عاد الأسير الفلسطيني المصاب بالسرطان يسري المصري إلى ذويه، بعد 20 عامًا قضاها في سجون الاحتلال.
أولى محطاته كانت زيارة إلى المقبرة التي تحتضن جثمان والده وشقيقه الشهيد. ومن هناك توعّد بالمضي في مقاومة الاحتلال.
يقول إنه ترك الأسرى في ما يشبه المقابر الجماعية بعدما عانى عشرين عامًا من الأسر والمرض والإبعاد.
ويضيف: "أخشى أن يكون وليد دقة المفكر العظيم والرجل الصامد الصلب والصنديد الرقم القادم على قائمة شهداء الحركة الأسيرة".
ويلفت إلى أن دقة كان ينشر الوعي بين صفوف الأسرى بحقيقة الصراع وحقيقة زنازين الاحتلال وممارسات العدو.
فرحة منقوصة
وفي الحي الذي تسكنه عائلة المصري وسط قطاع غزة وزاره الفرح بخروج يسري من سجون الاحتلال، تحققت أمنية والدته التي لا تقوى على الوقوف.
كانت أمنيتها عندما التقاها "العربي" قبل أشهر بأن تلقى ابنها قبل أن تفارق الحياة، وأمس الخميس كان لها ما تمنت.
وبينما تلفت إلى أن نجلها اعتقله الاحتلال وهو في السابعة عشرة من عمره، طالبت العالم بالوقوف إلى جانب الأسرى وإخراجهم من السجون.
بدورها، تحرير شقيقة يسري المصري لم يسبق لها أن التقته طوال مدة سجنه، حاله حال عشرات العائلات من أسرى غزة.
وتعبّر عن فرحة "منقوصة" بخروج شقيقها من الأسر، قائلة إن ألمنا كبير بوجود أسرانا الأبطال في السجون.
ويأمل أهالي الأسرى بصفقة تبادل بين المقاومة والاحتلال يخرج بمقتضاها المرضى منهم قبل فوات الأوان، مع غياب أي حلول سياسية أو قانونية تفضي إلى الإفراج عنهم.
ففي تلك السجون مئات الأسرى المرضى، من بينهم 200 أسير على الأقل مصابون بأمراض مزمنة وأورام بنسب متفاوتة، ويعانون الإهمال الطبي من سلطات الاحتلال.