أعادت وفاة المراسل الرياضي غرانت وال خلال تغطيته لمونديال قطر، بسبب تمزق أثناء تمدد الأوعية الدموية في الشريان الأبهر الصاعد، الحديث عن هذه الحالة وأعراضها وسبل الوقاية منها.
ويطلق العلماء مصطلح "تمدد الشريان الأبهر" على التضخم في الشريان، والذي يصيب المناطق التي يكون فيها جدار الشريان ضعيفًا، حيث يتسبب الضغط الناجم عن ضخ الدم عبر الشريان في انتفاخ الجزء الضعيف منه، مثل البالون، وهذا الجزء مرتبط وقريب من القلب.
وعند ترك المصاب بدون علاج، يمكن لتمدد الأوعية الدموية التسبب بانقسام جدار الوعاء الدموي، أو انفجاره ما يؤدي إلى الوفاة، ومن النادر جدًا النجاة من حالة كهذه، وفقًا لأطباء القلب.
ويوضح الأطباء أن وجود الدم في الكيس الذي يحيط بالقلب، يؤشر إلى أن جدار الشريان قد تمزق، لأنه عادة لا يوجد دم في تلك المساحة.
وفي حال وجوده، فإن القلب لا يستطيع النبض لأن ثمة ما يضغط عليه، وفي هذه الحالة، يمكن أن يصاب الشخص بسكتة قلبية.
أعراض تمزق الشريان
أما أعراضه فتشمل، ألمًا حادًا مفاجئًا بالظهر أو الصدر، وضيقًا وصعوبة في التنفس أو البلع، أو بحة في الصوت، بالإضافة إلى السعال.
ويوضح أطباء القلب أن أعراض هذه الحال لا يشعر بها جميع الأشخاص، حتى عند تمدد الأوعية الدموية بشكل كبير.
ووفقًا لجمعية القلب الأميركية، فإن تمدد الأوعية الدموية في الصدر يصبح أكثر شيوعًا مع التقدم بالعمر ويصيب الرجال أكثر مقارنة بالنساء.
أسباب تمزق الشريان الأبهر
وفي هذا الإطار، يوضح المختص في جراحة القلب والصدر عامر شيخوني أن المراسل الرياضي غرانت وال الذي قضى خلال تغطيته لمونديال قطر، لم يتوف بسبب أزمة قلبية، وإنما توفي نتيجة تمزق في الشريان الأبهر، مشيرًا إلى أن هذا الشريان هو أكبر شرايين الجسم ويبلغ قطره تقريبًا 3 إلى 4 سم، وفيه كل الدم الذي يخرج من القلب ويتوزع إلى كافة أنحاء الجسم.
ويعدد في حديث إلى "العربي"، أسباب التمزق والتي أبرزها يكون وراثيًا خاصة عند الشباب، وقد يحدث أيضًا نتيجة حالات مرضية تضعف جدار الشريان الأبهر مع وجود ضغط الدم والتوتر النفسي والعصبي، ما يؤدي إلى توسع وتمدد الشريان وبالتالي يعرضه للتمزق.
ويلفت شيخوني إلى أن التمزق نوعان، الأول وهو داخلي ويحدث بين طبقات جدار الشريان، ويسمى "التسلخ" والنوع الآخر هو خارجي، وهو تمزق مفتوح لخارج الشريان ويسمى "تمزق"، مشيرًا إلى أن كلتا الحالتين خطيرتان جدًا.
ويضيف أن التوسع يمكن علاجه بطرق عديدة، منها القسطرة بوضع نوع من الشبكة المغطاة في مكان التوسع، سواء كان بالصدر أو البطن أو أي جزء من الشريان الأبهر، أو من خلال عملية جراحية تتم باستبدال المتوسع بأنبوب قماشي.
ويوضح أن الأعراض التي تشير إلى وجود مشكلة في الشريان هي الألم في الصدر أو البطن، حسب مكان التوسع الموجود، مشددًا على ضرورة إجراء الفحوصات في حال كان الألم بشكل متكرر.
نصائح
وينصح المختص في جراحة القلب والصدر بضرورة أن يراقب الفرد نفسه إذا كان لدى أسرته حالة مرضية بتمزق الشريان، أو إذا تعرض لمرض فيروسي في صغره.
ويشرح أنه يمكن مراقبة التمدد الحاصل في الشريان، في حال كان تمدد الجزء الصدري للأبهر تحت 5 سم في القطر، وضبط ضغط الدم من خلال حمية الملح ووقف التدخين.
وفي حال تخطى التوسع الـ5 سنتم في القطر، ينصح المريض بعملية استباقية، التي تصل نسبة نجاحها إلى أكثر من 95%، بينما بلغ نسبة الوفاة في العملية الإسعافية 80%، حسب الشيخوني.
ويتابع أن التمزق نادرًا ما يصيب الأطفال لأنه يحتاج وقتًا، لكن التوسع قد يحدث في الطفولة، لافتًا إلى وجود أنواع أخرى من التوسعات الشريانية التي تحدث عند الشباب، وهي وجود توسعات صغيرة تشبه حبة العدس تكون في شرايين الدماغ وتسفر عن نزف دماغي.
