كشفت شركة "أبل"، اليوم الأربعاء، أدوات جديدة توفر للبيانات الشخصية والمهنية لمستخدميها حماية أفضل من المتسللين والسلطات، وهو إعلان قد يثير استياء الحكومات التي تحرص على تمكين سلطات إنفاذ القانون من ولوج هذه البيانات.
وسيتاح لمستخدمي خدمة "أي كلاود" السحابية للتخزين قريبًا، اختيار وضعية "حماية البيانات المتقدمة"، التي تتولى تشفير تسعة أنواع محتوى إضافية من بينها الصور.
وأشارت الشركة المصنعة لهواتف "آي فون" الذكية إلى أن 14 فئة، ككلمات المرور والمعلومات الصحية، سبق أن شُفِّرَت.
ونقل بيان عن المسؤول عن أنظمة الأمان في "أبل" إيفان كرستيتش قوله: إن مستخدمي "أي كلاود" سيتمكنون من "حماية الغالبية العظمى من بياناتهم الأكثر أهمية من خلال التشفير من طرف إلى آخر، بحيث لا يمكن فك تشفيرها إلا على أجهزتهم الموثوق بها".
نظام تشويش الرسائل
ولن يُستثنى من تقنية الحماية الشاملة هذه إلا صندوق "أي كلاود" البريدي وقائمة الأشخاص والرزنامة، حرصًا على الحفاظ على إمكان التشغيل البيني مع الأنظمة الأخرى.
وتستخدم "أبل" أصلاً التشفير من طرف إلى طرف على خدمة المحادثة "أي مسيدج"، وكذلك تفعل "واتساب" (من ميتا) وتطبيقات الاتصال الأخرى. ويتيح هذا النظام تشويش الرسائل، بحيث لا يمتلك سوى المرسل والمرسل إليه "المفاتيح" لقراءتها.
وهذا الأمر في العالم السحابي يعني أن صاحب المعلومات فقط هو الذي يستطيع الدخول إليها.
شركة آبل تحذر مستخدمي منتجاتها من ثغرة أمنية تسمح بالتحكم في أجهزتهم#العربي_اليوم تقرير: راميا يحيى pic.twitter.com/76EhCXqMJf
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 20, 2022
وأوضحت مديرة الأبحاث في شركة "تانيوم" للأمن السيبراني ميليسا بيشوبينغ أن هذه الأدوات توفر للمستخدم "ضمانات إضافية حتى لو تعرضت الشركة التي تخزن البيانات للقرصنة".
وأضافت: "رغم هذا المستوى الإضافي من الحماية، يكون استرداد المستخدم بياناته أكثر تعقيدًا، إن لم يكن مستحيلًا، ما لم يتبع التعليمات".
وأشار بيان "أبل" إلى دراسة أظهرت أن اختراقات البيانات تضاعفت ثلاث مرات بين عامي 2013 و2021.
ومع ذلك، لا يحظى تعميم هذه الوسائل المتطورة لحماية البيانات بارتياح حكومات عدة، حتى الديمقراطية منها.
وترغب السلطات في الولايات المتحدة وأوروبا في إتاحة "أبواب خلفية"، أي بمعنى آخر الإبقاء على عيوب في هذه البرامج، معللة ذلك خصوصًا بمكافحة الإرهاب والجرائم الجنسية التي تستهدف الأطفال.