الثلاثاء 30 أبريل / أبريل 2024

آلية دفاع جماعي.. ما هي "المادة الخامسة" في وثيقة تأسيس الناتو؟

آلية دفاع جماعي.. ما هي "المادة الخامسة" في وثيقة تأسيس الناتو؟

Changed

مراسل "العربي" يتحدث عن حادثة سقوط صاروخ في بولندا وإمكان تفعيل الحلف الأطلسي المادة الخامسة (الصورة: غيتي)
لم يلجأ حلف شمال الأطلسي للمادة الخامسة إلّا مرة واحدة في تاريخه ردًا على هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001.

تعد "المادة الخامسة" من معاهدة واشنطن، الوثيقة التأسيسية لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، حجر الزاوية في الحلف وأحد عناصر قوته وتنص على أن الهجوم على أحد أعضاء الناتو هو هجوم على جميع أعضائه. 

وقد تأسس الحلف في أعقاب الحرب العالمية الثانية عندما اعتبرت الحركات الشيوعية المدعومة من الاتحاد السوفيتي تهديدًا خطيرًا للحكومات في جميع أنحاء أوروبا. 

ففي أبريل/ نيسان 1949، اجتمع ممثلون من 12 دولة وهي الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا العظمى وفرنسا وبلجيكا وهولندا والنرويج والدنمارك ولوكسمبورغ وأيسلندا وإيطاليا والبرتغال، في واشنطن العاصمة للتوقيع على معاهدة حلف شمال الأطلسي.

دفاع جماعي

وكان البند الأساسي للمعاهدة هو "المادة الخامسة"، التي تقول في نصها: "يتفق الأطراف على أن هجومًا مسلحًا ضد واحد أو أكثر منهم في أوروبا أو أميركا الشمالية سيعتبر هجومًا ضدهم جميعًا ...".

وبينما يعد هذا الالتزام بالدفاع الجماعي في صميم هدف التحالف، كان الأمر متروكًا لتقدير كل دولة عضو لكي تقرر كيف ستساهم بالضبط.

لكن هذا لا يعني أن أي هجوم على عضو في الناتو يؤدي تلقائيًا إلى حالة حرب، بحسب تصريح جويل روبين نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لصحيفة "ذا هيل". 

وقال للصحيفة: "إنها ليست مثل آلية الزناد"، مشيرًا إلى الطبيعة الدبلوماسية للاحتجاج باستخدام المادة 5، حيث تسمح للتحالف باعتماد مجموعة من الأدوات الدبلوماسية للرد على أي عدوان بشروطه الخاصة وقد تضم ردًا دبلوماسيًا اقتصاديًا أو حتى عسكريًا. 

تفعيل المادة 5 عقب أحداث 11 سبتمبر

وعلى الرغم من أهميتها، لم يلجأ الحلف للمادة الخامسة إلّا مرة واحدة في تاريخه - ردًا على هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001.

ففي 12 سبتمبر/ أيلول 2001، أي بعد يوم من الهجمات على مركز التجارة العالمي والبنتاغون، استند حلف الناتو إلى المادة 5 لأول مرة في تاريخه، حيث ألزم أعضاءه بالوقوف إلى جانب الولايات المتحدة في ردها على الهجمات. 

وعقد الأمين العام للناتو آنذاك، اللورد روبرتسون، مؤتمرًا صحفيًا لمناقشة أحداث 11 سبتمبر في 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2001، وتعهد بدعم حلفاء الناتو الثمانية عشر في الحملة ضد الإرهاب الدولي.

كيف رد الناتو على أحداث 11 سبتمبر؟

وبالإضافة إلى المشاركة في الحرب في أفغانستان، تضمن رد الناتو على هجمات 11 سبتمبر بموجب المادة 5 عملية مساعدة النسر، حيث ساعدت طائرات الناتو في القيام بدوريات في سماء الولايات المتحدة لمدة سبعة أشهر بين عامي 2001 و 2002، وعملية المجهود النشط، حيث تم إرسال القوات البحرية لحلف شمال الأطلسي للقيام بأنشطة مكافحة الإرهاب في شرق البحر الأبيض المتوسط.

عملية المسعى النشط، التي بدأت في أكتوبر 2001 وامتدت لاحقًا إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط بأكملها، لم تنته حتى عام 2016.

واتخذ الناتو إجراءات دفاعية جماعية في مواقف أخرى، بما في ذلك نشر صواريخ على حدود تركيا وسوريا في عام 2012. 

كما دفع ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014 وصعود تنظيم الدولة في السنوات الأخيرة بالحلف لتعزيز دفاعاته الجماعية، بما في ذلك مضاعفة حجم قوة الرد التابعة لحلف الناتو ثلاث مرات، حيث وافقت الدول الأعضاء في الناتو على محاولة إنفاق 2% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة