تتقلص المساحات الخضراء بشكل متسارع في قطاع غزة، حتى باتت بالكاد تُرى وسط المدن، مع زيادة الكثافة السكانية وأمام الزحف الإسمنتي العمراني.
وتحاول البلديات والسلطات المحلية الحد من آثار هذه المعضلة عبر حملات التشجير بزراعة ما يفوق 40 ألف شتلة سنويًا في الطرق العامة وداخل المرافق الصحية والتعليمية وغيرها من مؤسسات القطاع الخاص.
كما أنّ لدى البلديات مشاتل خاصة تنتج ما يزيد عن 230 صنفًا من النباتات الظلية والداخلية، وتوزع الآلاف منها بالمجان للتشجيع على الزراعة وتوسيع المساحات الخضراء للحد من التلوث الهوائي والبصري في المدينة.
مع ذلك، تواجه الفرق الزراعية صعوبات جمّة، حيث يتحدّث رائد لبد، رئيس قسم الحدائق في بلدية غزة، عن مشكلتين أساسيتين، تكمنان في مسألة الري وسط المدينة، إضافة إلى سلوك بعض المواطنين الخاطئ، وكذلك التخريب المتعمد لشبكة الريّ.
مشاتل خاصة بوزارة الزراعة
وثمّة مشاريع أخرى جديدة لدى وزارة الزراعة تسعى من خلالها إلى توسعة مشاتل خاصة بها في محافظات عديدة، ويبدو أنّ لديها دوافعها أيضًا في الإسراع بتنفيذ هذه المشاريع.
ويرى أدهم بسيوني، المتحدث باسم وزارة الزراعة في القطاع، خلال حديث إلى "العربي"، أن الاحتياجات للمشاتل الخضراء تتزايد باستمرار مع ارتفاع عدد السكان وزيادة المؤسسات التي تفتتح بالتزامن مع النمو الطردي لعدد السكان، ما يدفع الوزارة لزيادة الطاقة الإنتاجية.
لكن، إلى جانب العمل على زيادة المشاتل، تبرز أيضًا الحاجة الأهمّ، وهي تخصيص مناطق خضراء لها ووقف التعدّي على ما تبقى منها لمنافع خاصة، بحسب ما ينقل مراسل "العربي".
تأثير الحملات
وفي هذا السياق، يلفت حسني مهنا، مسؤول الإعلام في بلدية غزة، إلى أنّ البلدية تبذل جهودًا كبيرة في مكافحة التصحر وسط ارتفاع الكثافة السكنية، لا سيما أن غزة تعد من أكثر مدن العالم اكتظاظًا بالسكان، وهذا ما يدفع البلدية لرفع معدلات التشجير، وزراعة المناطق المفتوحة.
ويوضح مهنا، في حديث إلى "العربي"، من غزة، أن البلدية عملت على توسيع المشتل الخاص بها لإنتاج النباتات، إضافة إلى القيام بمجموعة من البرامج التربوية والبيئية بهدف التشجيع على عملية التشجير، التي باتت تمتد على مساحة 19 كيلومتر عامودي من شوارع القطاع.
ويكشف مهنا أن هناك أكثر من 300 ألف شجرة، ونبتة مزروعة في مختلف أنحاء مدينة غزة، وهي تساعد على تحسين نوعية الهواء، وإضافة راحة نفسية للمواطنين.