الإثنين 6 مايو / مايو 2024

وفاة أليكسي نافالني.. تنديد غربي ووالدته تروي تفاصيل آخر لقاء بالسجن

وفاة أليكسي نافالني.. تنديد غربي ووالدته تروي تفاصيل آخر لقاء بالسجن

Changed

نددت دول غربية بوفاة أليكسي نافالني وحملت روسيا المسؤولية
نددت دول غربية بوفاة أليكسي نافالني وحملت روسيا المسؤولية - غيتي
توفي زعيم المعارضة الروسية والعدو الأول للكرملين أليكسي نافالني في سجن الدائرة القطبية الشمالية، حيث كان يقضي عقوبة مدتها 19 عامًا.

حمّل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية اليوم الجمعة روسيا المسؤولية عن وفاة زعيم المعارضة المسجون أليكسي نافالني، فيما اعتبرت روسيا أن اتهامات الغرب "تكشف عما بداخله".

واليوم، توفي زعيم المعارضة الروسية والعدو الأول للكرملين أليكسي نافالني في سجن الدائرة القطبية الشمالية، حيث كان يقضي عقوبة مدتها 19 عامًا، على ما أعلنت سلطات السجون الفدرالية الروسية.

وفي معرض تعليقه على الوفاة، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية الكرملين ديمتري بيسكوف: إن "الأطباء يقومون بتحديد سبب وفاة نافالني".

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة "نوفايا جازيتا" عن والدة السياسي الروسي المعارض قولها: إن ابنها كان "على قيد الحياة وبصحة جيدة وسعيدًا" عندما رأته آخر مرة في 12 فبراير/ شباط.

وذكرت الصحيفة الروسية أن ليودميلا نافالنايا كتبت في منشور على فيسبوك اليوم الجمعة: "لا أريد أن أسمع أي تعازي. لقد رأيناه في السجن يوم 12 فبراير. كان على قيد الحياة وبصحة جيدة وسعيدًا".

الاتحاد الأوروبي وواشنطن يحملان روسيا المسؤولية

من جهته، أكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل اليوم الجمعة أن الاتحاد الأوروبي يحمل روسيا المسؤولية عن وفاة نافالني.

وقال ميشيل في منشور على إكس: "ناضل أليكسي نافالني من أجل قيم الحرية والديمقراطية".

وأضاف: "قدم أقصى التضحيات الممكنة من أجل مبادئه. ويحمل الاتحاد الأوروبي النظام الروسي وحده المسؤولية عن هذه الوفاة المأساوية"

من جانبه، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة أن روسيا "مسؤولة" عن وفاة نافالني في السجن.

وعلى هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، قال بلينكن: إن "وفاته في سجن روسي والتركيز على رجل واحد والخوف منه يسلّط الضوء على الضعف والتعفّن في قلب المنظومة التي بناها بوتين".

وأضاف: "روسيا مسؤولة عن ذلك".

من جهته، اعتبر البيت الأبيض أن وفاة نافالني "مأساة فظيعة في حال تأكدت".

وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك ساليفان للإذاعة الوطنية العامة "إن بي آر": إن تاريخ الكرملين "الطويل والقذر" في إيذاء معارضيه "يثير أسئلة حقيقية وواضحة حول ما حدث".

الموقف الروسي من وفاة نافالني

في المقابل، رأت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم الجمعة: إن "اتهامات الغرب" بشأن وفاة نافالني "تكشف عما بداخله".

وأضافت زاخاروفا في بيان على تلغرام أن نتائج الطب الشرعي بشأن وفاة نافالني لم تخرج بعد، لكن الغرب توصل بالفعل إلى استنتاجاته الخاصة.

وكان نافالني البالغ 47 عامًا مسجونًا منذ يناير/ كانون الثاني 2021. وقد صدر في حقه في أغسطس/ آب الماضي حكم إضافي بالسجن 19 عامًا بعد إدانته بتهمة "التطرف".

ونقل في نهاية العام 2023 إلى سجن ناء في منطقة قطبية في الشمال الروسي في ظروف بالغة الصعوبة قبل الإعلان عن وفاته اليوم الجمعة.

واعتبرت محاكماته الكثيرة ذات دوافع سياسية ووسيلة لمعاقبته لمعارضته الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقد تركت عملية التسميم التي تعرض لها عام 2020 ونجا منها بأعجوبة وإضرابه عن الطعام وفترات طويلة في الحبس الانفرادي تداعيات وخيمة على صحته.

أليكسي نافالني
أليكسي نافالني - غيتي

وخلال جلسات المحاكمة ورسائل بثها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بواسطة محاميه استمر المعارض الروسي بالتنديد ببوتين، واصفًا إياه بأنه "مسن مختبئ في ملجأ محصن".

وخلال محاكمة بتهمة "التطرف" اعتبر الهجوم الروسي على أوكرانيا "الحرب الأكثر جنونية في القرن الحادي والعشرين".

وفي رسائله عبر الإنترنت كان يسخر من العقوبات التي تفرضها عليه إدارة السجون. فكانت تجبره خصوصًا يومًا بعد يوم على الاستماع بشكل متواصل للخطاب نفسه لفلاديمير بوتين.

وكان نافالني يحرص على إبداء دعمه للمعارضين الآخرين المسجونين، منددًا بالقضاء الروسي.

"الظلمة"

وكان يحرص دائمًا على إبداء بعض التفاؤل. فكتب في يونيو/ حزيران 2023: "أعرف أن الظلمة ستتبدد وأننا سننتصر وأن روسيا ستصبح دولة مسالمة ومشرقة وسعيدة".

وتعرض لمضايقات من قبل السلطات وتجاهلته وسائل الإعلام الرسمية، إلا أنه تمكن من تعزيز وضعه بفضل نشره تحقيقات مصورة انتشرت بشكل واسع تندد بفساد السلطة الروسية.

في المقابل كان فلاديمير بوتين يرفض حتى التلفظ باسمه.

وتمكن نافالني من تشكيل قاعدة في صفوف الشباب، لا سيما في المدن إلا أن شعبيته على الصعيد الوطني وفي صفوف الأجيال المختلفة بقيت محدودة.

العلاج في ألمانيا والعودة إلى روسيا

وفي معسكر المعارضين للكرملين، كان يأخذ عليه البعض قربه السابق من اليمين المتطرف أو غموض موقفه من ضم موسكو لشبه جزيرة القرم في العام 2014.

إلا أن وضعه بات قضية جميع المعارضين والمنظمات غير الحكومية والدول الغربية عندما تعرض للتسميم في أغسطس 2020 في سيبيريا في خضم حملة انتخابات محلية.

ونقل إلى ألمانيا وهو على حافة الموت حيث عولج، بموافقة الكرملين.

ولم يثن هذا الأمر أليكسي نافالني بعد تعافيه عن العودة بقوة إلى الساحة في ديسمبر/ كانون الأول 2020، عندما أوقع عميلًا روسيًا وحمله على الاعتراف في اتصال هاتفي بأن أجهزة الاستخبارات تقف وراء تسميمه.

وبعد يومين على ذلك وفي تحقيق مصور اتهم فلاديمير بوتين بأنه يبني قصرًا فخمًا مترامي الأطراف يطل على البحر الأسود. وكان لهذا التحقيق وقع كبير دفع ببوتين شخصيًا إلى نفي ما ورد فيه.

إلا أن ذلك فضلًا عن قضية تسميمه، لم يؤد إلى تعبئة الشعب الروسي وقُمعت التظاهرات سريعًا.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close