمم المتحدة لكي تستعيد إيران حقها بالتصويت". 

وأشار زويري إلى دور الدوحة في حل ملف الأسرى مزدوجي الجنسية لدى إيران. واعتبر أن المقصود من الوساطة القطرية هو تخفيف الضغوط في الملف النووي.

الملف النووي هو الأساس

من جهته، اعتبر الدبلوماسي الإيراني السابق هادي أفقهي أن المفاوضات في فيينا هي الموضوع الأساس في الوساطة القطرية. وأشار إلى أن موضوع إطلاق السجناء هو موضوع هامشي، لافتًا إلى أن طهران لا تمنع تسليم سجناء. 

وقال في حديث إلى "العربي" من طهران:"أتصور أن هذه الوساطة هي الأقوى من بين ثلاث وساطات، حيث سبقتها زيارة وزير الخارجية العراقي وزيارة وكيل وزارة الخارجية العماني وزيارة مساعد المنسق العام للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي إنريكي مورا".

ولفت أفقهي إلى أن إيران تقبل بمفاوضات مباشرة مع أميركا في حال وجود اتفاق جيد بالنسبة لها. واعتبر أن العلاقة الوطيدة بين إيران وقطر تخول الأخيرة حمل الرسائل الإيرانية بثقة، لكن إيران لن توافق على اتفاق مؤقت ولا على رفع العقوبات الأميركية بالتقسيط.

ورأى أفقهي أن الوساطة القطرية قد تحمل مقترحات جديدة على رأسها التفاوض المباشر. 

مخاوف شركاء أميركا 

بدورها، تمنّت الباحثة في شؤون الشرق الأوسط في جامعة كوينسي، أنيل شيلاين، أن تستطيع قطر القيام بهذه الوساطة، لكنها لفتت إلى وجود بعض المخاوف ولاسيما مخاوف شركاء أميركا في الخليج على المستوى الأمني من احتمال التوصل لاتفاق مع إيران.

وقالت في حديث إلى "العربي" من واشنطن: "ربما قد لا تحمل بعض الأطراف الخليجية الكثير من الثقة في الدوحة للتعبير عن هواجسها ومخاوفها". 

واستبعدت شيلاين أن تكون واشنطن تعّول على الدوحة في ملف المعتقلين في إيران، لكنها اعتبرت أن واشنطن ستكون مهتمة أكثر إذا كانت الدوحة قادرة على التوسط في المفاوضات المباشرة حول الملف النووي. 

ولفتت إلى أن الإدارة الجديدة في طهران قد لا تكون مهتمة بإنجاز الملف النووي سريعًا.

المصادر:
العربي
شارك القصة