Skip to main content

سد النهضة.. هل تنجح تحركات مصر والسودان بإيجاد مخرج للأزمة؟

الثلاثاء 13 يوليو 2021

يبحث السودان في جيوب الشرق، وقد أوصد الغرب جلّ أبوابه في وجه أزمة سد النهضة. 

فوزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي تزور موسكو، مشددة على أن التحركات الأحادية التي تضر بالسودان من ملء لسد النهضة يجب أن تكون محل شجب.

وتلفت إلى أن بلادها ترى أن روسيا تستطيع إقناع إثيوبيا بتحكيم صوت العقل في هذه الأزمة.

وخلف اللقاء المعلن مع السودان، توقع روسيا اتفاقية عسكرية مع الجيش الإثيوبي في العاصمة أديس أبابا لتحديث ورفع كفاءته وفق وزارة الدفاع الإثيوبية.

من ناحيته، يلتقي وزير الخارجية المصري سامح شكري وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل، ويناقش قضايا مهمة على رأسها سد النهضة وعملية السلام وليبيا.

إزاء ذلك، تُطرَح أسئلة عما يمكن أن يحصل عليه المصريون والسودانيون من هذه التحركات، وما هي أوراق الضغط السلمية الباقية بأيدي القاهرة والخرطوم.

"مصر لن تحيد عن التزامها"

تعليقًا على التطورات، يشير مساعد وزير الخارجية المصري السابق حسين هريدي إلى أن في الحديث عن الدبلوماسية والمفاوضات من الصعب الكلام عن فشل.

ويضيف في حديث إلى "العربي" من القاهرة، أنه "ربما تكون هناك بعض العقبات أمام المفاوضات، لكن مصر لن تحيد عن التزامها بالتوصل إلى اتفاق يلبي مصالح الأطراف الثلاثة: مصر والسودان وإثيوبيا".

ويعتبر أن جلسة مجلس الأمن كانت مفيدة بعكس بعض التقديرات، مشيرًا إلى أن مصر عرضت وجهة نظرها بالنسبة لأهمية التوصل إلى اتفاق، وكيف أن قيام إثيوبيا بالملء الثاني بغياب اتفاق يعتبر عملًا أحادي الجانب ولا يتفق مع إعلان المبادئ في مارس/ آذار 2015".

ويردف بالقول إن مصر استفادت أيضًا من حيث استماعها إلى وجهات نظر متعددة من جانب مختلف أعضاء مجلس الأمن، مشيرًا إلى مشروع قرار أعدّته تونس متوازن جدًا ويأخذ وجهات نظر الدول الثلاثة في الاعتبار.

"الإبقاء على الحوار قائمًا"

بدوره، يعتبر رئيس الاتحاد الأوروبي السابق لدى مصر جيمس مورن أن الموقف الذي ربما يتخذه الوزراء الأوروبيون إزاء أزمة سد النهضة "هو دعم مقاربة الأمم المتحدة".

ويشير في حديث إلى "العربي" من بروكسل، إلى أن نهج الأمم المتحدة ينطوي على دعم وساطة الاتحاد الإفريقي، التي تسير قدمًا وتحت رعاية رئاسة الكونغو للاتحاد.

ويردف: "وفقًا لما أعلمه فإن مصر قد لا تقبل بهذا النهج وتريد انخراطًا دوليًا أوسع في هذه المسألة، ولكنني أستبعد أن تكون هناك آفاق كبيرة لهذا الاحتمال"، متوقفًا عند تحذيرات وزراء مصريين من أخطار تنطوي على الملء الثاني لهذا السد.

ويرى أن لإثيوبيا علاقات جيدة مع العديد من البلدان، وكذلك لمصر دعمها الذي تحصل عليه من العديد من الدول"، متداركًا بالإشارة إلى أن النقطة الأهم الآن هي الإبقاء على الحوار قائمًا ومفتوحًا من أجل رصد الآفاق الممكنة.

ويضيف أنه "في غضون سنوات لاحقة، حالما يُملأ خزان السد، يمكن ربما أن نرى تطورًا إيجابيًا. قبل ذلك قد يكون الوضع غاية في الصعوبة".  

ويشرح: "في غضون سنتين على ما أعتقد ربما يستطيع المجتمع الدولي أن يدفع باتجاه حلحلة هذا الأمر. وأنا متفائل جدًا بأن هذه اللحظة قادمة حالما تتلاشى المخاوف بشأن الموقف الحالي".

"إثيوبيا تسير بخطى مدروسة"

من ناحيته، يشدد الصحافي زاهد زيدان على أن إثيوبيا ليس لديها إلا شرطان اثنان؛ الأول العدل في إنجاز المفاوضات، والثاني تحكيم العقل.

ويقول في حديث إلى "العربي" من أديس أبابا: "إن إثيوبيا لا تريد تحكيم العواطف أو العنترية من هذه الجهة أو تلك، وحتى من نفسها فهي لا تمارس العنترية".

ويردف بـ"أنها وكما تنازلت عن سنوات الملء من 3 سنوات إلى 7 سنوات، تريد تنازلًا من الجانب المصري وبعض التنازل من الجانب السوداني أيضًا لكي تصل الدول الثلاث إلى كلمة سواء أو قرار يجمعها ويراعي جميع مصالحها".

ويشدد على أن إثيوبيا تسير بخطًى مدروسة جدًا في قضاياها القومية مثل سد النهضة أو غيره، وإن اختلفت السياسات أو الرؤساء في البلاد.

ويوضح أن "أديس أبابا تريد العودة إلى المفاوضات، لكنهم يجبرونها على أن تكون الحصص بنسب عادلة ومنصفة، فيما تسأل هي العدل والإنصاف من وجهة نظر من؟".

المصادر:
العربي
شارك القصة
The website encountered an unexpected error. Please try again later.