السبت 27 يوليو / يوليو 2024

وسط ترحيب المجلس العسكري.. فرنسا تقرر سحب سفيرها وقواتها من النيجر

وسط ترحيب المجلس العسكري.. فرنسا تقرر سحب سفيرها وقواتها من النيجر

شارك القصة

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول قرار فرنسا سحب قواتها من النيجر (الصورة: غيتي)
رحب المجلس العسكري الحاكم في النيجر بإعلان فرنسا اعتزامها سحب قواتها من البلاد بحلول نهاية العام، معتبرًا ذلك "خطوة جديدة باتجاه السيادة".

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الأحد، أن بلاده قررت سحب قواتها من النيجر بعد انقلاب يوليو/ تموز في الدولة الواقعة بغرب إفريقيا، فيما رحب المجلس العسكري الحاكم  بهذه الخطوة، معتبرًا ذلك "خطوة جديدة باتجاه السيادة".

وأضاف ماكرون أن القوات الفرنسية التي يبلغ قوامها 1500 ستنسحب من النيجر بحلول نهاية العام، وأن فرنسا القوة الاستعمارية السابقة في النيجر، ترفض "أن تكون رهينة للانقلابيين".

ويرفض الرئيس الفرنسي الاعتراف بالمجلس العسكري باعتباره السلطة الشرعية في النيجر، لكنه قال إن باريس ستنسق سحب القوات مع قادة الانقلاب.

وقال ماكرون في حديث لقناتي "تي.إف1" و"فرانس 2" التلفزيونيتين: "سنتشاور مع الانقلابيين لأننا نريد أن تسير الأمور بهدوء".

وأضاف أن باريس سحبت أيضًا السفير الفرنسي الذي سيعود إلى البلاد خلال الساعات القليلة المقبلة.

وبعد أن رفض ماكرون على مدى أسابيع أن يستدعي السفير سيلفان إيتيه الذي كان النظام العسكري النيجري يطالب برحيله، قرر الرئيس الفرنسي أخيرًا أن يضع حدًا لهذا الوضع.

وقال: إنه لا يزال يعتبر الرئيس المنتخب ديمقراطيًا محمد بازوم، الذي يحتجزه حاليًا قادة الانقلاب، الزعيم الشرعي للبلاد، مشيرًا إلى أنه أبلغه بقراره.

"خطوة جديدة باتجاه السيادة"

من جانبه، رحب المجلس العسكري الحاكم في النيجر بإعلان فرنسا اعتزامها سحب قواتها من البلاد بحلول نهاية العام، معتبرًا ذلك "خطوة جديدة باتجاه السيادة".

وقال المجلس في بيان تلي عبر التلفزيون الوطني: "ستغادر القوات الفرنسية وكذلك السفير الفرنسي أراضي النيجر بحلول نهاية العام. هذه لحظة تاريخية تشهد على تصميم الشعب النيجري وإرادته".

وأضاف أن "أي شخص أو مؤسسة أو كيان يهدد وجوده مصالح... بلدنا سيتعين عليه مغادرة أرض أجدادنا شاء ذلك أم أبى".

وتقلص نفوذ فرنسا في مستعمراتها السابقة بغرب إفريقيا في السنوات الأخيرة، فيما تزايد الانتقاد الشعبي اللاذع لها.

وطُردت القوات الفرنسية من مالي وبوركينا فاسو المجاورتين منذ الانقلاب الذي وقع في كل منهما، الأمر الذي قلل دور باريس في الحرب الدائرة في المنطقة على تمرد المتشددين.

وظلت النيجر شريكًا أمنيًا رئيسيًا لفرنسا والولايات المتحدة اللتين استخدمتاها قاعدة لمحاربة التمرد في منطقة الساحل بغرب إفريقيا ووسطها إلى أن وقع بها الانقلاب.

تزايد الوجود الروسي

وأصبحت القاعدة العسكرية الفرنسية في نيامي عاصمة النيجر مركزًا للاحتجاجات المناهضة لفرنسا منذ انقلاب 26 يوليو.

وتنظم مسيرات بانتظام في الشوارع المحيطة بالقاعدة للمطالبة بطرد القوات المتمركزة في العاصمة. ونظم عشرات الآلاف احتجاجًا على فرنسا هذا الشهر، وحملوا خلاله نعوشًا ملفوفة بالعلم الفرنسي.

ولوح متظاهرون مؤيدون للانقلاب في نيامي بالأعلام الروسية، مما زاد مخاوف الدول الغربية من أن النيجر يمكن أن تحذو حذو مالي، وتستعيض عن قواتها بمقاتلي فاغنر الروسية.

وقبل وفاته في حادث تحطم طائرة الشهر الماضي، قال رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجن على وسائل التواصل الاجتماعي إنه سيجعل روسيا بلدًا أكثر عظمة في كل القارات وستكون إفريقيا أكثر حرية. ولا يزال مصير مجموعة فاغنر غير واضح منذ وفاته.

وتنشط فاغنر أيضًا في جمهورية إفريقيا الوسطى وليبيا. وتقول دول غربية إنها موجودة أيضًا في السودان، لكن الجماعة تنفي ذلك. ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى العودة إلى النظام الدستوري في النيجر.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close