الأحد 6 أكتوبر / October 2024

ينتشر بسرعة.. ما الذي نعرفه عن "إي جي 5" المتحوّر الجديد لكورونا؟

ينتشر بسرعة.. ما الذي نعرفه عن "إي جي 5" المتحوّر الجديد لكورونا؟

شارك القصة

تقرير سابق عن انتشار المتحوّر الجديد "إي جي 5" في الصين (الصورة: غيتي)
يبدو أن كورونا لن يغادرنا قريبًا، فما تلبث أن تختفي سلالة حتى تظهر أخرى، من دون أن تكون لها تأثيرات مماثلة لتلك التي سُجلت عند انتشار الفيروس لأول مرة.

ترتفع معدلات الإصابة بفيروس كورونا حول العالم بنسبة 80% مع انتشار المتحوّر الجديد "إي جي 5" وبسرعة في 51 دولة، حيث صنّفته منظمة الصحة العالمية على أنّه "سلالة يجب أن تكون محل اهتمام".

فرغم أنّ كورونا كان مصدر قلق لكبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات مزمنة، إلا أنّ الخبراء يقولون إنّ السلالة الجديدة لا تُشكّل تهديدًا كبيرًا، أو على الأقل لا تُشكّل تهديدًا على الصحة العامة أكثر من السلالات الأخرى المنتشرة حاليًا المتحورة من "أوميكرون".

وأوضح أندرو بيكوس، أستاذ علم الأحياء الدقيقة الجزيئي وعلم المناعة في كلية بلومبرغ للصحة العامة في جامعة جونز هوبكنز، أنّ السلاسة الجديدة هي مصدر قلق نظرًا لانتشارها السريع، لكنها لا تختلف عن السلالات الأخرى من أوميكرون والتي كانت منتشرة في الفترة الأخيرة".

وذكرت منظمة الصحة العالمية أنّه بناءً على الأدلة المتاحة، "يتم تقييم مخاطر الصحة العامة التي تُشكّلها السلالة الجديدة، على أنّها منخفضة على المستوى العالمي".

وفي فبراير/ شباط الماضي، ظهرت متحوّرة "إي جي 5" أو "إيرس" (Eris) في الصين، ثمّ في الولايات المتحدة في أبريل/ نيسان الماضي، قبل أن تنتشر في عدد من البلدان الأخرى على غرار كوريا الجنوبية وكندا.

ما هي أعراض السلالة الجديدة؟

وتتميّز السلالة بتغيّرات جينية تمنحها القدرة على الإنتشار بسرعة، إذ أنّها تحتوي على طفرة معينة في البروتين المعروف بتجنّب المناعة التي يحصل عليها الشخص بعد الإصابة أو التلقيح. وقد تكون هذه الطفرة إحدى الأسباب التي أدت إلى ارتفاع حالات الإصابة بكورونا من جديد.

ويقول الخبراء إنّ أعراض السلالة الجديدة شبيهة بأعراض متحوّر "XBB.1.9.2" من أوميكرون، وتشمل السعال، والتهاب الحلق، وسيلان الأنف، والإرهاق، والصداع، وآلام العضلات، وتغيّرات في حاسة الشمّ.

لكن لا يبدو أنّ للسلالة الجديدة قدرات جديدة عندما يتعلّق الأمر بالعدوى أو أعراضها أو احتمالية التسبّب بمرض شديد.

هل من علاجات ناجعة؟

وقال الدكتور بيكوس إنّ الاختبارات التشخيصية والعلاجات مثل دواء "باكسلوفيد" فعالة ضد هذا المتحوّر.

بدوره، لم يُبد الدكتور إريك توبول، نائب الرئيس التنفيذي لأبحاث "سكريبس" في كاليفورنيا، قلقًا مفرطًا إزاء السلالة الجديدة.  ومع ذلك، تمنّى لو أنّ تركيبة اللقاح الجديدة، التي من المتوقّع أن يتمّ طرحها في الخريف المقبل، كانت متاحة بالفعل الآن.

وتمّ تطوير الجرعة المعزّزة من اللقاح بناءً على متغيّر آخر مشابه جينيًا لسلالة "إي جي 5"، ومن المتوقّع أن توفّر هذه الجرعة المعزّزة حماية أفضل ضد السلالة الجديدة، أكثر من الجرعة التي طوّرت العام الماضي، والتي استهدفت سلالة الفيروس التاجي الأصلية، ومتغيّر "أوميكرون".

إلا أنّ توبول أكد أنّ "هاجسه الحالي هو الأشخاص المعرّضين لخطر كبير، من الذين حصلوا على اللقاحات منذ وقت طويل وللسلالات الأولى من المرض".

ويُبدي الخبراء قلقًا أكبر بشأن المتحوّرات الناشئة الأخرى التي تحمل نفس طفرة التهرب المناعي مثل "إي جي 5"، بالإضافة إلى طفرة أخرى تجعل الفيروس أكثر قابلية للانتقال.

وأطلق العلماء على مجموعة هذه الطفرات اسم "فليب"، لأنّ كلاهما يقلب مواضع اثنين من الأحماض الأمينية، المسمّى "F" و"L". وبينما تُشكّل متغيّرات "فليب" نسبة صغيرة فقط من حالات كورونا حاليًا، فإنها يمكن أن تؤدي إلى زيادة أكبر في الإصابات خلال الأشهر المقبلة.

وأبدى تريفور بيدفورد، الأستاذ في قسم اللقاحات والأمراض المعدية في مركز فريد هتشنسون للسرطان، قلقه من المعدل الإجمالي لتطوّر الفيروس، موضحًا أنّ "التراكم الكلي لهذه الطفرات له تأثير كبير".

وعلى الرغم من العدد المتزايد للطفرات، إلا أنّ توبول رجّح ألا تتسبّب هذه المتغيّرات الجديدة في زيادة بالإصابات بشكل شبيه بتلك التي حدثت في شتاء عام 2022 مع المتحور الأول من أوميكرون.

وقال: "الوضع الآن لا يُشبه ما مررنا به مع أوميكرون من حيث مدى قابلية انتقال هذه المتحوّرات. لكن من المؤكد أن يكون هناك المزيد من الإصابات".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
تغطية خاصة