الخميس 2 مايو / مايو 2024

تكتيكات الحقبة السوفيتية.. بوتين ينشئ الخط الساخن للإبلاغ عن "الخونة"

تكتيكات الحقبة السوفيتية.. بوتين ينشئ الخط الساخن للإبلاغ عن "الخونة"

Changed

تقرير حول قمع الشرطة الروسية للمظاهرات المنددة بالهجوم الروسي على أوكرانيا (الصورة: غيتي)
أنشأ الرئيس الروسي خطوط هاتف ساخنة ومواقع إلكترونية يلجأ إليها "المواطنون الصالحون" للإبلاغ عن أي شخص يتحدث ضد الحرب في أوكرانيا باعتبارة من "خونة" الدولة.

يستخدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تكتيكات الحقبة السوفياتية من خلال إنشاء خطوط هاتف ساخنة ومواقع إلكترونية يلجأ إليها "المواطنون الصالحون" للإبلاغ عن أي شخص يتحدث ضد الهجوم الروسي على أوكرانيا باعتباره من "خونة" الدولة.

وبحسب "ديلي ميل"، تعود هذه الخطوة إلى تكتيكات مماثلة استخدمها جوزيف ستالين في الحقبة السوفياتية عام 1937، حيث استخدم قوة الشرطة السرية الخاصة به للقضاء على أي شخص تحدث ضد الحزب الشيوعي.

وتم إرسال أكثر من مليون شخص إلى غولاغ بين عامي 1936 و1918 فيما عُرف باسم "التطهير العظيم"، مع تعرض أي شخص من الفلاحين أو أعضاء الحزب لخطر وصفهم بـ "المخرب" أو "عدو الشعب".

المواطن "المخبر"

وبعد ما يقرب من 100 عام، ورد أن الكرملين يرسل للمواطنين تعليمات عبر الرسائل النصية حول كيفية التبليغ ببعضهم البعض، مع إلقاء الأصوات المعارضة في السجن.

ويمكن "للمخبرين" المحتملين أيضًا استخدام قناة مخصصة على منصة التواصل الاجتماعي "تليغرام".

وبحسب صحيفة "صنداي تلغراف"، أمضت مساعدة متجر شابة تبلغ من العمر 22 عامًا، 24 ساعة في زنزانة هذا الأسبوع بعد أن أخبرت شخصًا غريبًا في حانة بموسكو أنها لا توافق على الحرب في أوكرانيا.

ومن بين التقارير الأخرى التي تم الإبلاغ عنها أن امرأة في سيبيريا قامت بتزيين شجرة في حديقتها بشرائط زرقاء وصفراء - ألوان العلم الأوكراني - ورجل في موسكو رفع علم أوكرانيا الفعلي في نافذته، وضابط شرطة تم سماعه وهو ينتقد الهجوم الروسي.

وقالت ألكسندرا بايفا، رئيسة القسم القانوني لمنظمة حقوق الإنسان الروسية "أو في دي إنفو": "في روسيا الآن، يشبه الأمر عام 1937: الناس خائفون ويتحدثون عن بعضهم البعض".

وتم حل قوة ستالين "أن كاي في دي" في النهاية بعد عام من وفاته، عام 1954، وتم إنشاء "كاي جي بي". وكانت إحدى مسؤولياتها الرئيسية مراقبة السكان. 

تقسيم المجتمع

ومن غير القانوني حاليًا التحدث ضد الهجوم الروسي على أوكرانيا أو إظهار عدم الموافقة عليه، ويحظر وصفه بأنه "حرب"، حيث وصفه بوتين بأنه "عملية خاصة" لإنقاذ البلاد من قادتها النازيين.

وتم اعتقال 176 شخصًا في 14 مظاهرة مختلفة مناهضة للحرب في روسيا يوم السبت.

ويأتي ذلك بعد أن أرسل بوتين تحذيرًا مخيفًا إلى الأوليغارشية في 16 مارس/ آذار، حيث قال: "إن الروس المخلصين سوف يبصقونهم مثل الذبابة التي طارت في أفواههم". كما زعم أن "المحاولات الغربية للسيطرة على العالم" آتية حتى النهاية.

وحذر الرئيس الروسي، في خطاب متلفز من الكرملين، من أن الغرب سوف يستخدم "أولئك الذين يكسبون أموالهم هنا، لكنهم يعيشون هناك" كطابور خامس "لتقسيم مجتمعنا".

وقال المحلل السياسي أندريه كوليسنيكوف المقيم في موسكو: "لقد قسّم بوتين بطريقة أورويلية مواطني روسيا إلى أناس نظيفين وغير نظيفين".

الفرار من روسيا

ويلجأ بعض الروس إلى الهرب من القمع والعقوبات في روسيا، ومنهم العلماء الروس الذين يستعينون بشركاء خارج بلادهم لمساعدتهم على الهرب من التشدد المستمر عقب الهجوم العسكري، لكنهم رغم ذلك يواجهون مستقبلًا غامضًا حتى لو نجحوا في الفرار إلى الغرب.

ورغم التهديد الكبير، وقع آلاف الأكاديميين في روسيا رسائل مفتوحة تدين الحرب على أوكرانيا، الأمر الذي استدعى ردًا رسميًا، حيث صنّفت وزارة العدل الروسية يوم الجمعة الماضي صحيفة العلوم الروسية الشهيرة "ترويتسكي فاريانت" على أنها "عميل أجنبي".

وكانت الصحيفة العلمية قد نشرت رسالة تحمل تواقيع علماء وصحافيين علميين، تندد بالهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، ووقع عليها حوالي 8000 شخص. كما تم الآن حجب موقع الصحيفة في روسيا.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close