قضت محكمة الاستئناف في لندن، اليوم الخميس، بعدم قانونية خطة وزارة الداخلية المثيرة للجدل، والقاضية بترحيل آلاف طالبي اللجوء في بريطانيا إلى رواندا.
هذا القرار، يتناقض مع قرار المحكمة العليا التي كانت قد اعتبرت في ديسمبر/ كانون الأول، خطة الحكومة قانونية لكنها، سمحت للأفراد بالاستئناف.
كما سيؤجل هذا القرار الأخير لفترة أطول، بدء الحكومة البريطانية في تنفيذ رحلات طالبي اللجوء إلى رواندا، أو إيجاد وجهة أخرى آمنة.
بدوره، أكّد المتحدث باسم الحكومة في رواندا في أول تعليق رسمي، أن قرار المحكمة هو شأنٌ بريطاني، موضحًا في الوقت عينه أن رواندا بلد آمن خلافًا لما جاء في قرار المحكمة البريطانية.
وأضاف المتحدث أن بلاده تقوم بواجبها ودورها، في حلّ أزمة اللاجئين العالمية.
انتكاسة لسوناك
ويأتي هذا الحكم، ليشكل انتكاسة كبيرة لتعهد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بوقف تدفق طالبي اللجوء الذين يصلون إلى البلاد في قوارب صغيرة عبر القنال الإنكليزي.
رغم ذلك، أعلن سوناك أن الحكومة البريطانية ستسعى للطعن في قرار المحكمة، وأضاف في بيان: "أحترم المحكمة لكنني أختلف بشكل أساسي مع قرارها. رواندا بلد آمن.. سنسعى الآن للحصول على إذن لاستئناف هذا القرار أمام المحكمة العليا".
وكانت الحكومة البريطانية قد أبرمت اتفاقًا مبدئيًا بقيمة 177 مليون دولار العام الماضي، لإرسال عشرات الآلاف من طالبي اللجوء الذين يصلون إلى شواطئها، في رحلة تمتد لأكثر من 6400 كيلومتر إلى الدولة الواقعة في شرق إفريقيا.
It is this country – and your government – who should decide who comes here, not criminal gangs. My statement on today’s ruling 👇 pic.twitter.com/VMvYBbs0Oz
— Rishi Sunak (@RishiSunak) June 29, 2023
ويقول منتقدو هذه السياسة إنها لا تراعي حقوق الإنسان، قبل أن ترى محكمة الاستئناف اليوم بأغلبية اثنين إلى واحد، أنه لا يمكن اعتبار رواندا دولة ثالثة آمنة.
في السياق، كشفت الحكومة الأسبوع الحالي، أن ترحيل كل طالب لجوء إلى رواندا سيكلف 169 ألف جنيه إسترليني أي حوالي 213 ألفًا و450 دولار، في المتوسط.
يذكر أنه خلال العام الماضي، سجّلت بريطانيا رقمًا قياسيًا في أعداد اللاجئين بلغ 45755 شخصًا، معظمهم مهاجرون في قوارب صغيرة عبر القنال الإنكليزي من فرنسا.
كما وصل 11 ألف مهاجر غير نظامي، منذ بداية العام الجاري حتى الآن، في معدل مماثل للنصف الأول من عام 2022.
يذكر أنه سبق لمحكمة حقوق الإنسان الأوروبية، أن أصدرت قرارًا عرقل في اللحظات الأخيرة أول رحلة مزمعة لترحيل طالبي اللجوء العام الماضي إلى رواندا، وأمرت بمنع ترحيل أي طالب لجوء لحين انتهاء الإجراءات القضائية في بريطانيا.