الجمعة 26 يوليو / يوليو 2024

يوم آخر من الهدنة في غزة.. مساع لتمديدها وسط تفاقم الوضع الإنساني

يوم آخر من الهدنة في غزة.. مساع لتمديدها وسط تفاقم الوضع الإنساني

شارك القصة

أكد مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن جيش الاحتلال دمر أكثر من 60% من المنازل والوحدات السكنية في القطاع - رويترز
أكد مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن جيش الاحتلال دمر أكثر من 60% من المنازل والوحدات السكنية في القطاع - رويترز
يقول بيان للهيئة العامة للاستعلامات إن مفاوضين مصريين وقطريين يضغطون من أجل تمديد جديد للهدنة في غزة لمدة يومين.

مضى يوم آخر من الهدنة الإنسانية في قطاع غزة وسط ترقب لتمديد جديد، يلجم آلة الحرب الإسرائيلية التي قتلت على مدى الأسابيع الماضية 15 ألف فلسطيني.

يقول بيان للهيئة العامة للاستعلامات إن مفاوضين مصريين وقطريين يضغطون من أجل تمديد جديد للهدنة في غزة لمدة يومين، مع الإفراج عن مزيد من السجناء وزيادة إيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.

بدوره، المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي أشار إلى أن الولايات المتحدة ستواصل جهودها مع قطر ومصر لتمديد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة، وتأمين إطلاق سراح الأسرى.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي زار تل أبيب ورام الله اليوم الخميس، اعتبر أن الهدنة في غزة تؤتي ثمارها في ظل إطلاق المحتجزين في القطاع ودخول المساعدات الإنسانية. وعبّر عن أمله في استمرارها.

وأكد الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية والوقود والاحتياجات الصحية في غزة، لافتًا إلى أن عدد الشاحنات التي تدخل إلى القطاع يوميًا غير كاف ولا يلبي احتياجاته.

وإذ ذكر أن المسؤولين الإسرائيليين أعربوا عن نيتهم استئناف العملية العسكرية في غزة، أشار إلى أنه أوضح لهم ضرورة وضع مبادئ للتعامل مع المدنيين ما يقلل من تعرضهم للخطر.

وقال إنه أكد لنتنياهو ضرورة حماية المدنيين في غزة قبل استئناف إسرائيل عمليتها العسكرية، معتبرًا أنها "قادرة على تحييد خطر حماس وتقليل المخاطر على المدنيين الأبرياء في غزة في الوقت نفسه"، على حد تعبيره.

الدفعة السابعة من تبادل الأسرى

وشهد اليوم الخميس، سابع أيام الهدنة الإنسانية في قطاع غزة تسلّم جيش الاحتلال محتجزتين إسرائيليتين في غزة من الصليب الأحمر الدولي.

وأفاد مراسل "العربي" بأن عملية التسليم جرت في ميدان فلسطين وسط مدينة غزة.

ومساءً، أفاد المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري بأنه تم تسليم 8 محتجزين إسرائيليين للصليب الأحمر.

في المقابل، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وهيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني أسماء قائمة الأسرى المنتظر الإفراج عنهم مساء الخميس، وتضم 30 فلسطينيًا: 8 أسيرات و22 طفلًا، ضمن الدفعة السابعة من صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل.

ويتضح من التوزيع الجغرافي للأسرى المزمع الإفراج عنهم، أن جميع الأسيرات من "الداخل" في إشارة إلى بلدات داخل الخط الأخضر، بينما يوجد 4 أطفال من مدينة القدس المحتلة، و18 من بقية محافظات الضفة الغربية.

وكانت وزارة الخارجية القطرية أعلنت صباح الخميس، توصل الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لتمديد الهدنة ليوم إضافي.

وأوضح ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، أن الاتفاق على التمديد هو "ليوم إضافي بالشروط السابقة نفسها، وهي وقف إطلاق النار، ودخول المساعدات الإنسانية، وذلك في إطار وساطة دولة قطر المشتركة مع جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأميركية".

وأكد "استمرار تكثيف الجهود بهدف الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة".

من جانبه، كشف القيادي في حركة حماس أسامة حمدان في حديث لـ"العربي" أن تمديد الهدنة تم بشرط الإفراج عن 10 محتجزين إسرائيليين مقابل 30 أسيرًا فلسطينيًا.

وقال إن هناك مساع لضمان استمرار التهدئة سعيًا للوصول إلى وقف تام لإطلاق النار، مشددًا على أن الهدف الأساسي هو "وقف العدوان بشكل كامل وعودة الأسرى وبدء إعمار غزة".

الوضع الإنساني في قطاع غزة

على الرغم من استمرار سريان الهدنة، أفاد مراسل "العربي" اليوم بسماع دوي 3 انفجارات جراء تجدد إطلاق بحرية الاحتلال قذائف على شاطئ دير البلح وسط قطاع غزة.

إلى ذلك، أكد مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة لـ"العربي"، أن سكان القطاع "أمام كارثة إنسانية حقيقية ومتفاقمة بسبب تدمير جيش الاحتلال لأكثر من 60% من المنازل والوحدات السكنية في قطاع غزة، لا سيما في محافظتَي غزة وشمال غزة".

