السبت 11 مايو / مايو 2024

3 عمليات في أسبوع.. هجوم تل أبيب يوجع الاحتلال ويستنفر قدراته الأمنية

3 عمليات في أسبوع.. هجوم تل أبيب يوجع الاحتلال ويستنفر قدراته الأمنية

Changed

تغطية خاصة ترصد لحظة إطلاق النار في بني براك بمدينة تل أبيب (الصورة: غيتي)
أعلن المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية أن الحديث يدور عن "حادثة صعبة للغاية، في عدة ساحات"، فيما طالبت الشرطة من الإسرائيليين في بني براك عدم التجمع في الشوارع.

شهدت تل أبيب، مساء اليوم الثلاثاء، مقتل 5 إسرائيليين في عملية إطلاق نار نفذها الشاب الفلسطيني ضياء حمارشة، قبل أن يُعلن استشهاده، وهي عملية أثارت استنفارًا أمنيًا في إسرائيل، إذ تلت عمليتين مماثلتين الأسبوع الماضي.

وفي التفاصيل، تمكن حمارشة من قتل 5 إسرائيليين وإصابة عدد آخر في عملية إطلاق نار وقعت بمدينتي "بني براك" و"رمات غان" بتل أبيب، بحسب ما أكدت السلطات الإسرائيلية.

وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، مُطلق النار وهو يستهدف الإسرائيليين في أكثر من موقع، بعد أن وصل إلى المنطقة على متن دراجة نارية.

وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية "إيلي ليفي": إن الحديث يدور عن "حادثة صعبة للغاية، في عدة ساحات"، فيما طالبت الشرطة من الإسرائيليين في بني براك عدم التجمع في الشوارع والبقاء في المنازل خشية من إطلاق النار عليهم.

من نفذ العملية؟

وأفادت وسائل إعلام فلسطينية وإسرائيلية أن منفذ عملية تل أبيب هو ضياء حمارشة (27 عامًا)، بعد أن كانت مواقع إسرائيلية أفادت بأن "خلية من 3 فلسطينيين من شمال الضفة الغربية" نفذت الهجوم.

ولفتت المصادر الإسرائيلية إلى استشهاد أحد منفذي العملية، واعتقال الآخر، فيما البحث جارٍ عن الشخص الثالث.

ورصد مراسل العربي انتشارًا كثيفًا للشرطة الإسرائيلية في محيط تل أبيب بحثًا عن المشارك الثالث في العملية.

وقال: "الوضع متوتر في مكان تنفيذ العملية، مع وصول المسؤولين والوزراء إلى المكان".

وحمارشة هو من سكان قرية يعبد في جنين، وكان معتقلًا سابقًا في سجون الاحتلال، وينتمي لكتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح.

وعام 2013 حُكم على حمارشة بالسجن ستة أشهر في سجن النقب بتهمة "تهريب الأسلحة والانتماء إلى حركة فتح".

وفور الإعلان عن استشهاد حمارشة، توجه مواطنون في قريته يعبد بمسيرة عفوية نحو منزله هاتفين باسمه، ومشيدين ببطولته .

تداعيات عملية تل أبيب

وإثر عملية تل أبيب، أوعز رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، في ختام جلسة لتقييم الوضع الأمني، بتعزيز منطقة خط التماس مع الضفة الغربية بأربع كتائب إضافية.

ولفت مراسل العربي في الضفة الغربية المحتلة إلى أن القائد العام للشرطة الإسرائيلية رفع حالة التأهب إلى أعلى مستوى. وتحدث المراسل عن "انتشار مكثف للمستوطنين في مناطق عدة من الضفة الغربية، بعد الإعلان عن اسم منفذ العملية في تل أبيب".

وأشار إلى أن بعض المستوطنين اعتدوا على عدد من المركبات الفلسطينية في الضفة.

وكشف مراسل العربي أن "الشرطة الإسرائيلية اعتقلت وحققت مع 8 فلسطينيين صودف وجودهم في منطقة العملية في بني براك بتل أبيب، ولا يملكون تصاريح دخول لإسرائيل".

ردود فعل فلسطينية

وأعلنت حركة المقاومة الفلسطينية حماس أن عملية إطلاق النار في تل أبيب تأتي في سياق "الرد المشروع" على "جرائم الاحتلال الإسرائيلي وإرهابه".

من جهته، أكد مراسل العربي في قطاع غزة أن كل بيانات فصائل المقاومة الفلسطينية أجمعت على الإشادة بالعمليات في تل أبيب، داعية لاستمرارها.

وعقب العملية، رفعت المساجد في الضفة الغربية وقطاع غزة التكبيرات، احتفالًا بالعملية في تل أبيب.

سلسلة عمليات

وتأتي العملية التي نفذها حمارشة وشريكاه بعد أقل من أسبوع على عمليتين وقعتا في بئر السبع وتل أبيب، وتسببتا بمقتل 6 إسرائيليين وإصابة آخرين بجراح، ليرتفع عدد القتلى الإسرائيليين في العمليات الثلاث إلى 11.

فقد قتل، الأحد الماضي، إسرائيليان في هجوم مزدوج في منطقة الخضيرة شمالي تل أبيب، واستشهد منفذو العملية على يد الشرطة الإسرائيلية.

وفي 22 مارس/ آذار الجاري، قُتل 4 إسرائيليين بعد أن طعنهم فلسطيني في مدينة بئر السبع، قبل أن يستشهد بإطلاق نار من قبل أحد المارة، وفق ما أعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلي.

عباس يستنكر العملية

من جهته، عبر رئيس دولة فلسطين محمود عباس، عن إدانته لمقتل إسرائيليين في عملية تل أبيب، وأكد أن "قتل المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين لا يؤدي إلا إلى المزيد من تدهور الأوضاع، حيث نسعى جميعًا إلى تحقيق الاستقرار، خصوصًا أننا مقبلون على شهر رمضان الفضيل والأعياد المسيحية واليهودية".

وحذّر الرئيس عباس من "استغلال هذا الحادث المدان للقيام باعتداءات وردود فعل على شعبنا الفلسطيني من قبل المستوطنين وغيرهم".

وأشار إلى أن "دوامة العنف تؤكد أن السلام الدائم والشامل والعادل هو الطريق الأقصر والسليم لتوفير الأمن والاستقرار للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وشعوب المنطقة".

غضب إسرائيلي

بدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، مساء الثلاثاء، إن بلاده تواجه "موجة قاتلة" مما وصفه بـ"الإرهاب العربي"، فيما تعهد وزير الدفاع بيني غانتس بأن تبذل المؤسسة الأمنية كل ما بوسعها "لإعادة الأمن للمواطنين".

وقال بينيت وفق بيان لمكتبه: "تواجه إسرائيل موجة قاتلة من الإرهاب العربي".

ومضى قائلًا: "قوات الأمن تقوم بعملها، بكل مثابرة وعناد وبقبضة حديدية. إنهم لن يقتلعونا".

من جانبه، قال وزير الدفاع غانتس على حسابه بتويتر: "ستعمل المنظومة الأمنية بأسرها- الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام والشرطة - بكل الوسائل لإعادة الأمن إلى شوارع إسرائيل وشعور المواطنين بالأمن".

واعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد على تويتر أن "قوات الأمن الإسرائيلية تواجه أياما متوترة".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close