أثار موقف فلسطين في منظمة "حظر الأسلحة الكيماوية"، أمس الأربعاء، جدلًا واسعًا، بعد تصويتها ضد قرار لتعليق عضوية النظام السوري في المنظمة وحرمانه من حق التصويت أو الترشح باسم سوريا لشغل أي منصب داخل المنظمة.
وفتح موقف المندوبة الدائمة لفلسطين لدى المنظمة روان سليمان نقاشًا واسعًا حول سياسات السلطة الفلسطينية تجاه النظام السوري، خصوصًا بعد انتشار سجلات ووثائق تثبت انتهاكه لحقوق الإنسان في سوريا، ولا سيّما من خلال استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين.
وبالإضافة لفلسطين، صوتت أيضًا كل من الصين وروسيا والعراق ضد مشروع القرار الذي يجرم نظام الأسد ويحرمه من ممارسة كافة صلاحياته داخل المنظمة.
وصمة عار على جبين المسؤولين الفلسطينيين
وتعرضت السلطة الفلسطينية لموجة واسعة من الانتقادات في أوساط الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اتهموا السلطة بمناصرة نظام الأسد وممارسة تناقض فجّ في السياسات، واصفين موقف فلسطين بأنه وصمة عار على جبين المسؤولين.
وفي هذا السياق، رأى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنّه "كان مؤلمًا أن يصوّت مندوب السلطة الفلسطينية ضد القرار الذي يحاول إنصاف السوريين ودعم حقوقهم".
وأضاف: "كان الأجدر به أن يصوت لصالح هذا القرار، أو أن يكتفي بالانضمام إلى 35 دولة التزمت الصمت بدل أن يقدم شهادة زور مؤسفة، بل دعمًا للمجرم باستخدام السلاح الكيميائي ضد الشعب السوري".
تصريح صحفي الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية دائرة الإعلام والاتصال 22 نيسان، 2021 منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تجرد النظام من حقوقه داخل المنظمةhttps://t.co/K6ix90yOVY#سوريا #الأسلحة_الكيميائية #كيماوي_الأسد #روسيا #الصين #إيران #فلسطين #للمحاكمة_لا_للحكم pic.twitter.com/JGVb4re6GH
— الائتلاف الوطني السوري (@SyrianCoalition) April 22, 2021
وذّكر عدد من الناشطين، بأنّ هجمات النظام السوري على الغوطة والمعضمية وغيرها، والتي استُخدِمت فيها الأسلحة الكيماوية، استُهدِف فيها الفلسطينيّون كما السوريّون.
موقف السلطة الفلسطينية الداعم للنظام السوري أمام منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، وصمة عار على جبين مسروليها، وازدراء للضحايا. ليس السوريين وحسب وإنما لعائلات فلسطينية كاملة قضت في الغوطة والمعضمية نتيجة هجمات النظام السوري عام ٢٠١٣.
— Mahmoud Zaghmout (@MahmoudZaghmou1) April 21, 2021
واعتبر البعض أنّ تصويت فلسطين ضدّ قرار منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لا معنى له؛ إلا دعم رئيس النظام الأسد لاستخدام المزيد من الأسلحة الكيميائية ضدّ الشعب السوري.
كان مؤلماً لملايين السوريين أن يصوّت مندوب السلطة الفلسطينية لصالح النظام المجرم في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، هذا التصويت لا معنى له إلا دعم المجرم بشار باستخدام المزيد من #السلاح_الكيميائي ضد الشعب السوري!
— د.نصر الحريري (@Nasr_Hariri) April 22, 2021
في اليوم الذي تعلن فيه منظمة حظر السلاح #الكيماوي إدانتها للنظام السوري بعد أن ثبت تورطه باستعمال الغازات السامة ضد شعبه الأعزل تصوت السلطة الفلسطينة ضد هذا القرار وتمتنع ٦ دول عربية عن التصويت ولازلنا نقول ان قضية فلسطين هي الرئيسة ولازال بعض السوريين يعلنون الجهاد من اجل فلسطين
— Tammo Abdolaziz (@tammo59) April 21, 2021
وتساءل ناشطون عمّا إذا كان موقف السلطة الفلسطينية يعني أنّ الرئيس محمود عباس يؤيد النظام السوري بقتل شعبه بالكيماوي، طالما أنّه يرفض معاقبته بسبب ذلك.
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يعترض على قرار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بمعاقبة نظام الأسد وتعليق حقوقهم في التصويت داخل المنظمة. أي ببساطة أن محمود عباس موافق بشكل مباشر على أن يقوم بشار الأسد بقتل السوريين بالكيماوي وهو ضد معاقبته.
— تامر تركماني - Tamer Turkmane (@Tamer_Turkmane) April 21, 2021
ووافقت الدول الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الأربعاء على تجريد النظام السوري من حقه في التصويت داخل الهيئة، في إجراء غير مسبوق بعدما أكد تقرير مسؤولية النظام في هجمات كيميائية.
وصوتت الدول الأعضاء في المنظمة بغالبية الثلثين المطلوبة لصالح مذكرة دعمتها عدة دول منها فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، تنص على تعليق "حقوق وامتيازات" النظام السوري داخل المنظمة، ومن ضمنها حقها في التصويت.
يذكر أن حرمان نظام من حق التصويت يعد إجراءً غير مسبوق في تاريخ المنظمة التي تأسست قبل ربع قرن؛ لتجريد العالم من الأسلحة الكيميائية.