ألغى الفنان النيجيري سيون كوتي الخميس حفلًا موسيقيًا كان مقررًا ضمن مهرجان "جازابلانكا" في المغرب، تعبيرًا عن "الحداد" على أرواح 23 مهاجرًا من إفريقيا قضوا لدى محاولة عبور جيب مليلية الإسبانية انطلاقًا من المغرب.
وقال كوتي في فيديو بثه على إنستغرام: "أعلن لكم بحزن كبير إلغاء سفرنا إلى المغرب نهاية هذا الأسبوع لحضور مهرجان جازابلانكا"، في الدار البيضاء.
وأضاف الفنان النيجيري: "من المستحيل بالنسبة لي صعود الخشبة بضمير مرتاح وقضاء وقت ممتع، بينما فقد كل هذا العدد الأفارقة الحياة، يجب علينا أن نقيم الحداد على أرواحهم".
وحاول نحو 2000 مهاجر تسلق السياج الحدودي بين المغرب وجيب مليلية الإسباني في 24 يونيو/ حزيران وسقط 23 قتيلًا على الأقل، وفق الحصيلة الرسمية للسلطات المغربية.
وعزت الرباط هذه الحصيلة غير المسبوقة من الضحايا إلى حوادث "تدافع وسقوط من السياج الحديد"، بينما اتهمت الأمم المتحدة المغرب واسبانيا "باللجوء المفرط إلى القوة"، داعية إلى "التحقيق" في ما جرى، وهو أيضًا ما طالبت به منظمات حقوقية مغربية وإسبانية.
وأكد مصدر لدى منظمي مهرجان جازابلانكا الذي يقام بين 1 و3 يوليو/ تموز إلغاء حفل كوتي "بقرار شخصي للفنان".
وفي سياق تعزيز حضور المغرب الدبلوماسي والاقتصادي في عدد من بلدان القارة السمراء، أطلق المغرب في السنوات الماضية مبادرات ثقافية عدة تجاه القارة.
ويعود المهرجان بعد توقف لعامين بسبب جائحة كوفيد، ويشمل برنامجه عروضًا لفناني جاز عالميين من بلدان مختلفة أمثال جيلبرتو جيل ومولاتو أستاتكي وبن هاربر وأساف أفيدان.
وتعد محاولة العبور الجماعية هذه الأولى من نوعها منذ تطبيع العلاقات بين مدريد والرباط في منتصف مارس/ آذار، إثر خلاف دبلوماسي استمر قرابة السنة.
وأتت المصالحة بين إسبانيا والمغرب قبل فترة قصيرة بعد قرار مدريد في منتصف مارس/ آذار تغيير موقفها المحايد إزاء نزاع إقليم الصحراء، لصالح مقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب حلًا وحيدًا لإنهاء النزاع.
ودفع ذلك لإنهاء أزمة دبلوماسية جراء استقبال إسبانيا زعيم جبهة بوليساريو إبراهيم غالي في أبريل/ نيسان 2021 لتلقي العلاج إثر إصابته بكوفيد-19.