الأربعاء 15 مايو / مايو 2024

يواجه خطر الموت.. الأسير عواودة يناشد "أحرار العالم" لإنقاذ حياته

يواجه خطر الموت.. الأسير عواودة يناشد "أحرار العالم" لإنقاذ حياته

Changed

مقابلة لـ"العربي" مع الأسير خليل عواودة من داخل غرفته في المستشفى (الصورة: مواقع التواصل)
أكد مدير نادي الأسير الفلسطيني في الخليل أمجد النجار أن الأسير خليل عواودة يحتضر داخل مستشفى آساف هاروفيه، في ظل صمت مريب للمؤسسات الدولية.

نظم عشرات الفلسطينيين، الإثنين، وقفة أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تضامنًا مع الأسير المضرب عن الطعام منذ نحو ستة أشهر خليل عواودة.

ورفع المشاركون في الوقفة، التي دعت إليها هيئة شؤون الأسرى (رسمية) ونادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي)، صور الأسير عواودة في مستشفى آساف هاروفيه الإسرائيلي، ويَظهر فيها نحيفًا للغاية من أثر الإضراب وبحالة ضعف وإعياء كبيرة.

وخلال الوقفة، قال مدير نادي الأسير في الخليل أمجد النجار: إن الأسير عواودة "يحتضر داخل مستشفى آساف هاروفيه، في ظل صمت مريب للمؤسسات الدولية ".

وأضاف أن عواودة وجّه رسالة "مفعمة بروح النضال والتضحية لأصحاب الضمائر الحية".

وأشار النجار إلى مقطع فيديو نشرته زوجة المعتقل "دلال عواودة"، على حسابها بفيسبوك، يظهره في حالة صحية صعبة، حيث بدا نحيفًا للغاية.

وقال عواودة في الفيديو مخاطبًا "أحرار العالم": "إن هذا الجسد المتهالك الذي لم يبق منه إلا العظم والجلد لا يعكس ضعف وعُري الشعب الفلسطيني، إنما هو مرآة في وجه الاحتلال الحقيقي".

وأضاف أن جسده مرآة "في وجه الاحتلال الذي يدعي أنه دولة ديمقراطية، في حين يوجد أسير بلا تهمة رهن الاعتقال الإداري الهمجي، ليقول بلحمه ودمه لا للاعتقال الإداري لا للاعتقال الإداري".

وتابع عواودة: "نحن شعب قضيته عادلة، وستبقى عادلة وسنبقى نقف ضد الاعتقال الإداري، حتى لو ذاب اللحم، والجلد، وتلاشى العظم حتى لو ذهبت الأرواح".

وزاد: "كونوا على ثقة أننا أصحاب حق، وأن قضيتنا عادلة مهما كان الثمن المدفوع عاليًا".

وكان الأسير خليل عواودة، أعلن في حديث خاص لـ"العربي"، أنه مستمر بالإضراب عن الطعام إلى حين الإفراج غير المشروط عنه، شاكرًا الشعب الفلسطيني على الدعم الذي يقدمه له.

وبالتزامن مع وقفة التضامن مع عواودة، نُظمت وقفتان في مدينتي بيت لحم (جنوب) وجنين (شمال)، تضامنا مع الأسرى الذين صعدوا من خطواتهم الاحتجاجية ضد إدارة السجون، لتحقيق مطالب وإخراج الأسرى المعزولين إلى أقسامهم، كما نظمت وقفة مماثلة في مدينة غزة.

من جهته، عبر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، عن دعم حكومته بكل الوسائل "لنضالات الأسرى من أجل كرامتهم وعزة أنفسهم".

وحمّل في كلمة بمستهل جلسة مجلس الوزراء الحكومة الإسرائيلية، المسؤولية عن حقوق الأسرى "التي أقرتها اتفاقيات جنيف والقوانين الدولية".

وطالب بالإفراج "الفوري عن الأسرى المرضى والنساء والأطفال منهم".

"يواجه خطر الموت الوشيك"

من جانبه، عبر الاتحاد الأوروبي عن صدمته من الصور التي نشرت، الأحد، للأسير عواودة، وتظهر ضعفه، داعيًا للإفراج الفوري عنه.

وقال في بيان نشره على حسابه في وقت متأخر من مساء الأحد: "مصدومون من الصور المروعة لخليل عواودة المضرب عن الطعام احتجاجًا على اعتقاله دون اتهام".

وأضاف أن عواودة "أصبح يواجه خطر الموت الوشيك، ما لم يتم اتهامه، يجب الإفراج عنه فورًا".

"وصمة عار على جبين المجتمع الدولي"

بدورها، طالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، بتدخل دولي وأميركي عاجل للإفراج عن أسيرين، بينهما عواودة.

وقالت في بيان: إن الصور التي تم نشرها للأسير عواودة "تقشعر لها الأبدان، وتمثل وصمة عار على جبين المجتمع الدولي، والدول التي تتغنى كذبًا بمبادئ حقوق الإنسان".

وأضافت أن الصور "تعكس الموت البطيء الذي تفرضه سلطات الاحتلال على المواطن الفلسطيني عواودة، باعتقاله الإداري غير القانوني وغير الشرعي وترفض الاستجابة لمطالبه في نيل حريته هو وزملاؤه من المعتقلين الإداريين".

وأشارت الوزارة إلى معتقل آخر قالت إن حالته تعكس "حجم الظلم والقهر الذي تمارسه دولة الاحتلال"، وهو الأسير محمد الحلبي من قطاع غزة.

وتابعت أن الحلبي تعرض "لأبشع عملية اختطاف ومحاكمات متتالية سيبلغ عددها مع جلسة المحكمة القادمة 172 والتي ستتم يوم غد الثلاثاء".

وذكرت أن كلا الأسيرين "تجمعهما تهم ملفقة تحت شعار ملف سري تستطيع من خلاله سلطات الاحتلال اعتقال أي مواطن فلسطيني واختطافه وإخضاعه لأبشع أشكال العقاب وسلب حريته وتهديد حياته".

وعواودة (40 عامًا)، من بلدة إذنا بمحافظة الخليل (جنوب) ومعتقل منذ 27 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وصدر بحقّه أمر اعتقال إداريّ مدته 6 أشهر.

والجمعة، جمدت إسرائيل، اعتقاله الإداري، بحسب نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي)، لكن التجميد "لا يعني إلغاء الاعتقال الإداري" كما يطالب عواودة، وفق النادي.

والاعتقال الإداري، هو قرار حبس بأمر عسكري إسرائيلي بزعم وجود "ملف سري" للمعتقل، دون توجيه لائحة اتهام، يمتد لـ 6 أشهر قابلة للتمديد مرات عديدة.

أما الأسير الحلبي (44 عامًا) فكان يدير مؤسسة الرؤية العالمية الأميركية في قطاع غزة، واعتقلته إسرائيل منتصف يونيو/ حزيران 2016، أثناء سفره عبر معبر بيت حانون الواصل بين غزة وإسرائيل.

وأدانت محكمة إسرائيلية الحلبي "بتهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية، وتقديم معلومات للعدو، ومجموعة من الجرائم الأمنية الخطيرة الأخرى"، في حكم قال الاتحاد الأوروبي في حينه إن فيه "إشكالية" لأنه "يستند إلى أدلة سرية، بالإضافة إلى الاعتقال لمدة 6 سنوات من دون صدور حكم قضائي بحقه".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close