محادثات أستانا 17 حول سوريا تنطلق.. "أجندة" حافلة ولا رهانات كبيرة
انطلقت في العاصمة الكازاخية نور سلطان محادثات أستانا 17 بشأن سوريا بمشاركة ممثلي الدول الضامنة تركيا وروسيا وإيران.
ومن المرتقب أن يتناول المشاركون في المحادثات التي تستمرّ يومين، الأوضاع في سوريا، وإيصال المساعدات الإنسانية، وعودة اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف وتبادل الأسرى وإطلاق سراح الرهائن والبحث عن المفقودين.
وشهد اليوم الأول عقد اجتماعات ثنائية وثلاثية بين الوفود المشاركة، حيث عقد الوفد التركي، الذي يترأسه مدير قسم سوريا في الخارجية التركية السفير سلجوق أونال، لقاءات ثنائية مع الوفد الأممي الخاص بسوريا، ووفدي إيران وروسيا.
كما أجرت وفود الدول الضامنة لقاءات مع ممثلي النظام والمعارضة السوريين. واختتمت محادثات اليوم الأول التي جرت بعيدا عن عدسات وسائل الإعلام، بلقاء ثلاثي جمع تركيا وروسيا وإيران.
وفي تصريحات أدلى بها للصحافيين عقب اختتام لقاءات اليوم الأول، قال ممثل الرئيس الروسي الخاص في سوريا أليكسندر لافرينتيف إن الاجتماعات كانت مثمرة. وأفاد بأن الدول الضامنة جددت دعمها أعمال اللجنة الدستورية السورية في جنيف.
وأشار إلى النتائج الإيجابية لاجتماع عمل عقدته وفود الدول الضامنة ضمن إطار المحادثات بشأن تبادل الأسرى. وتابع: "إحدى عمليات التبادل الأخيرة جرت قبل عدة أيام، حيث تم تبادل 5 أشخاص من كل جانب، قد لا يبدو الرقم مهما، ولكن في النهاية نحن نتكلم عن حياة أناس".
وأكد أن ثمة العديد من عمليات التبادل التي تجري على مستوى محلي ولا تنعكس على الأرقام الرسمية. وأضاف: "ننتظر مشاركة نشطة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر في هذه القضية".
"بديل عن جنيف"
ويأسف الخبير العسكري والإستراتيجي أحمد رحال لمداولات مؤتمر أستانا 7، بحسب ما هو متداول، معتبرًا أنّه "مؤسف جدًا أن يقال إننا سنجتمع للحفاظ على الهدوء والاستقرار في مناطق خفض التصعيد".
ويسأل في حديث إلى "العربي"، من إسطنبول، عن معنى هذا الهدوء، في وقت "تقصف روسيا ونظام الأسد كل الشمال السوري منذ ستة أشهر من دون توقف".
وإذ يسأل عمّن قال إن أستانا هي مخصصة لمناقشة الملف السياسي، يرفض إقحام اللجنة الدستورية بالنقاشات، مضيفًا: "هذا ما تريده من روسيا من تحويل أستانا لبديل عن جنيف".
وبدأت محادثات أستانا عام 2017 برعاية الدول الضامنة تركيا وروسيا وإيران من أجل إيجاد حل للأوضاع في سوريا.
وانتهت الجولة السابقة من اجتماعات مسار "أستانا"، التي جرت في يونيو/ حزيران الماضي، من دون نتائج جديدة، ودعت لضرورة دعم التهدئة على الأرض، إلا أن النظام السوري وروسيا لم يلتزما بما اتفق عليه في بيانها الختامي، حيث عاد القصف المكثف على ريف إدلب مخلفًا عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.
وارتكب النظام السوري في 20 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مجزرة دموية في مدينة أريحا بريف إدلب، جراء قصف مدفعي، ذهب ضحيتها 11 مدنيًا بينهم 4 أطفال ومعلّمة أثناء ذهابهم إلى مدارسهم.
وتؤكد فرق الدفاع المدني السوري، أنها استجابت لأكثر من 700 هجوم جوي ومدفعي من قبل قوات النظام وروسيا، على شمالي غرب سوريا، منذ بداية يونيو/ حزيران الماضي، أدت لمقتل أكثر من 155 شخصًا، من بينهم 55 طفلًا، و24 امرأة.