حاصر الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الجمعة منزلًا فلسطينيًا بمدينة جنين، شمالي الضفة الغربية، قبل أن تنسحب قواته من المخيم بعد مقاومة فلسطينية عنيفة، في وقت أعلنت فيه مصادر طبية وصول 11 إصابة إلى مستشفى محلي بالمدينة.
وكان مراسل "العربي" قد أفاد في وقت سابق اليوم الجمعة، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفت منزلًا بعد محاصرته بعدة قذائف، وأصابت شقيق الأسير زكريا الزبيدي القائد السابق لكتائب شهداء الأقصى في جنين، الذي كان قد فر من سجن إسرائيلي في سبتمبر/ أيلول 2021 ثم اعتقل من جديد.
وأشار المراسل إلى أن قوة عسكرية إسرائيلية مكونة من أكثر من 20 آلية حاصرت منزلًا فلسطينيًا في حي "الهدف" في المخيم تعود ملكيته إلى عائلة الدبعي، وسط اشتباكات عنيفة.
وأضاف أن اشتباكًا مسلحًا دار في الحي منذ ساعات، حيث أطلق خلاله الجيش الإسرائيلي، النار وقذائف محمولة على الكتف، باتجاه أحد المنازل، ما أدى إلى اندلاع النيران فيه وتصاعد أعمدة الدخان.
بينهم إصابة حرجة.. ارتفاع عدد إصابات الاشتباكات في #جنين #فلسطين pic.twitter.com/Z1SqXZiOqp
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 13, 2022
وأكدت مصادر محلية فلسطينية انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من مخيم جنين، بعد اعتقال محمود الدبعي، وبعد مقاومة فلسطينية عنيفة لهذه القوات.
ونقل "العربي"، عن مستشفى ابن سينا التخصصي في جنين قوله إنه استقبل 11 إصابة برصاص الجيش الإسرائيلي.
وأضاف المستشفى أن أحد المصابين هو داود الزبيدي (شقيق المعتقل زكريا الزبيدي القيادي في حركة "فتح")، موضحًا أن إصابته "حرجة بالبطن"، وذكر أنه استقبل 10 إصابات أخرى بين متوسطة وطفيفة.
التغطية على قتل أبو عاقلة
وخلال اتصال هاتفي مع "العربي"، أكد محافظ جنين أكرم رجوب أن الاحتلال يحاول إخضاع مخيم جنين لإرادته وأن أهالي المخيم لن يرفعوا له الراية البيضاء.
وأشار إلى أن الاحتلال يقتحم المخيم بتبريرات واهية من أجل ممارسة مزيد من الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني.
من جانبه، أكد عضو المجلس الثوري لحركة فتح جمال حويل في حديث لـ"العربي" أن الاحتلال يحاول عبر اقتحامه جنين التغطية على جريمة قتل الصحافية شيرين أبو عاقلة.
"جريمة حرب"
من جهته، اعتبر المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي بالضفة الغربية، طارق عز الدين، في بيان، أن "قصف البيوت بالصواريخ من قبل قوات الاحتلال جريمة حرب، يجب ملاحقة الاحتلال عليها".
وأضاف أن "ما يجري من إرهاب على أيدي قوات الاحتلال، جريمة كبرى لن تغتفر".
وحمّل السلطات الإسرائيلية "المسؤولية كاملة عما يجري في مخيم جنين من جرائم"، مضيفًا أن "المقاومين مستمرون في التصدي له".
بدوره، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق: إن ما يحدث في مخيم جنين "يؤكد أن المقاومة هي السبيل الوحيد القادر على لجم الاحتلال والتصدي لعدوانه".
وأكد الرشق اليوم الجمعة أن العدوان والإرهاب الصهيوني لن يؤثر على صمود المخيم، وستبوء هذه الحملة بالفشل.
إصابة في رام الله
في غضون ذلك، أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على فلسطيني قرب مدينة رام الله في الضفة الغربية.
وأظهرت صور التقطت من مركبة فلسطينية مارة، وقوع إطلاق النار قرب المدخل الشمالي لمدينتي رام الله والبيرة، فيما ادعت قوات الاحتلال أن الفلسطيني حاول تنفيذ عملية طعن ضد جنودها.
تغطية صحفية : "الاحتلال يطلق النار على شاب فلسطيني قرب بيت إيل برام الله". pic.twitter.com/D2l1K7PUv5
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) May 13, 2022
بدوره، قال الجيش الإسرائيلي، إن قواته نفذت خلال الساعات الماضية "عمليات استباقية ووقائية في الضفة الغربية"، دون مزيد من التفاصيل.
وتصاعدت حدة التوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة في أعقاب اقتحامات المستوطنين المتكررة لباحات المسجد الأقصى، وحملات الاعتقالات والهدم التي تنفذها قوات الاحتلال في الضفة الغربية والقدس.