ورأى أن قطاع  غزة ما زال يتعرض لإبادة مستمرة من جيش الاحتلال، على الرغم من الهدنة بسبب توقف المرافق الحياتية.

ولفت إلى أن الاحتلال أرغم الطواقم الطبية على إخلاء مستشفى النصر في القطاع ما أدى لاستشهاد أطفال.

وعثرت طواقم طبية على جثامين متحللة جزئيًا لخمسة أطفال خُدّج ارتقوا في مستشفى النصر للأطفال شمال قطاع غزة.

وقال مصدر طبي لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، إن جنود الاحتلال أغلقوا جناح العناية المركّزة في مستشفى النصر للأطفال، وتمكن الأطباء أخيرًا من الدخول إليه، ليعثروا على جثامين خمسة أطفال خُدّج متحللة جزئيًا، بعد أن تركهم الاحتلال وانسحب من المستشفى.

وأضاف أن جنود الاحتلال منعوا العائلات من الاقتراب من أطفالهم حديثي الولادة قبل الثلاثاء.

وفي سياق متصل، أفاد المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش، بأن الاحتلال ما زال يعتقل 26 من الكوادر الطبية على رأسهم مدير مجمع الشفاء محمد أبو سلمية.

وعلى صعيد المساعدات، قال: "لم يصلنا من المساعدات الغذائية سوى التمور والطحين ولا وقود أو مساعدات طبية".  

مواقف ودعوات لوقف العدوان

التقى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الخميس في الديوان الأميري الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.

وقد شهد اللقاء تبادل وجهات النظر حول أبرز القضايا الإقليمية والدولية، لاسيما تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأكد الجانبان – بحسب وكالة "الأنباء القطرية - على "أهمية التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وحماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع، وإيجاد حل للقضية الفلسطينية يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".

من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث إنه يشك - بالنظر لعدد الشهداء المدنيين في قطاع غزة - في أن إسرائيل تحترم القانون الدولي الإنساني.

وأكد أن "القتل العشوائي للمدنيين الأبرياء، بما في ذلك الآلاف من الأولاد والبنات، غير مقبول على الإطلاق".

وعلى أثر تصريحات سانتشيث، استدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية السفير الإسباني. وقال رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، إنه أصدر تعليماته لوزير الخارجية باستدعاء السفير الإسباني لتوبيخه "بعد التصريحات المخزية التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسباني.."، حسب قوله.

بدورها، قالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن الحرب في غزة لا تستهدف حركة حماس فقط، وإنما تطال القطاع بأكمله، مؤكدة أنه "لا مبرر للعنف وحرمان الناس من احتياجاتهم".

وقال رئيس المنظمة كريستوس كريستو خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة الأردنية عمان: "7 أسابيع والقوات الإسرائيلية تقتل الأطفال والعائلات. حاولوا الهروب ووجدوا أنه لا مكان آمن".

وشدد على أن الهدنة ووقف إطلاق النار هما من أجل حماية المدنيين، ولكنهم يحتاجون للمساعدات الإنسانية".

عملية إطلاق نار في القدس

من ناحية أخرى، أعلنت حركة حماس الخميس، تبنيها لهجوم إطلاق النار في مدينة القدس المحتلة الذي أدى إلى مقتل أربعة أشخاص داعية إلى "التصعيد".

وقالت الحركة في بيان: "نزف شهيدينا القساميين مراد وإبراهيم النمر.. منفذا العملية الفدائية صباح اليوم في مستوطنة راموت في القدس المحتلة، والتي أدت إلى مقتل ثلاثة مستوطنين (أعلن لاحقًا عن مقتل رابع) وإصابة آخرين".

وأضافت أن "على المحتل أن يتحسّس رأسه في كل مدينة وقرية وشارع وزقاق فأبطالنا مستنفرون للثأر".

في غضون ذلك، تواصل تصعيد الاحتلال في الضفة الغربية، حيث قالت مؤسستا نادي الأسير الفلسطيني، وهيئة شؤون الأسرى، إن الجيش الإسرائيلي اعتقل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي حتى مساء الخميس، 3390 فلسطينيًا، بينهم 260 فلسطينيًا اعتقلوا خلال أيام الهدنة.

وكان رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين قدورة فارس، قال إن جيش الاحتلال "اعتقل الآلاف من مواطني الضفة الغربية بشكل تعسفي منذ 7 أكتوبر".

ولفت إلى أن "80% من المعتقلين يتم تحويلهم للاعتقال الإداري لعدم قدرة النيابة الإسرائيلية على توجيه تهم لهم".

ووصف ما يحدث في سجون الاحتلال بأنه "جريمة متواصلة منذ 7 أكتوبر أدّت إلى استشهاد 6 أسرى وإصابة مئات".

وفي الضفة أيضًا، وثقت مقاطع فيديو اعتداء مستوطنين على بلدة حوارة في نابلس، حيث اعتدوا على ممتلكات الفلسطينيين تحت حماية شرطة الاحتلال.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close